آحمد صبحي منصور
في
الخميس ٣٠ - أكتوبر - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
إجابة السؤال الأول :
( شنشنة أعرفها من أخزم ) مثل عربى له قصة تختلف تفاصيلها . والأصح منها ان القائل هو أبو اخزم الطائى ، وكان شديد الغيرة على بناته يرفض تزويجهن ، فوثب عليه أبناؤه فضربوه وأدموه ، وتزوجت البنات . فقال شعرا :
إن بنىّ زمّلونى بالدم
من يلق آساد الرجال يُكلم
ومن يكن ذا أود يقوم
شنشنة أعرفها في أخزم
المعنى : أن الذى يواجه الأسود ( جمع أسد ) من الرجال يكلمونه اى يجرحونه . والقوى صاحب الأود ينهض بعدها ، وهذه شنشنة اى طبيعة وعادة أخزم ، أي يتكلم على نفسه .
أجابة السؤال الثانى
أولا :
لا . هناك ما يسمى ب ( الردع النووي ) ، وهو يجمع بين التنافس في تكديس السلاح النووي وتطويره ، وبين الفزع من قيام حرب نووية لأنها تعنى هلاك الرئيس وعائلته ضمن الباقين . لذا لا تقلق ، فالردع النووي هو الخلاص . وستبقى البشرية ليشهد آخر جيل منها قيام الساعة ، إذ إنه حين تقوم الساعة سيكون على الأرض بشر يشهدون زلزالها . قال جل وعلا :
1 ـ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ(1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ(2)الحج
2 ـ إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا(1) وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الإِنسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا(5)الزلزلة )
ثانيا :
لا علاقة لما تقول بعلامات إقتراب الساعة ، كما جاء في القرآن الكريم .
علامات إقتراب قيام الساعة قرآنيا هي :
1 ـ نزول القرآن الكريم منذ 14 قرنا هو أول علامات اقتراب الساعة. أي نقترب منها الآن .
2 ـ قوله جل وعلا عن التقدم العلمى المذهل والذى نعيشه الآن وسيتطور غدا : (حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) ( يونس 24 ) .
2 ـ هناك علامتان للساعة ستأتى في المستقبل :
2 / 1 : خروج دابة من الأرض تكلم الناس وتعظهم . قال جل وعلا : (وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لا يُوقِنُونَ ) ( النمل 82 ) أى إن خروج هذه الدابة سيكون قبيل قيام الساعة.ومصطلح (دابة ) يعنى فى القرآن الكريم كائن حى متحرك بارادته ، يسرى هذا على البشر الى الكائنات ذات الخلية الواحدة مما نعرفه وما لا نعرفه . والدابة هنا تتكلم بلغة يفهمها البشر مع اختلاف ألسنتهم ،اى تتكلم بلغة موحدة يفهما الجميع ، ربما تكون لغة الأرقام فهى اللغة العالمية الحاسمة التى لا خلاف حولها ، والتى يفهمها الجميع فى عصرنا حيث الثورة العلمية الرقمية بدءا من (الديجيتال ) فى التصوير الى علوم الفلك والذرة.
2 / 2 ـ قبيل (ساعة الصفر ) خروج يأجوج ومأجوج . الحديث عن يأجوج ومأجوج جاء مباشرا فى قوله جل وعلا : (حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلا قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّور فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا ) ( ـ الكهف ـ 93 : 99 ) (وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ )( الأنبياء 95 : 97).
والحديث القرآنى غير المباشر عن يأجوج ومأجوج جاء فى معرض خلق آدم وكونه خليفة فى الأرض يخلف قوما كانوا فيها مفسدين فى الأرض ويسفكون الدماء : (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) ( البقرة 30 ). وفى حديث جل وعلا عن (الاستخلاف ) بالاتيان بالإنسان يخلف يأجوج ومأجوج .
والمستفاد من القرآن الكريم أن يأجوج ومأجوج كانوا هم المتحكمين فى هذه الأرض قبل نزول آدم وتكاثر ذريته فيها ، وبمجىء آدم وذريته فان المنتظر أن يبيدهم يأجوج ومأجوج باعتبار أنه كانت لهم السيطرة ، وحتى تتحق خلافة آدم وأبناء آدم على الأرض وينالوا حظهم من التطور ، وحتى لا يبيدهم يأجوج ومأجوج فقد أرسل الله تعالى (ذا القرنين ) ألذى أدخل يأجوج ومأجوج فى باطن الأرض وبنى عليهم سدا أو ردما ، فأصبحوا داخل جوف الأرض وتأقلموا على ذلك ، وأتيحت الفرصة لبنى آدم ليحققوا خلافتهم على سطح الأرض وليتطوروا نفس التطور الذى عاشه يأجوج ومأجوج من قبل ، ثم قبيل زلزال الأرض الأعظم الذى يخرج من الأرض أثقالها ( سورة الزلزلة ) يحس به يأجوج ومأجوج فيدمرون السد ويخرجون الى سطح الأرض يختلطون بالبشر يموج بعضهم ببعض لحظة الفزع الرهيب عند قيام الساعة وتدمير العالم . أى إن يأجوج ومأجوج كانوا على سطح الأرض قبل الجنس البشرى ثم انتقلوا الى باطن الأرض ولا يزالون موجودين فيها ، وسيظلون هكذا الى أن يخرجوا الى من باطن الأرض الى سطحها قبيل تدمير العالم وحلول ساعة الصفر.
موضوع ( يأجوج وماجوج ) مرتبط بثلاثة ظواهر هي محلُّ جدل في تفسيرها وليس في وجودها ذاته ، وهى لغز الحضارات المنقرضة التى سبقت وجود الجنس البشرى والتى وصلت الى تقدم علمى وتقنى لم يصل اليه الجنس البشرى حتى الان ، ولغز الأطباق الطائرة بسرعات خيالية ، ولغز الاختفاءات الغامضة للسفن والطائرات الحربية والمدنية فى أماكن محددة بحيث يستحيل إنقاذها أو العثور على حطامها . هذه الظواهر الثلاث هى دليل على وجود حضارة يأجوج ومأجوج قبل وجود البشر ، ودليل على وجودهم حتى الآن فى باطن الأرض يراقبون البشر على سطحها، بينما لا يزال البشر فى أوج تقدمهم العلمى حائرين فى تفسير الظاهر الثلاث ، والأغلب منهم ينسبها لحضارات فى الكواكب الأخرى ، ولا يعرفون أنها فى باطن الأرض.
شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور )