رفقــا بعقولنا

وداد وطني في الإثنين ٢٠ - سبتمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

12 

رفقــا بعقولنا

 

إن الترميز بظاهرة العصبية القبلية كشكل من أشكال التخلف الإجتماعي والذي نتعايش به كواقع فرض نفسه حتى في التفريق بين "المرء وزوجه" كما يسمى في قضائنا المبجل "بعدم تكافوء النسب" يعد تغاظيا عن سلبيات عدة لا تقل أهمية عنها!!

ولن أكون مجحفا في حق السلبيات الأخرى حيث تتخلل المجتمعات الأخرى إسقاطات عدة بجانب إجابياته ولكن.. لأنني أرى هذه السلبيات وقد باتت من مسلمات الأمور بل وأصبح رموزها من أولئك "الذين يحرم الله" حتى انتقادهم.. كما يعتقدون!!

وإن مجرد التفكير في حل هذه المعضلة ومحاولة تطبيق الحلول لذلك بات أشبه بالمستحيلات في واقع نجعل فيه من التراث القديم "ثقافة" و مفخرة لنا!! ومن المذهب السلفي "الأبائي" "الرجعي" ديناً لنا!!

فكيف نخرج من هذا المأزق ونحن نمجد الماضي بهذا الشكل المخجل ونحاول التعايش فيه بل وجر الماضي بسلوكياته البدائية من القرون الوسطى الى القرن الواحد والعشرين!؟!

انظروا الى مسألة السواك.. مثلا ً..

لقد كان النبي عليه السلام يستعمل السواك وسيلة لنظافة الفم والأسنان حيث أن السواك مأخوذ من شجر الآراك وهو شجر موجود في شبه جزيرة العرب.. فإذا أردنا أن نفهم سنة السواك فهما معاصرا نقول إن السنة النبوية تحض المسلمين على العناية بنظافة الأسنان والفم ضمن الوسائل المتاحة "الفرشاة والمعجون" وكان السواك هو الوسيلة المتاحة في عهد النبي عليه السلام فاستعمله، وقد سـلّم الطب الحديث لأهمية العناية بنظافة الفم/ الأسنان والتي تقي من أمراض عدة التي قد تتطور الى ما يسمى بالأمراض الذاتية "Autoimmune diseases" كمرض الحمى الروماتيزمية "Rheumatic fever"!!

ومن العجب ان نرى أناساً في زماننا هذا.. يستعملون السواك ويتركون الوسائل العصرية المتاحة ظنا منهم أن ذلك إقتداء بسنة رسول الله!!! إن هي إلا تبعية عمياء لم يستطيعوا أن يـُعمِـلوا فيها خلية واحدة من عقولهم!!

ومثال آخر...

لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يلبس من لباس العرب حتى أن الذي كان يدخل عليه من العرب وهو جالس مع الناس لأول مرة كان يسأل من "منكم محمد"؟؟ فهذا يعني أن النبي لم يتميز بأي شيء في لباسه ولا في لحيته وكان لباسه لباس العرب في حينه..

وإطلاق اللحية هو من عادات العرب في حينه..

وهكذا نفهم السنة النبوية في اللحية واللباس هي أن على المسلم أن يلبس لباسه القومي.. وأن يكون هندامه قوميا بدون حرج.. لأن النبي كان لباسه وهندامه قوميا وهذه السنة أكبر درس في الشعور القومي..

فهل ظن أصحابنا هؤلاء أن رسول الله قد أطلق لحيته بعد أن نزل الوحي عليه؟؟!!

أم ظنوا أن أبا بكر وعمر قد قصرا من ثيابهما "الى نصف الساق" بعد أن أسلما؟؟!؟

 رفقــاً بعقولنا يا أولي الألباب...

 

اجمالي القراءات 9422