لكل زمان رجال ــ ونحن رجال هذا الزمان

وداد وطني في الأربعاء ٢٥ - أغسطس - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

9

لكل زمان رجال

ونحن رجال هذا الزمان

 

إن أفضل العلم بعد العلم بالله، العلم بكتابه تعالى لأنه عز وجل نزل القرآن لنتدبره ليلا ونهارا ولنقرأه سرا وجهارا لا أن نجعله مزخرفا مهجورا فنكون كمثل الحمار يحمل أسفارا...

لننفض غبار ما ألفينا عليه آبائنا الأولون...

ونجعل القرآن شرعا ومنهاجا..

ولتكن أحكامه لنا سراجا وهاجا..

إني افترض أن كلامي هذا موجها لأناس تجاوزوا فهمهم للقرآن ذلك الموروث التاريخي الذي لا يقرأ الا "أماني" وبمواسم معلومة كما قال المولى عز وجل:

(ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون)

أحبتي في الله،

انني كلما قرأت كتاب الله أشعر بلا حول لي ولا قوة إنني المخاطب فيه وأنني الوحيد المسئول عن نفسي في ما بيني وبين الله ولن يكون معي شفعاء من دونه ولا دليل لفهمه ككتب التفسير الأثرية...

وانني أعلم تماما أنني لو فهمت القرآن على أساس فهم السابقين لأصبح قرآننا تراثاً.. ولذا أقول متأسفاً أن واقع قرآننا الحالي "تراث" بل ومهجورا أيضاً!!

فهل نحن المعنيون في قوله تعالى على لسان رسوله الكريم:

(وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا)!!!

أعتقد أن السبب واضح إذ أننا فشلنا في أن نكون أمة محترمة نترجم كتابنا المقدس لواقعنا المعاصر وبقاعدتنا المعرفية المهولة.. فكتاب الله لكل زمان ومكان وهذا إعجاز بحد ذاته.. والرجوع الى كتب التراث وإعتماد تفاسير قام بها رجال منذ مئات السنين بقاعدتهم المعرفية الخاصة بهم يعتبر ذلك ظلماً بحق أمتنا في عصرنا هذا.. فلكل زمان رجال...

وما نسمعه بين الفينة والآخرى من إكتشافات لآيات الإعجاز العلمي في كتاب الله إلا محاولات خجولة تواجه بكثير من النقد والمعارضة بين الحين والآخر.. 

ولكي تتعامل مع القرآن لابد أن ننظر الى كتاب الله على أنه كتاب صادر عن "حــــــــــيّ" إلى أحيااااااااااااااااااااااء...

وأقول بالله مستعينا أنه المولى جلّ وعُلا جعل القرآن محفوظا الى يوم الدين ولكل خلقه وليس حكراً لفئة معينة من الناس أو طائفة منهم كالعلماء مثلا!!

(أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) 

وأن ذلك يجعل اللبيب منا يتسائل...

لماذا جعل الله تعالى كتابه المقدس "محفوظا" لي ولك ولكل الناس في عصور وأزمنة مختلفة؟؟

وللتذكير

أن المولى عز وجل تعهد بحفظه دون أن يتعهد بحفظ أي كتاب آخر معه....

لذا...

أقول أن ما قام به علماء المسلمون رحمهم الله من إجتهادات في زمنهم قائم على قاعدتهم المعرفية والتي وبطبيعة الحال لم تكن كقاعدتنا المعرفية وأضرب هنا مثليْن:

الأول:

أن ما يملكه طالب مدرسة ثانوية من معرفة في قواعد الرياضيات يوازي ما كان يعرفه الخوارزمي في عصره ( 781- 845 ) وكذلك ابن سينا في الطب وغيرهم فهؤلاء اجتهدوا في زمانهم...

فياليتنا نجتهد في زماننا بالمعطيات الهائلة التي نملكها.

المثل الثاني:

لو رأيت رجلا "قبل عشر سنوات فقط" يتحدث دون وجود شخص آخر بالغرفة لقلت عنه مجنونا!!!

ولكن الآن تراك تبحث عن سماعة الهاتف الجوال الموصولة بأذنه... لا سلكيا!!!!

أو لو قال أحد قبل 100 عام فقط وهو بمصر أو بالشام أنني اعتمرت بمكة يوم أمس وكانت عمرة مريحة لذاع صيته بالكذب!!! وذلك لعدم وجود شئ اسمه طائرة في ذلك الحين.

 

وبكل بساطة أستطيع وأنا بالرياض أن أعد زميلا لي بجدة بعد ساعتين.. فلولا وجود الطائرة لكان ذلك ضربا من الخيال.

هل اكتملت الصورة؟

بإختصار... أن القاعدة المعرفية تتغير بإختلاف المراحل الزمنية للبشرية.

وعلى هذا لابد في أن نفكر ونعيش بمعطيات حاضرنا..

ما أريد الوصول إليه أن كتاب الله المعجز إن لم يحدثني الآن في زمني هذا لأصبح (والعياذ بالله) عبثا... نعم عبثا...

لذا... 

لزاما علينا أن نتيقن يقينا كاملا أن (الكتاب محفوظ لنا بنص ثابت ومعنى متحرك) وهذا هو إعجاز الكتاب المبين.

ولعلني لا احتاج لدليل على ذلك ليقيني التام بأن كتاب الله لكل زمان ومكان ولكن لتطمئن قلوبكم أدلل بالإعجاز العلمي للقرآن الذي يفيقنا من سباتنا العميق كلما ظهرت لنا وكأن هذا الكتاب منجم من الكنوز تتفجر لنا في كل زمان..

لعل ما يزيد من حزني وألمي أن هناك ما يزيد عن السبعمائة آية إعجاز علمي لم يكتشف منها المسلمون آية واحدة!!!!!

فسبحان الله

ومن ناحية أخرى أبدي إستغرابي من طريقة قراءة القرآن وأناس يقرؤنه ولا تكاد تعلم ما يقول!!!

وكأن العبرة بكسر رقم قياسي لمن يقرأ كتاب الله في أسرع وقت!!

أضف الى ذلك...

تلك الإيماءات والترنحات العجيبة التي يقومون بها حين القراءة " والتي ما أنزل الله بها من سلطان"....

وما أشبههم بهذا الفعل بما يقوم به اليهود أمام حائط المبكى!!

أخيراً..

ليتنا نعي أن قراءة آية بتفكر خير من قراءة ختمة بغير تدبر..

 

 

اجمالي القراءات 20667