قلنا ان القصص القرآنى له منهج مخالف للمنهج التاريخى ، فبينما يحدد المنهج التاريخى اسماء الاشخاص و المكان والزمان فان القصص القرآن يركز اساسا على العبرة . ومن الممكن الاستفادة بالقصص القرآنى فى التأريخ و ملء الفراغات التى تركها القرآن الكريم اى بذكر الاسماء وتحديد المكان والزمان من خلال التاريخ البشرى المكتوب ـ ويظل ما نكتبه بهذه الطريقة عملا بشريا غير معصوم . ويظل القرآن الكريم حكما على ما نكتب ، ويظل هو الحقيقة المطلقة فيما ذكر من قصص ، بينما يظل بحثنا فى القصص القرآنى و فى التاريخ البشرى عملا بشريا يخطىء و يصيب .
أما من حيث التشريع القرآنى فسنتعرض له بالتفصيل فى كتاب قادم من حيث منهجيته ومقاصده و كيفية تطبيقه ، وسبق التعرض لبعض هذا فى مقالات مختلفة ، أذكر منها مقالا فى سلسلة القضاء بين الاسلام و المسلمين فى حلقة عن المنهج التشريعى الذى يحكم به القاضى فى الاسلام .
وعموما بالنسبة لصلاحية التشريع الاسلامى لكل زمان ومكان سيأتى تفصيل فى تقسيم التشريع الاسلامى القرآنى من هذه الناحية ، فمنه تشريع خاص بزمانه ومكانه ولا يجوز تكراره ونستفيد منه العبرة فقط مثل التشريعات الخاصة بالنبى محمد وازواجه ودخول بيته الكريم وتحريم الزواج ممن تزوجها النبى و تشريع الدخول على نساء النبى .. وكل ذلك فى سورة الأحزاب ، وهى تشريعات انتهت بوقتها ، والمستفاد منها العبرة فقط .