آحمد صبحي منصور
في
الجمعة ٠١ - أغسطس - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
الإجابة
مقدمة :
1 ـ للجبال أوصاف : ( رواسى ، وأوتاد )، وهى لتثبيت القشرة الأرضية ، مثل قشرة البرتقالة ولكن تحتاج الى ما يثبتها . هذا في الدنيا . عند تدمير الكرة الأرضية يكون من أهم معالم هذا التدمير نسف الجبال الرواسى .
2 ـ بالتالى نتوقف مع الجبال في هذه الدنيا ثم معها عند قيام الساعة .
أولا
دور الجبال الراسيات الرواسى في تثبيت القشرة الأرضية :
جاء في القرآن الكريم حقيقة علمية ، وهى : أن الجبال جىء بها من الفضاء الخارجي لتكون رواسى للأرض حتى لا تميد بمن عليها .
والتعبير القرآنى هنا هو مصطلح ( ألقى ) . قال جل وعلا :
1 ـ ( وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ ) (15)النحل )
2 ـ ( وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ ) (19)الحجر ). الأرض ممدودة ، فهى كروية ، وبالتالي فهى ممتدة بلا نهاية . تخيل بطيخة تدب فوقها نملة . هل تستطيع النملة أن تصل الى نهاية للبطيخة ؟
3 ـ ( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ ) ٍ(10)لقمان ) . هناك (عمد ) لا نراها ، تحفظ توازن الأرض في دورانها حول نفسها وحول الشمس .
4 ـ ( أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ(6) وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ ) ٍ(7)ق )
ثم هناك مصطلح ( جعل ) .
وهو يأتي تاليا للخلق كقوله جل وعلا : ( أَمَّن جَعَلَ الأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (61)النمل ) . بالتالى فالجبال تم خلقها في الفضاء الخارجي وألقاها الخالق جل وعلا في الأرض رواسى وأوتادا لها . قال جل وعلا :
1 ـ ( وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ(3)الرعد )
2 ـ ( وَجَعَلْنَا فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ(31)الأنبياء )
3 ـ ( قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ(9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ (10) )فصلت )
4 ـ ( وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاء فُرَاتًا(27)المرسلات )
5 ـ ( أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَادًا(6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا(7)النبأ )
6 ـ ( أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا(31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا(32)النازعات )
7 ـ ( أَفَلا يَنظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ(18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ(19)الغاشية )
أخيرا
تدمير العالم يكون من علاماته تدمير الجبال الراسيات
يأتي تدمير الجبال بتعبيرات متنوعة ، مثل :
( التسيير ) فالجبال الراسيات تنطلق تسير . قال جل وعلا :
1 ـ ( إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا (17) يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا (18) وَفُتِحَتِ السَّمَاء فَكَانَتْ أَبْوَابًا (19) وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا(20)النبأ )
2 ـ ( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ(1) وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ (2) وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3) )التكوير )
3 ـ ( يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاء مَوْرًا(9) وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا(10)الطور )
4 ـ ( وَفُتِحَتِ السَّمَاء فَكَانَتْ أَبْوَابًا(19) وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا(20) النبأ )
وينتهى أمرها الى التلاشى ، وهنا تأتى تعبيرات متنوعة . قال جل وعلا :
1 ـ ( إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (1) لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ (2) خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ (3) إِذَا رُجَّتِ الأَرْضُ رَجًّا(4) وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا(5) فَكَانَتْ هَبَاءً مُّنبَثًّا(6)الواقعة )
2 ـ ( فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ(13) وَحُمِلَتِ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً(14) فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (15) وَانشَقَّتِ السَّمَاء فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ(16)الحاقة )
3 ـ ( يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاء كَالْمُهْلِ(8) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ(9)المعارج )
4 ـ ( الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (3) يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ(5)القارعة)
5 ـ ( يَوْمَ تَرْجُفُ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَّهِيلا(14) المزمل )
6 ـ ( إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ (7) فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (8) وَإِذَا السَّمَاء فُرِجَتْ(9) وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ(10)المرسلات )
7 ـ ( وَفُتِحَتِ السَّمَاء فَكَانَتْ أَبْوَابًا(19) وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا(20) النبأ )
8 ـ ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا(105) فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا (106) لا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلا أَمْتًا(107)طه ).
9 ـ كل ذلك يحدث مرة واحدة بأسرع من سرعة الضوء ، وبسرعة لا نتخيلها ولا نعرفها . قال جل وعلا :
9 / 1 : ( وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(77)النحل )
9 / 2 :( وَمَا أَمْرُنَا إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ(50)القمر )
10 ـ ولقد إقتربت الساعة . قال جل وعلا من 14 قرنا : ( اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ(1) مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2) لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ ). ولا يزال المحمديون لاهية قلوبهم .!!
شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور )