آحمد صبحي منصور
في
الأربعاء ٢٣ - يوليو - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
إجابة السؤال الأول :
1 ـ جاءت كلمة ( الحيوان ) مرة وحيدة في القرآن الكريم ، ولكن بمعنى مختلف ، وهو المشتق من ( الحياة ). هناك حياة الدنيا الوقتية الزائلة المنتهية حتما بالموت ، ثم هناك الحياة الخالدة التي لا موت فيها وهى في الأخرة حيث الخلود إمّا في الجنة وإمّا في النار . هنا يأتي وصف حياة الآخرة ب ( الحيوان ) صيغة مبالغة من الحياة في قول ربنا جل وعلا : ( وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ(64)العنكبوت ). لو كانوا يعلمون سيؤمنون بان حياة الآخرة هي الحياة الحقيقية الخالدة ، بالنعيم أو بالجحيم .
2 ـ ولهذا فإن الذى تغرُّه الدنيا سيندم أشد الندم يوم القيامة، وحيث لا ينفع الندم ، وقد تيقن أنه لم يقدم التقوى والعمل الصالح النافع له لحياته الخالدة ، وعليه ان يواجه عذابا خالدا لا خروج منه ولا تخفيف ، بينما الذى قدّم التقوى وعمل صالحا فسيكون نفسا مطمئنة راضية مرضية . تدبروا قول الله جل وعلا : ( كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكًّا دَكًّا(21) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24) فَيَوْمَئِذٍ لّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (25) وَلا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ (26) يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي(30) الفجر ).
ودائما : صدق الله العظيم .!
إجابة السؤال الثانى
أولا :
1 ـ طبيعى أن يشعر بالرهبة من يقرأ قول ربنا جل وعلا : ( لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(17) المائدة ). ولكن الذى يتمعّن في الآية الكريمة ، يرى الآتى :
1 ـ الهلاك يسرى على كل ما خلق الله جل وعلا ، دون الله جل وعلا . قال الله جل وعلا : ( وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ(88)القصص )
2 ـ عن هلاك الجميع من الحرث والنسل قال جل وعلا : ( وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْفَسَادَ(205) البقرة )
3 ـ عن هلاك البشر قال جل وعلا : ( يستفتونك قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِن لَّمْ يَكُن لَّهَا وَلَدٌ فَإِن كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِن كَانُواْ إِخْوَةً رِّجَالاً وَنِسَاء فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ(176)النساء ).
عن هلاك الأنبياء :
1 ـ عن يعقوب ، قال له أولاده : ( قَالُواْ تَاللَّه تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ(85)يوسف )
2 ـ عن يوسف قال مؤمن آل فرعون ( وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءَكُم بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ(34)غافر )
3 ـ عن خاتم النبيين أمره ربه جل وعلا : ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَن مَّعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَن يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ(28)الملك )
أخيرا :
1 ـ المسيح ليس بدعا من الرسل . كلهم عبيد الله جل وعلا ، ولهم الفخر أن يكونوا عبيدا له ، بل عند تكريم أحدهم يصفه ربه بأنه ( عبدنا ) . حين يقوم الناس بتأليه المسيح أو مريم أو محمد فالرد الإلهى هو ( من يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك هذا المخلوق ومن في الأرض جميعا .
2 ـ أيها الكافرون : ( مَّا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا(13)نوح ) .
ودائما : صدق الله العظيم .!
شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور )