آحمد صبحي منصور
في
الثلاثاء ١٦ - سبتمبر - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
إجابة السؤال الأول
1 ـ هو تعليق لا تتوقعه . ولكن أتذكره الآن وأنا أضحك . في حقبة عبد الناصر كانت المظاهرات المؤيدة له يسيّرها أتباع النظام ، تهتف باسم عبد الناصر تقول :( يعيش يعيش ) وتندد بالرجعية وعملائها والملك حسين والملك السعودى وبورقيبة ، تقول : ( يسقط يسقط ). وكنت أشارك في هذه المظاهرات حيث كنت وقتها مفتونا بعبد الناصر . وأتذكر أن الذى كان يقود المظاهرات شابا ضخم الجثة جهورى الصوت . كان يهتف مثلا ( بعيش القائد المفدى ) ونهتف خلفه بلا وعى ( يعيش القائد المفدى ) ، ( يسقط عملاء الاستعمار ) ونردد خلفه ( يسقط عملاء الاستعمار . ثم حدثت نكسة 1967 . كنت في مكان ووجدت الشاب إياه يقود مظاهر صاخبة يهتف بكل حرارة ( يعيش السمك تحت الماء ) وخلفه شباب يرددون بنفس الحماسة ( يعيش السمك تحت الماء ) ثم يهتف ( يسقط المطر من السماء ) ويرددون خلفه ( يسقط المطر من السماء ). كانت سخرية من عهد عبد الناصر ، عصر الحناجر ، أو ( الحنجورى ) . لم تتكرر هذه المظاهرة . قيل أنهم إعتقلوه .
2 ـ المصريون والعرب يقولون ولا يفعلون . هم يسكنون الكلمة . ( الزعيم ) معناه هو القادر على ( الزعم ) أي الإدّعاء . وهذا هو ما يملكه ( الزعماء العرب ) . يزعمون ويزعمون . لا يكذبون مطلقا إلّا عندما يتكلمون . إسرائيل تعرف هذا ، وتعرف أنهم لا ينتصرون إلا على شعوبهم المسكينة . لذا تعاملهم وتعامل شعوبهم بإحتقار شديد .
3 ـ يعجبنى قولك ( مصر والعرب وحماس مثل صراصير في مرحاض وإسرائيل تتبول عليهم ) . لا تعتذر عنه . هو تشبيه رائع .
إجابة السؤال الثانى :
1 ـ لنا مقال عن ( الرحمن ) منشور هنا يثبت أن ( الرحمن ) ليس من الرحمة بل من التحكم والسُلطة . وأن ( الرحمن الرحيم ) توجز معانى الأسماء الحسنى لله جل وعلا رب العالمين .
2 ـ إن الله جل وعلا من صفاته الحليم الرءوف اللطيف وأمثالها ، ومن صفاته أيضا القوى العزيز شديد العقاب . قال جل وعلا مثلا :
2 / 1 : ( اعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ(98)المائدة )
2 / 2 : ( غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ ) ( 3 )
غافر )
2 / 3 : ( الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ(7)فاطر)
3 ـ الله جل وعلا رءوف بعباده الذين يتقون ، وهو أيضا شديد العقاب للكافرين الظالمين . وما أروع قوله جل وعلا : ( لَّهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ(34) مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ(35). الرعد ) . أي إنك الذى تحدد بنفسك مصيرك ، إذا إخترت الضلال أو إذا إخترت الاستقامة.
إجابة السؤال الثالث :
1 ـ أنا أيضا أعانى من نفس المشكلة ، وربما أكثر لأنى منشغل بأفكارى من مقالات وأبحاث . وأحاول بكل مستطاع التركيز . ورأيت أن الحل يكمن في تكرار ما أقول إذا غفلت عن الخشوع فيه . وطبعا هي معاناة . ولهذا نفهم قوله جل وعلا عن المتقين جعلنا الله جل وعلا منهم ( نَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58) وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ(59) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ(60)المؤمنون ) . أي يعبدون ويخشون أن عبادتهم قد لا تكون مقبولة بسبب ضعف البشر . والدعاء المناسب هو ( لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ(286)البقرة )
2 ـ إن تسجيل الأقوال والأعمال لا يعنى قبولها ، هو مجرد تسجيل لكل ما يصدر عن الانسان . أو كل ما يتطاير منه من عمل وصوت ، ثم يأتي به يوم القيامة كتابا يحمله منشورا ، يقرؤه بنفسه .قال جل وعلا : ( وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا(13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14) مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً(15)الاسراء ). فالحساب يومئذ سيشمل ما نطق به اللسان وما فعلته الجوارح وما وقر في القلب وفى السرائر . وحينها يكون الغفران أو العقاب . قال جل وعلا : ( لِّلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(284)البقرة )
شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور )