خمسة أسئلة

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ٠٢ - سبتمبر - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
السؤال الأول : قرأت هذه الآية وتعجبت منها . يقول تعالى للنبى محمد ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (1) الأحزاب ). هل هذا يعنى إن النبى لم يكن يتقى الله ؟ ده أنا لو قلت لشيخ الأزهر : إتق الله حيحطونى في السجن . السؤال الثانى : ما رايك في وضع الزوجين يوم القيامة زوج وزوجة يحبان بعضهما ولكن يموتان على عصيان زوج وزوجة ى يحبان بعضهما وبينهما عداء وخصام ويموتان على التقوى زوج وزوجة يحبان بعضهما واحدهما يموت على تقوى والأخر يموت على ضلال وعصيان ارجو ان تكون الإجابة بالقرآن كما تعودنا وشكرا السؤال الثالث : سمعت بنجاح طالبان في حكم أفغانستان ، فقد تخلصوا من الديون ، وحققوا فوائض في الميزانية . ما رأيك ؟ السؤال الرابع : من العبارات المشهورة في الدعاء بالتوسل بالنبى قولهم ( بحق جاه الحبيب النبى ). اعرف انه ليس للنبى محمد عليه السلام جاه لأن الله عز وجل لا يشرك في حكمه أحدا ولأت النبى محمد في حياته كان يخاف ان عصى ربه من عذاب يوم عظيم . الآيات كثيرة ، وشكرا لك فقد أوضحت هذا . سؤالى هو عن كلمة ( الحبيب النبى ) هل فيها مخالفة للقرآن الكريم ؟ ألا يكون النبى محمد حبيب الله عز وجل ؟ السؤال الخامس تغيرت حياتى بقراءة كتبك وخصوصا كتاب القرآن وكفى . وكتاب الصلاة في القرآن الكريم . وآمنت فعلا بأن التشهد هو في قول الله جل وعلا : ( آل عمران ) . ولكن أسأل كيف عثرت على هذا التشهد ؟
آحمد صبحي منصور

إجابة السؤال الأول :

المتقون يوم القيامة هم الأنبياء ومن سار على طريقهم متقيا . قال جل وعلا : ( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ(33) لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ (34) لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (35)الزمر ). لاحظ إن لهم سيئات ، أو ( أسوا ما عملوا ). والمتقون ومنهم الأنبياء هم أصحاب الجنة بينما غيرهم هم أصحاب النار . ارجو ان تتدبر قول ربك جل وعلا : (   وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ (68) وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (69) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ(70) وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ(71) قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (72) وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثْنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ(74)الزمر ).

إجابة السؤال الثانى :

أولا : هناك أحكام عامة :

1 ـ عند البعث سيفرّ كل فرد من اقرب الناس اليه مهموما بأمره ونجاته . قال جل وعلا : ( فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ (33) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ(35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ(36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ(37)عبس ). ينطبق هذا على الزوجين الذكر والأنثى .

2 ـ بعد الحساب وتحديد أصحاب الجنة سيتحولون الى جنس واحد ( أصحاب الجنة ) ، وهى النشأة الأخيرة , قال عنها جل وعلا :

2 / 1 : ( قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(20)العنكبوت )

2 / 2 : ( وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَى (45) مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى(46) وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الأُخْرَى(47)النجم )

 طبقا لهذه النشأة سيكون أصحاب الجنة مخلوقات موحدة ، وسيخلق الله جل وعلا لكل منهم من أعمالهم ( الحور العين ). قال عنهم جل وعلا : ( إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء(35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (36) عُرُبًا أَتْرَابًا(37)الواقعة ). (  وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ(48) كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ(49) الصافات ).

3 ـ وعليه : فكل الأحبة في الدنيا سيتحولون الى أعداء إلا إذا كانوا متقين . قال جل وعلا : ( الأَخِلاَّء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِين(67) يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ (68) الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ (69) ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ (70) يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (71) وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (72) لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ(73) الزخرف ). لاحظ أن الآيات من 68 الى ( 73 ) تتحدث عن أصحاب الجنة وقد تحولوا الى جنس واحد يتنعمون مع أزواجهم الجديد ( الحور العين ).

4 ـ ونقرأ أيضا قول ربنا جل وعلا عن أصحاب الجنة :

4 / 1 : ( إِلاَّ عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (40) أُوْلَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ (41) فَوَاكِهُ وَهُم مُّكْرَمُونَ (42) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ(43) عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ(44) يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ مِن مَّعِينٍ (45) بَيْضَاء لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ (46) لا فِيهَا غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ (47) وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ (48) كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ(49)الصافات )

4 / 2 : ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ (17) فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (18) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(19) مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ    (20)  الطور )

أخيرا :

1 ـ لو كان الزوجين في خصومة وعداء وماتا بهذا وهما على التقوى فسيزول هذا في الجنة . قال جل وعلا : ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (45) ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ(46) وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ(47)الحجر).

2 ـ أما إذا كانا قد ماتا على الكفر والعصيان فمهما بلغ حبهما لبعضهما فسيتحول هذا الحب الى بغضاء وتلاعن وهما في الجحيم  . قال جل وعلا : ( وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ(25)العنكبوت )

إجابة السؤال الثالث :

 منتظر من طالبان أن تفعل هذا بسبب خصومتها الدينية والتاريخية مع الغرب الكافر ، ولا ننسى أن الفوائض المالية عندها جزء منها يأتي من زراعة المخدرات  . ولكن المشكلة الحقيقية أن طالبان تعيش بالثقافة الدينية المتعفّنة للعصور الوسطى ، وتقوم بتعبئة النساء في النقاب وحرماهن من التعليم والمعارف ، وترجم النساء ، ومع هذا فالانحلال الخلقى العادى والشاذ هو السائد .

إجابة السؤال الرابع :

 لا يصحُّ قرآنيا أن تقول عن خاتم النبيين ـ عليهم السلام ـ إنه حبيب الله جل وعلا . فهذا لم يرد وصفا له في القرآن الكريم ، وبالتالي فهو إجتراء على غيب الرحمن جل وعلا . مات الأنبياء السابقون وتحددت درجاتهم ، وجاء بعضها في القرآن الكريم ، وأشهرهم إبراهيم عليه السلام الذى وصفه ربه بأنه ( وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً(125)النساء ). والخليل هو الحبيب . في حياته وحين كان يتنزل عليه القرآن الكريم لم يرد وصف الخليل أو الحبيب للنبى محمد . ثم مات وقد تحددت درجته عند ربه . وهذا غيب لا نعلمه ولا يجوز لنا أن نتكلم عنه.

إجابة السؤال الخامس

 الإجابة في قوله جل وعلا : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ(68) وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ(69)العنكبوت ). قرأت الأحاديث والأقاويل عن ( التحيات ) وإختلافاتها فيما بينها وإختلافاتها مع القرآن الكريم ، ورجعت للقرآن الكريم باحثا عن الهداية فهدانى ربى جل وعلا الى التشهد الاسلامى الحقيقى .

شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور )

  https://www.youtube.com/@DrAhmedSubhyMansourAhlAlquran

اجمالي القراءات 1440