اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون

عثمان محمد علي في الأربعاء ١٨ - أغسطس - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون.

 

بسم الله الرحمن الرحيم

اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا--)-- المائدة -3

 صدق الله العظيم

إن ما يتعرض له  موقع أهل القرآن من إعتداءات و&aAacute;ات ومحاولات  آثمة  لتدميره ،وما يصاحبها من سباب وهجاء وتهديدات بالقتل لأستاذنا الدكتور –احمد صبحى منصور – لهو تبيان وتوضيح لقول الله تعالى (اليوم يئس الذين كفروا من دينكم ) فاصحاب الدين الأرضى من السُنيين والوهابيين والبخاريين والقطبيين قد يئسوا من دين الله الحق وكتابه الكريم ، وإرتضوا بالبخارى عنه إلاهاً وبديلاً .ونسوا قول الله تعالى (وقال الله لا تتخذواالهين اثنين انما هو اله واحد فاياي فارهبون ) النحل- 51

وهم بذلك يتبعون خطوات الشيطان  خطوة بخطوة منذ أن أقسم أن يقعد لعباد الله صراطه المستقيم ، وأن يكون هو وحزبه اعداء للنبييين (وكذلك جعلنا لكل نبيعدوا شياطين الانس والجن يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون) الأنعام 112

ولم يختلفوا عمن صدوا  عن سبيل الله  منذ نوح عليه السلام ، وحتى يومنا هذا وهم  إمتداد طبيعى لتلامذة الشيطان من سلالة  إبن نوح إذا قال له (ونادى نوح ابنه وكان في معزل يا بنياركب معنا ولا تكن مع الكافرين.قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ) هود 42-43

وقوم إبراهيم عليه السلام  إذ قالوا (حرقوه وإنصروا آلهتكم ) ...

وقوم لوط وإمرأته إذ قالوا (قالوا اخرجوا ال لوط منقريتكم انهم اناس يتطهرون) النمل 56

ولم ينج منهم صالح عليه السلام وناقته ،فعقروها وعصوا أمر الله .( فعقرواالناقة وعتوا عن امر ربهم وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا ان كنت من المرسلين)  الأعراف 77

وأولئك من نطفة قوم شعيب الذين قال عنهم القرآن الكريم (قال الملا الذين استكبروا من قومه لنخرجنك ياشعيب والذين امنوا معك من قريتنا او لتعودن في ملتنا قال اولو كنا كارهين ) الأعراف 88 .. والذين توعدوه بقولهم (قالوا ياشعيب ما نفقه كثيرا مما تقول وانا لنراك فينا ضعيفا ولولا رهطك لرجمناك وما انت علينا بعزيز) هود 91

ولم ينج منهم محمد عليه الصلاة والسلام  عبد الله ومًصطفاه .فقد آذوه قولا وفعلا .وقد حكى القرآن الكريم  عن ذلك حين قال  (وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلا) الاحزاب 48

وقوله تعالى  (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) التوبة 61

ولم ينج منهم الذين  آمنوا فقد أذوهم ،   وتوعد ربنا سبحانه من يؤذيهم بالعذاب الأليم حين قال (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا .وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا ) الأحزاب  57 -58

والعجيب انهم يسقطون حكم الله فيمن إفترى على خلقه كذباً ويعتبرونه حيلة من حيل جهاد الطلب القولى عندهم ونسوا قول الله تعالى (َمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا) النساء 112

ولكننا نؤمن  ونعلم علم اليقين أن هذا نوع من الإبتلاء فى الدنيا ،وقد وعد به ربنا سبحانه وتعالى المؤمنين ،وعلمهم  كيف يصبرون ،وكيف يتعاملون معه ومع الذين يؤذونهم  ، وأن هذا الأذى موصول غير مقطوع  عبر الأجيال مادامت  الحياة الدنيا ،وأن ملامح القائمين به من المشركين واحدة مهما تغيرت العصور وتغيرت  الأزمات والدهور والوسائل والطرق   حين قال (( لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيرًا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ)  آل عمران 186 .. ووفى هذا  إرشادات  وتعاليم للمؤمنين أن يعتصموا بحبل الله ، ويصبروا ، ويتقوا ،وليعلموا ان هذا لمن عزم الأمور وكبيرها .وكيف أنه يدعوهم  للصفح والغفران والعفو وترك حسابهم وحساب مُخالفيهم  على الله ،وإذاكان هذا قد حدث مع النبى محمد عليه الصلاة والسلام  نفسه وقد أمره ربه أن يصبر ويصفح ،فهل لا نقتدى بهداه ومواقفه ،حين قال ربنا سبحانه وتعالى  وكرر له  النداء  ثلاث مرات  فى قرآنه العظيم

( فإصبر  على ما يقولون ) طه -130 ،و –ق 30 –

 (أصبر على ما يقولون )  ص 17

ونحن نُطبق فيهم قول الله تعالى (اولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهمفاعرض عنهم وعظهم وقل لهم في انفسهم قولا بليغا ) النساء 63

ونصفح عنهم لقوله تعالى (وان الساعة لاتيةفاصفح الصفح الجميل) الحجر 85

ومع صفحنا عنهم وعن أذاهم الذى  يستمرون فيه قولاً عبر الفضائيات والإيميلات والرسائل وخطبهم المنبرية ،بعدما هاجرنا وتركناهم ،ونجانا الله من أذاهم الفعلى  والجسدى  ،ورزقنا أرضا  طيبة مُطمئنة نمارس فيها حقنا بكل حرية من إخلاص الدين لله وحده لا شريك له . نقول لهم   إن أذاكم لن يمنعنا أن نقول ونؤكد على اننا لا نؤمن إلا بالله وحده لا شريك له وبقرآنه العظيم كتاباً واحدا لا مثيل له ،و أنكم بعقيدتكم  هذه التى  جعلتم البخارى دليلها ومرجعيتها ،قد إتخذتم إلهين إثنين  ،وجعلتم الله  ثالث ثلاثة ،وقد نهاكم عنها فى قوله تعالى (وقال الله لا تتخذواالهين اثنين انما هو اله واحد فاياي فارهبون)

وفى قوله تعالى (لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة وما من اله الا اله واحد وان لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب اليم ) البقرة 73

فقد جعلتم له سبحانه شركاء فى الفعل والقول ،ورفعتم أقوالهم  فوق قوله وحديثهم فوق حديثه ،وقد نهيتم عنه، فإنتهوا يغفر الله لنا ولكم .. وآمنوا بقوله  جل جلاله عن محمد بن عبدالله (ومامحمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين )  آل عمران  144

وآمنوا بقول الله عن قرآنه  الكريم  الكامل التام العدل الصدق  (اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دين) ا---- المائدة –3 ... وفى قوله تعالى  (وتمت كلمت ربكصدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم )—الأنعام 115

وقوله تعالى عن الإيمان بكتابه وحده حين قال (تلك ايات الله نتلوها عليك بالحق فباي حديث بعد الله واياته يؤمنون ) الجاثية -6

وأعلموا أنما نعظكم بهذا  معذرة لنا عند ربنا تطبيقا  لقوله تعالى (واذ قالت امة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم او معذبهم عذابا شديدا قالوامعذرة الى ربكم ولعلهم يتقون ) الأعراف 164

هدانا وهداكم الله  ،ربنا لا تجعلنا من الأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا  وهم يحسبون انهم يحسنون صنعاً .

وفى النهاية نؤكد على اننا ننصر الحق ما إستطعنا ،ونتعاون على البر والتقوى ،وفى هذا نتضامن مع استاذنا الدكتور منصور ،ومع أهلنا  من المسلمين  الذين وصفوهم بالقرآنيين (الذين ينصرون الحق القرآنى )  ضد كل أذى وشرور يتعرضون لها وهم يُجاهدون فى سبيل إعلاء حقائق الإسلام والقرآن ،و نحن معهم فى كل معروف يصلحون به المسلمين من داخل الإسلام سلميا ...ونذكرهم بقول الله تعالى عن جناته  التى أعدها جزاءا لعباده المخلصين  (جنات عدن تجري من تحتها الانهار خالدين فيها وذلكجزاء من تزكى ) طه 76

اجمالي القراءات 27289