آحمد صبحي منصور
في
الإثنين ٢١ - يوليو - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
الجواب :
أولا :
1 ـ في أي دولة محترمة ( ديمقراطية ) هناك حرية التعبير السلمى . وفى الدولة الإسلامية التي أسّسها النبى محمد عليه السلام كانت الحرية الدينية مطلقة وحرية الكفر مطلقة وكان القرآن ينزل بكفر المنافقين بسبب أقوالهم وأفعالهم . ولم يتعرض أحد منهم للمؤاخذة ، طالما لا يرفعون سلاحا ، فالتعامل معهم كان بالإسلام السلوكى ، أى بالسلام والأمن والأمان .
2 ـ في دولة العسكر المصرية يركب الفرعون الأزهر والمؤسسات الدينية ، وهى التي تركب الشعب ، بل ويجعل هذا الفرعون الواطى نفسه مسئولا عن الناس يوم القيامة ، ومهما نهب وسرق وأفسد وطغى وبغى وتكبر فشيخ الأزهر حذاء له . ولكى يقهر الناس لا بد من التعذيب ، فالتعذيب أساس مُلكه ، ولهذا لا بد من إشاعة أخبار التعذيب ليعيش المصريون في هلع ورعب . والذى يتعرض للتعذيب ـ وينجو من القتل داخل السجن ويخرج يظل التعذيب وذكرياته تطارده ، وتنغّص حياته ، ويصبح كالمصاب بالجرب يتحاشاه الناس . وهذا عشته في مصر أيام مبارك . أنت فعلا تحتاج الى تأهيل نفسى . وأنا لست طبيبا نفسيا ، وأنت تسألنى بإعتبارى متدبرا للقرآن الكريم . وأريدك أن تتدبره معى ، أقصد أننى ساذكر لك آيات وأدعوك وأدعو الأحبّة الكرام الى معايشتها تدبرا .
ثانيا :
إذهب الى ربك جل وعلا تطلب الهداية والحماية :
عن إبراهيم عليه السلام :
1 ـ (فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَسْفَلِينَ(98) وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ(99)الصافات )
2 ـ ( إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ(27)الزخرف )
في محنة موسى وقومه وفرعون يطاردهم بجيشه :
( فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ (60) فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ(61) قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ(62) فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ (64) وَأَنجَيْنَا مُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ (66) إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ(67)الشعراء )
اللجوء الى الله جل وعلا ، فلا ملجأ إلا اليه في هذه الدنيا ، فهو الذى يقبل التوبة .
قال جل وعلا :
1 ـ عن بعض الصحابة : ( وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ(118)التوبة )
2 ـ ولنا جميعا :
2 / 1 : ( اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُم مِّن مَّلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُم مِّن نَّكِيرٍ(47)الشورى )
2 / 2 : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ(53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ(55) الزمر )
2 / 3 : ( أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلا مَّا تَذَكَّرُونَ(62)النمل ).
أخيرا
1 ـ لقد تعرضت لمحنة ، وهى الآن فرصتك لتكسب منها ما ينفعك في دنياك وآخرتك . إيمانك باليوم الآخر أساس هنا ، هو الذى يجعلك تتقى ربك جل وعلا وحده ، وتخشاه جل وعلا وحده ، وأن كل عذابات الدنيا لو إجتمعت على شخص واحد فليست بشىء في دقيقة عذاب الجحيم والذى هو خلود أبد الآبدين ولا خروج منها ولا تخفيف فيه ، وأن نعيم الدنيا لو إجتمع لشخص واحد فليس بشىء مقارنة بالخلود في جنات النعيم . أكثر من هذا فإن تذكر خلود المستبدين وأكابر المجرمين في الجحيم يجعلك تشفق عليهم .
2 ـ هدانا ربنا جل وعلا الى رحمته وجنته .!
شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور )