لماذا يفخر المصريون بأحمد زويل ونجيب محفوظ فى نفس الوقت الذي شعروا فيه بالارتياح عندما خسر حسني؟
في
الثلاثاء ٢٩ - سبتمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
تقرير يعده : هاني الموافي : بتاريخ 29 - 9 - 2009
|
نفتتح جولتنا اليوم في صحافة القاهرة الصادرة أمس (الثلاثاء) من صحيفة المصري اليوم ، حيث أكد عزت القمحاوى أنه حتماً سيأتى يوم تتمتع فيه معركة اليونسكو بنعمة النسيان، فلا هى خسارتنا الأولى ولا الأخيرة، ولا هى أكبر أخطاء فاروق حسنى، بل هى ليست خطأه بالمرة. وإن كان فى اختيار هذا المرشح بالذات ما يثير الألم، فإن تسويق الخسارة وتسويغها يثير الحسرة والشفقة. الحسرة على وطن هان، حتى تحول على أقلام بعض مستشارى الوزير إلى خرقة أو حتى إلى منشفة فاخرة لتجفيفه، وإزالة آثار المعركة عنه، إذ اعتبروا مناقشة القضية بموضوعية عملاً ينحط إلى درك الخيانة الوطنية! أما الشفقة، فعلى المستشارين أنفسهم الذين اصطفوا فى اليمين الجديد بأدوات اليسار القديمة جداً، هل حقاً لا يزال بيننا من يتكلم لغة التخوين؟! كتبة يمينه، الذين اعتادوا تحويل سيئاته إلى حسنات، عرفناهم فى أزمة محرقة بنى سويف، عندما لم تنجح رائحة لحم خيرة مسرحيينا المشوى فى تجفيف أقلامهم، أو ردعهم عن مدح وزير، يتساقط المقربون منه فى أيدى العدالة كالذباب واحداً بعد الآخر. هم أحرار مع ضمائرهم، لكن من غير المقبول عقلياً أن يتحول فاروق حسنى إلى رمز وطنى. على الرغم من أن معركة اليونسكو جمعت كلمة المثقفين، حيث أمل الجميع فى فوزه، حباً فيه، أو حباً فى الثقافة المصرية، التى كان الفوز باليونسكو الطريقة الوحيدة التى ستجعله يرحل عنها. لكن الأمنيات شىء والواقع شىء آخر، فى عصر يوصف بالشفافية، حيث نعيش فى عالم بلا أسرار، حتى إن أحد الاعتراضات الدولية على ترشيحه كان بسبب قصر المدة التى يقضيها فى مكتبه بالوزارة!
صار بأخطائه عبئاً ثقيلاً
ويضيف القمحاوي : وضعت مصر قضية حسنى على جدول الاجتماعات والمقايضات السياسية، وهو ما لم تفعله لمرشح مصرى سابق للمنصب نفسه، هو إسماعيل سراج الدين، بل كانت أقرب لتأييد المرشح السعودى غازى القصيبى فى دورة ١٩٩٩ التى فاز بها اليابانى كويشيرو ماتسورا، المدير الذى أنهى دورتين هذا العام. هذا التجنيد الاستثنائى لإمكانيات الدولة لصالح معركة فاروق حسنى ليس له سوى تفسير واحد، فقد صار بأخطائه عبئاً ثقيلاً على النظام، ولكنه عبء عزيز. ومن هنا كان الأمل المصرى فى تحويل اليونسكو إلى مخبأ آمن للوزير. بذلت الدبلوماسية المصرية أقصى جهدها، لكن وراء المرشح الخطأ، انطلاقاً من تصور خاطئ يتعامل مع اليونسكو بوصفها إحدى مؤسسات التكريم المصرية، مثلها مثل "المجالس القومية المتخصصة"، التى يقضى فيها رجال الحكومة سنوات ما بعد الأضواء انتظاراً لقرار الرحمة الإلهية. وما يمكن أن نستشفه من الصمود المدهش لفاروق حسنى، هو أن اقتناص المنصب الدولى لم يكن صعباً لو قدمت مصر المرشح المناسب. وبدلاً من الاعتراف بخطأ الاختيار تم تجنيد الطاقات الإعلامية لتحويل فاروق حسنى رمزاً وطنياً وإعطاء خسارته أبعاداً وطنية مصرية وقومية عربية، وأممية إسلامية! ومن الطبيعى أن ينهمك فى الخدمة أفراد الحراسة الإعلامية، الذين لا تهمهم أى قضية سوى إثبات الإيمان الصافى، كإيمان العوام بكل ما يفعله أو يريده النظام. ومن الطبيعى أن يشارك فى حفل الزار الوطنى المستفيدون شخصياً من فاروق حسنى، الخبير فى إدخال المثقفين الحظيرة.
عاد بعد الهزيمة ليتهم المنظمات
ودخل الوزير بسرعته المعهودة فخ "المحرقة" بكل رمزيتها فى الذهنين الغربى واليهودى، ثم كانت اعتذاراته المتعددة عن هذا التصريح سقوطاً على الجانب الآخر، بل إن بعض التصرفات العملية كانت مسيئة للوطنية المصرية "حتى لا نتحدث عن خيانة مثل مشايعيه" ومنها ترميم المعبد اليهودى، وتسويقه باعتباره ترضية لإسرائيل، بينما هو أثر مصرى مثل غيره من الآثار الفرعونية والقبطية والإسلامية، ولا يجب أن نطلب من وراء ترميمه رضا أى دولة أو أى كيان آخر. وبعد كل الاسترضاء الذى أثمر سكوتاً إسرائيلياً وصهيونياً، عاد بعد الهزيمة ليتهم المنظمات اليهودية بالوقوف ضده، ويتوعد إسرائيل بالقصاص. وهذه مبالغة فى قوة هذه المنظمات لصالح تحويله بطلاً، بينما الحقيقة فى مكان آخر. وبدلاً من تصوير الأمر بوصفه صراعاً بين الشمال والجنوب، أو مؤامرة ضد مصر والعرب والمسلمين، عليه أن يهنأ بالخسارة المشرفة، ويشكر الظروف وألعاب الحظ الجيدة التى جعلته يصمد خلال خمس جولات تصويت، لأن من تكتلوا ضده لم ينتبهوا إلى إضافة ملحوظة أخرى لقائمة السلبيات الطويلة، وهى العدد الكبير من الآثار المصرية، الذى خرج من لائحة اليونسكو فى عهده بسبب الترميم المعيب الذى يغير من طبيعة الأثر، وبينها الجامع الأزهر، بينما تنتظر القلعة المصير ذاته بسبب الأبراج التى تبنى أمامها، وإن لم تكن كارثة القلعة من صنعه، فقد كان عليه أن يرفضها، ويتمسك برفضها، حتى لو أدى الأمر لاستقالته.
قادة فكر الديتول!
محمد أمين في صحيفة الوفد صرح أنه لا يريد الخوض من جديد في معركة اليونسكو.. وقد طوي فاروق حسني هذه الصفحة بنفسه، كما طواها أهل اليونسكو أنفسهم.. باعتبار أن اليونسكو ليست قهوة معاشات، ولا مكافأة نهاية الخدمة.. فتعالوا نتوقف أمام مشهدين في الإعلام الآن غاية في التناقض.. الأول: مشهد الذين يتحاربون من أجل اليونسكو.. والثاني: مشهد الذين يحاربون من أجل لقمة عيش.. وهؤلاء ينبشون في صناديق الزبالة.. فالدولة المصرية التي يبحث نخبتها عن اليونسكو.. هي نفسها الدولة المصرية التي يبحث نصف أهلها عن لقمة العيش في صناديق الزبالة.. ولا أحد يندهش.. ولا أحد يتعجب.. بينما هناك من يتحدث عن أهمية النظافة وغسل اليدين قبل الأكل وبعده.. وأهمية استخدام المطهرات.. ومنها الديتول.. فماذا يقول قادة »فكر الديتول« عن الذين يأكلون من الزبالة.. ولا يموتون.. ولا تعنيهم حكاية الديتول من قريب أو بعيد!! ومن المهم أن تنتهي معركة اليونسكو فعلا.. ليس لأن فاروق حسني طوي هذه الصفحة.. ولكن لأنها يجب أن تنطوي، لننظر إلي الذين يعيشون علي الزبالة بشكل يومي.. حتي أن هؤلاء يعملون في ورديتين.. صباحية ومسائية.. كي يوفروا احتياجاتهم الضرورية من الطعام.. بينما هناك من يقدر علي النوم.. وبينما هناك من يتحدث عن اليونسكو.. وقد راعني منظر سيدات تنبش بهمة في صناديق الزبالة.. لا تنشغل بحملات النظافة.. ولا تنشغل بفكر الديتول والكمامة.. وماذا يشغلها وقد أكل المصريون من صناديق الزبالة، ولم يموتوا.. وأكل المصريون الفراخ الفاسدة، ولم يموتوا. وأكلنا الحمير حتي انقرضت الحمير.. أو تكاد!!
ردة الوراء
يلفت النظر أن كل السيدات اللاتي ينبشن في الزبالة يرتدين الحجاب أو النقاب.. الحجاب الذي قال عنه وزير الثقافة بأنه »ردة للوراء«.. وهو ليس ردة للوراء.. ولا السيدة التي تلبسه تقصد أي شئ آخر، غير أنها تستر نفسها، وتختبيء عن العيون.. فلا هي تنضم إلي جماعة، ولا هي تخفي جمالاً.. وقد يرتدي بعضهن النقاب، لا لشئ إلا »السترة«.. السترة التي لا يعرفها أحد من رجال الحكم.. فهي لا تريد أن يراها أحد، وهي تلتقط بقايا الطعام علي استحياء.. ولا تريد أن يراها أحد، وهي تعمل في الصباح والمساء حتي تملأ وعاء علي رأسها.. حتي إذا عادت أسكتت الصغار بأي شئ.. والملايين من هؤلاء لم يتابعوا اليونسكو.. وربما فرحوا بالسقوط.. لأن اليونسكو كان بالنسبة لهم رفاهية، لا تسمن ولا تغني من جوع!!
من الخاسر في معركة اليونسكو؟!
أما علاء الأسواني في صحيفة الشروق فقد تابع مداخلات المصريين على مواقع الإنترنت، فوجد معظمهم قد أبدوا ارتياحهم لأن فاروق حسنى قد خسر الانتخابات والمنصب.. بدا لى ذلك غريبا فالمصريون لديهم انتماء قوى لبلادهم ويفتخرون بأى نجاح مصرى عالمى. لماذا يفخر المصريون إذن بأحمد زويل ونجيب محفوظ، وفى نفس الوقت يحس كثيرون منهم بالارتياح عندما يخسر فاروق حسنى انتخابات اليونسكو؟! ثم.. هل تعرض فاروق حسنى إلى مؤامرة صهيونية دولية من أجل إسقاطه؟ وهل حدثت خيانة ما أدت إلى خسارته فى الجولة الحاسمة؟. سألخص الإجابة فى النقاط التالية:
1ــ لم يكن فاروق حسنى قط وزيرا منتخبا من المصريين.. بل إنه لما تولى الوزارة كان مجهولا تماما فنيا وسياسيا، وقد ظل فى منصبه 22 عاما ليس بفضل تقدير المصريين لإنجازاته وإنما بسبب دعم الرئيس مبارك له.. وإذا تذكرنا أن الرئيس مبارك نفسه يحكم مصر منذ ثلاثين عاما بدون أن يخوض انتخابات حقيقية واحدة.. فالنتيجة أن يشعر المصريون بأن فاروق حسنى جزء من النظام المفروض عليهم، الذى تسبب بفساده وفشله واستبداده فى البؤس الذى يعيش فيه ملايين المصريين، أما فى حالة أحمد زويل ونجيب محفوظ ومجدى يعقوب وغيرهم من النوابغ على المستوى الدولى فالمصريون يحبونهم لأنهم مستقلون اجتهدوا حتى حققوا إنجازاتهم بعيدا عن النظام وأحيانا رغما عنه.
2 ــ جاء ترشيح فاروق حسنى لمنصب مدير اليونسكو مصحوبا بدعاية إعلامية جبارة وكأنه سيخوض معركة حربية يتحدد فيها مصير الوطن.. وذلك لسببين. أولا أن الرئيس مبارك هو الذى رشحه للمنصب. وكانت الرغبة السامية للرئيس سببا فى حشد كتبة الحكومة ومسئوليها لتأييد فاروق حسنى والتهليل له.. وهؤلاء تتلخص مهمتهم فى الطبل والزمر لكل ما يريده الرئيس أو يقوله أو حتى يفكر فيه، السبب الثانى أن فاروق حسنى قد نجح (كما قال بنفسه ذات مرة) فى إدخال كثير من المثقفين المصريين إلى حظيرة النظام، بمعنى أنه ربط هؤلاء المثقفين بمصالح مباشرة مع وزارة الثقافة.. بدءا من المثقفين الشبان الذين يتعاقد معهم الوزير بعقود مؤقتة، إلى منح التفرغ والمشروعات الشكلية واللجان الوهمية التى يتم الإغداق على أعضائها لضمان ولائهم.. وحتى المثقفين المعروفين الذين يمنحهم الوزير مبالغ طائلة باعتبارهم مستشارين.. وقد نتج عن ذلك أن تشكلت للوزير فاروق حسنى مجموعة من الميليشيات المسلحة فى الوسط الثقافى المصرى.. وهم مستعدون دائما للقتال دفاعا عنه ظالما أو مظلوما. وهؤلاء بطبيعة الحال تفانوا فى إظهار حماستهم لترشيح الوزير بغض النظر عن مدى صلاحيته للمنصب.
3 ــ يعتبر فاروق حسنى نموذجا حقيقيا للمسئول فى نظام استبدادى، فكل ما يهمه إرضاء الرئيس حتى يبقى فى الوزارة وهو مستعد لتحقيق ذلك بأى طريقة وأى ثمن، ولديه قدرة مدهشة على الدفاع عن الفكرة ونقيضها بنفس الحماس.. والأمثلة هنا بلا حصر، فهو قد دافع عن حرية التعبير فى أزمة رواية وليمة لأعشاب البحر. ولم يلبث بعد ذلك أن صادر بنفسه ثلاث روايات طبعتها وزارة الثقافة وأعفى المسئول عن نشرها من عمله ثم أطلق تصريحات تهاجم الحجاب والمحجبات وسرعان ما تراجع عنها أمام مجلس الشعب.. وعندما قابل الوزير نوابا من الإخوان المسلمين قال لهم تصريحه الشهير الذى تعهد فيه بحرق الكتب الإسرائيلية.. ثم عاد بعد ذلك واعتذر عن التصريح فى مقال نشره فى جريدة لوموند.. بل إنه أراد أن يدلل على تسامحه مع إسرائيل فدعا الموسيقار الإسرائيلى دانيال بارنبويم إلى الأوبرا المصرية مخالفا بذلك قواعد منع التطبيع مع إسرائيل التى كان يفخر فى الماضى بأنه يطبقها بصرامة.. وهكذا لن يعرف أحد أبدا ما رأى فاروق حسنى أو مبدأه الحقيقى؟.. لأنه لا يفعل ما يعتقده وإنما ما يساعده على تحقيق أهدافه.
4ــ يقدم السيد فاروق حسنى الآن نفسه للرأى العام المصرى باعتباره ضحية لمؤامرة صهيونية عنصرية غربية، استهدفت منع العرب والمسلمين من رئاسة اليونسكو.. وهذا الكلام غير صحيح.. فقد سبق لرجل أفريقى أسود مسلم، من السنغال، هو أحمد مختار أمبو، أن فاز فى انتخابات اليونسكو لفترتين متتاليتين وظل مديرا لليونسكو لمدة 13 عاما متصلة ( 1974ــ 1987)، كما أن الحديث عن عداء إسرائيل والدول الغربية لفاروق حسنى غير صحيح أيضا.. فبعد اعتذار فاروق حسنى فى جريدة لوموند، أعلنت الخارجية الإسرائيلية رسميا قبول اعتذاره.
ثم أكد بنيامين نتنياهو للرئيس مبارك أن إسرائيل لن تقف ضد ترشيح فاروق حسنى بل أعلنت فرنسا رسميا أنها ستصوت لصالحه فى كل الجولات، أما الموقف الأمريكى المعارض فقد كان مستقيما وواضحا.. إذ أخبرت الإدارة الأمريكية الحكومة المصرية من البداية أنها على استعداد لتأييد أى مرشح مصرى غير فاروق حسنى.. أين المؤامرة إذن..؟
الصحفيون التابعون لفاروق حسنى يعتبرون الترتيبات التى حدثت فى كواليس اليونسكو لصالح المرشحة البلغارية مؤامرة غادرة وهم ينسون أن فاروق حسنى قد عقد نفس الترتيبات مع الذين صوتوا لصالحه وأن هذه طبيعة الانتخابات الحرة فى أى مكان.
5ــ لقد فازت المرشحة البلغارية ايرينا بوكوفا برئاسة اليونسكو، لأنها ببساطة تصلح للمنصب أكثر من فاروق حسنى.. فهى أصغر سنا ومازال لديها الكثير لتقدمه، كما أنها متعلمة جيدا فقد تخرجت فى جامعتى ميريلاند وهارفارد فى أمريكا، ولديها خبرة فى المناصب الدولية لا تتوافر للسيد حسنى، والأهم من كل ذلك أن لها آراء محددة فى كل شىء لا تحيد عنها ولا تنقلب عليها، كما أنها مدافعة عن الديمقراطية والحرية وليست وزيرة فى نظام استبدادى احترف تزوير الانتخابات وقمع المعارضين.
الشعب لم يخسر شيئا
ويؤكد الأسواني في النهاية أن من خسر الانتخابات فى اليونسكو هما فاروق حسنى والنظام المصرى، أما الشعب المصرى فلم يخسر شيئا لأنه لم يختر فاروق حسنى ولم ينتخب الرئيس مبارك الذى رشحه وسانده.. لقد كان فاروق حسنى مرشح النظام ولم يكن مرشح مصر.. وفى مصر المئات من أصحاب الكفاءات الذين يصلحون لمنصب مدير اليونسكو أكثر من فاروق حسنى، لكن الرئيس مبارك لم يرشحهم لأنه أراد منح هذا المنصب بالذات للسيد فاروق حسنى ولأن إرادة الرئيس فوق كل اعتبار فقد تم إهدار ملايين الدولارات من أموال المصريين الفقراء من أجل الدعاية لفاروق حسنى فى معركة خاسرة.. لكننا رأينا أيضا كيف أن إرادة الرئيس مبارك واجبة النفاذ داخل مصر فقط وليس خارجها.. لأنه فى المؤسسات الديمقراطية، مثل اليونسكو، غالبا ما يفوز بالمناصب الذين يصلحون لها.
|