ثلاثة أسئلة :

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ٢٦ - نوفمبر - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
السؤال الأول : السلام عليكم : الذهب في ارتفاع مستمر , عندي مبلغ أريد استثماره في شراء الذهب لبيعه بعد بضعة اشهر حين يرتفع, هل هذا حرام ويدخل من باب والذين يكنزون الذهب والفضة؟ السؤال الثانى من الأستاذ وهبه الألفى : أعتقد أن كلمة إمرىء في القرآن تكون عن الشخص يوم القيامة ، والدليل آية ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ (21) الطور ) . السؤال الثالث : أرجو يا دكتور أحمد هذا سؤال عاجل . نحن مهاجرون لأمريكا ، إنتقلنا لولاية أخرى ، وخطيب المركز الإسلامى فيها حرّم الإحتفال بعيد الشكر الأمريكي ( Thanks giving ). وأنا تعودت الاحتفال به ، والأولاد بيسعدوا بهذه المناسبة وينتظروها . أنا مش شايف أنه حرام . بس لو سمحت عايز أسمع رأيك . وشكرا مقدما على سرعة الإجابة .
آحمد صبحي منصور

إجابة السؤال الأول

ليس هذا كنزا للذهب ، هو تجارة ، والله جل وعلا أحلّ البيع والشراء .

كنز الذهب والفضة هو تخزينه ومنع التصرّف فيه . قال جل وعلا : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ(34) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ(35)التوبة

انت تشترى لتبيع وتحقق ربحا هو حلال .

ولكن عليك ان تذكر ربك جل وعلا وأن تعطى زكاة ارباحك قبل ان يأتيك الموت فتندم . أرجو ان تتدبر قول الرحمن جل وعلا : (  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ(9) وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ(10) وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ(11)المنافقون )  

إجابة السؤال الثانى :

ليس هذا صحيحا .

تأتى في الدنيا ، قال جل وعلا :

1 ـ عن جديث الإفك : ( إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) 11 ) النور )

2 ـ ( فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (36) عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ(37) أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ(38) المعارج )

3 ـ ( بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُؤْتَى صُحُفًا مُّنَشَّرَةً(52) المدثر )

وتأتى في الأخرة . قال جل وعلا :

1 ـ ( فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ (33) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ(36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ(37) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ (39) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (40) تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ (41) أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ(42)عبس )

2 ـ ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ(21)الطور ) .

وهى فعلا تعنى الفرد ، ذكرا أو أنثى . والسياق هو الذى يحدد هل في الدنيا أم في الآخرة .

إجابة السؤال الثالث :

ليس حراما. وأنا شخصيا احتفل به مع أولادي وأحفادي .
ونعطى بعض التفصيل :

أولا : هذا الخطيب جاهل بالإسلام ومتعصّب . حسب ما شهدت ، هناك منهم من يستحل جمع التبرعات وقبولها حتى من الكنائس ، وهى تعطى الفائض من الواصل اليها للمساجد ، وهناك ( مسلمون ) يسجّلون أسماءهم لاستلام التبرعات من الكنائس ، من طعام وملابس . أعرف هذا . وهناك من أئمة المساجد من يقوم بتصدير هذا لدولته ويضع الثمن في جيبه . وفى نفس الوقت يبدو متشددا ، فكلما إزداد في تشدّده زادت مكانته ..!

ثانيا : ليس من الحرام الاحتفال بعيد الشكر ، وهى تقليد إجتماعى أمريكى ، بدأ مع المهاجرين الأوائل لأمريكا ، أقاموا إحتفالا شكرا لله جل وعلا وإستضافوا جيرانهم من الهنود الحمر . وهو ما ينطبق على المهاجرين الآن من المحمديين الذين هربوا من جحيم بلادهم الأصلية ، ووجدوا في أمريكا وكندا الأمن والوفرة . ثم يأتي هذا الإمام المتعصّب المأفون يقطع عليهم طريق الاستمتاع الحلال ؟ هو ينسى ان المحمديين يحتفلون باعياد الفطر والاضحى ويجعلونها عبادة وصلاة ؟ هو ينسى انهم يحتفلون بمولد النبى وليلة النصف من شعبان و 27 من رجب وعاشوراء وبموالد الحسين وموالد والاولياء ، ويجعلون هذا من معالم دينهم . عيد الشكر ليس دينا ، هو تقليد اجتماعى في أمريكا وكندا .

هذا الامام المتعصب يبيح تقديم الضحايا للقبور المقدسة ( الأنصاب / وما أُهلّ لغير الله به ) حسبما تكرّر في القرآن الكريم ، وينكر تشريعات الرحمن جل وعلا في القرآن الكريم .

ثالثا :

أكل ( الرومى ) ليس حراما .

الحرام هو تحريم ما أحلّ الله جل وعلا لنا . الحرام هو تحريم الحلال من الطعام . المحرمات في الطعام تكررت في آيات كثيرة . قال جل وعلا :

1 ـ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ(172) إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ(173)البقرة )

2 ـ  ( فَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلالاً طَيِّبًا وَاشْكُرُواْ نِعْمَتَ اللَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ(114) إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ(115)النحل

3 ـ ( قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ(145)الانعام )

4 ـ ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ(3)المائدة )

وجاء تهديد شديد لمن يتلاعب بتشريع الرحمن جل وعلا في تشريعات الطعام . قال جل وعلا :

1 ـ ( وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ (116) مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(117)النحل )

2 ـ ( قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَامًا وَحَلالاً قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ(59) وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ(60)يونس )

ثانيا : طعام أهل الكتاب حلال لنا ، وكذلك الزواج من نسائهم وتزويجهم من نسائنا . نرجو تدبر قول ربنا جل وعلا ( الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ(5)المائدة )

 ودائما : صدق الله العظيم .!

شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور )

https://www.youtube.com/@DrAhmedSubhyMansourAhlAlquran

اجمالي القراءات 401