سؤالان

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ٢٢ - أكتوبر - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
السؤال الأول عن ( السيد والسيسى و احمد البدوى والعسكرة والتصوف / الشهوة ) من تلاتين سنة كنت اشتريت كتابك ( السيد البدوى ) من مكتبة النهضة ، وبعدين واحد صاحبى استعاره وضيعه . هل ممكن أشترى نسخة تانية ؟ وأين يمكن أن أعثر عليه ؟ وبعدين لى أسئلة . ما هو مغزى تسمية السيد البدوى ب السيد مع ان اسمه احمد البدوى ؟ وهل يصح أن نقول عن شخص انه سيدنا أو هو ( السيد ) ونعامله كالرسول عليه الصلاة والسلام ( يعنى سيدنا محمد ) ، وما رأيك في الاحتفالات الرسمية بمولد السيد البدوى والضجيج الاعلامى في الموضوع ؟ ولكم جزيل الشكر . السؤال الثانى كلمة شهوة نعتبرها قبيحة مع انها في القرآن . هل ممكن توضح لنا الموضوع
آحمد صبحي منصور

إجابة السؤال الأول :

أولا :

كتاب السيد البدوى منشور هنا . وهو أيضا منشور في موقع ( كتب أحمد صبحى منصور ).  وخاتمة الكتاب كانت مهمة جدا في وقتها ، وإن كانت تعبر عنى وقتها عام 1982 ، حين كنت سنيا معتدلا يدعو لتنقية الأحاديث . تطوّر فكرى وإهتديت بالقرآن الكريم وحده حديثا .

ثانيا :

1 ـ دينيا لا يجوز أن يقال ( سيدنا محمد ) وبالتالي لا يقال ( سيدنا الحسين ) أو ( السيد البدوى ) أو سيدنا فلان أو علان . لأن سيدنا هو من نحن عبيد له ، وهو الله جل وعلا ، ويكفى وصف الأنبياء بأنهم عباد الله في موضع التكريم لهم . وهذا موضوع طويل قد نتعرض له بالتفصيل .

2 ـ الله جل وعلا قال عن يحيى عليه السلام ( فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ(39) آل عمران ) وصف الله جل وعلا يحيى بأنه ( سيّد ) . لم يقل ( السيّد ) ولم يقل ( سيدكم ).

3 ـ الزوجة هي صاحبة البيت ، والزوج هو صاحب القوامة عليها فهو الذى ينفق عليها، وعليها أن تطيعه فيما ليس فيه معصية . قال جل وعلا : ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَالَّلاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا(34)النساء ). وما أروع قول ربنا جل وعلا في قصة يوسف : ( وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23) وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ(24) وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(25)يوسف ).

ثالثا

1 ـ السيسى وقد تجاوز السبعين يجتاز الآن أخطر مرحلة في حياته وفى رئاسته ، يشعر بإقتراب نهايته وإقتراب نهاية حكمه ، وأن هناك خصوما له يتحرّقون لالتهامه حيا . عدد هؤلاء الخصوم حوالى 107 مليون فقط .!.  لذا يريد الطاعة المطلقة ، يريد عسكرة جهاز الدولة المدنى ، بالسمع والطاعة والإنضباط العسكرى ، ويريد إحلال التصوف محل السنة الحنبلية التي أنتجت التطرف والاخوان ، ويريد أن يكون التعليم وسيلة لتخريج جيل مطيع ، وقد أعلن هذا بصراحة إذ لا تنقصه البجاحة .! . وهو لا يكفُّ عن إعلان ضيقه وتبرمه من التزايد السكانى المضطرد للمصريين ، ويجعلهم سبب المصائب ، لذا كلّف وزيره المفضّل ( كامل الوزير ) بقتل المصريين في الطرقات ، من ناحية يكسب الملايين من فساد كامل الوزير ، وأيضا يستريح بقتل المصريين . هذا يفسّر ما يحدث الآن .

2 ـ ندعو الله جل وعلا أن ينقذ مصر من غد مظلم ، وأن يعجل بالانتقام منه وأن يجعله عبرة لمن يخشى . اللهم إستجب يا رب العالمين .!

إجابة السؤال الثانى

أولا :

تتعدّد معانى مصطلح شهوة ومشتقاته على النحو التالى :

1 ـ الرغبة في الشىء . قال جل وعلا : ( وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُم مَّا يَشْتَهُونَ(57)وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ(58) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ(59) النحل ). الجاهليون كانوا يكرهون إنجاب البنات ويرغبون في انجاب الأولاد .

2 ـ الرغبة المحرمة . قال جل وعلا :

2 / 1 : ( وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً (27) يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً (28) النساء )

2 / 2 :(  أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً (58) فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً (59) إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً (60)   مريم  )

3 ـ الرغبة الجنسية تحديدا . قال جل وعلا عن لوط وقومه :

3 / 1 : (  وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ(80) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ(81)) الأعراف )

3 / 2 : ( أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ(55) النمل )

4 ـ الفيصل في الموضوع قول ربنا جل وعلا : (  زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنْ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (14) قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15)  آل عمران ). نلاحظ هنا :

4 / 1 : الشهوات تعنى الرغبات . والدليل ذكر النساء ، المرأة ترغب في وجود نساء خادمات ووصيفات ، وتريد لها بنين وبنات . ثم بقية متاع الدنيا من الأموال والممتلكات .

4 / 2 : لنتذكّر أن طاقة التمتع بالشهوات في الدنيا محدودة ، فأنت تأكل وتشبع وتسأم من الاكل بعد الشبع . والقدرة الجنسية مجرد دقائق ، ثم في الشيخوخة تنعدم . ومهما إمتلكت من عقارات ورياش وغرف نوم وملابس فلا تستطيع ان تستهلك منها سوى القليل . وفى النهاية تقابل الصفر الكبير وهو الموت فتترك كل شيء وتعود ترابا في الأرض. !

ثانيا:

بعد ذكر أنواع المتاع الدنيوى يذكر رب العزة جل وعلا المتاع الخالد وهو الشهوات الخالدة  للمتقين في الجنة .

فهناك آيات كثيرة عن الشهوات المتنوعة في الجنة  والمُتاحة لأصحابها بلا حدّ أقصى .

نرجو تدبر قول ربنا جل وعلا :

1 ـ ( لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ(102)الأنبياء ) هنا خلود في التمتع بالشهوات .

2 ـ ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ(30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ(31) نُزُلا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ(32)فصلت )

3 ـ ( يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ (68) الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ (69) ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ(70) يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(71) وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(72)الزخرف )

4 ـ ( وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ(22) الطور )

5  ـ ( وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ(20) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ(21)الواقعة )

6 ـ ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ(41) وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ(42) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (43) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ(44)المرسلات )

أما عن أصحاب النار فهم في خلود في عذابها المتنوع ، ومنه شراب الحميم وشراب الصديد وطعام الغسلين ومن شجرة الزقوم . كانوا يشتهون الجنة بالشفاعات ولكن كما قال جل وعلا : ( وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ(54سبأ )

أخيرا

ألا تستحق الجنة العمل من أجل الفوز بها ؟

 قال جل وعلا : ( إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (22) عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ (23) تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (24) يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ(25) خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ(26) وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ (27) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (28) إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (29) وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ (30) وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ (31) وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلاء لَضَالُّونَ (32) وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ (33) فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (34) عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ (35) هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ(36)المطففين )

ودائما : صدق الله العظيم .!

شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور )

  https://www.youtube.com/@DrAhmedSubhyMansourAhlAlquran

اجمالي القراءات 1104