آحمد صبحي منصور
في
السبت ١٢ - يوليو - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
الإجابة :
أولا :
لا شك أن للانترنت فوائد عظمى ، فقد أتاح حرية التعبير لكل من يستطيع الكتابة ، بغض النظر عن المحتوى الذى يكتبه . وصار لبعض صانعى المحتوى شهرة ونجومية ، وكسبوا الأموال أيضا . هذا أدى الى تنافس غير محمود ، بعضهم يكتب بلا علم ، ويصنع عناوين تجذب ( الزبائن ) ويجد منهم الملايين ، فقط لأن العنوان غريب ، ويستهوى الباحثين على الجديد والغريب ، وتتكاثر ( شير ، لايك ، والاشتراك في القناة ) . هؤلاء أطلقت عليهم لقب ( صعاليك الانترنت )
منهم ذلك الذى يزعم ذلك الجهل القائل بأن هناك 150 سنة لم يتم تسجيلها . أنصحه ــ لو كان يريد المعرفة الحقيقية ـ أن يقرأ ما نشرناه ، وخصوصا في أبحاثنا التاريخية التي صدرت في كتب كانت مقررة على قسم التاريخ بجامعة الأزهر عام 1984 ، وهى :
1 ـ ( التاريخ والمؤرخون : دراسة في تاريخ علم التاريخ ) كيف بدأ علم التاريخ وانتشر .
2 ـ ، ( التاريخ والمؤرخون : دراسة في المادة التاريخية ) وهو عن المدارس التاريخية وعن مناهج المؤرخين ، وأنواع المادة التاريخية : التاريخ الحولى الذى يؤرخ بالسنوات مثل تاريخ الطبرى واستمر الى تاريخ ابن إياس وتاريخ الجبرتى ، والتاريخ الموضوعى الذى يؤرخ للدول والأسرات الحاكمة كالخلفاء والدول المستقلة كالطولونية والفاطمية ، وتاريخ الشخصيات ( كتب الطبقات ) وأشهرها وأولها ( الطبقات الكبرى لابن سعد )، و طبقات الفقهاء والصحابة الخ .
3 ـ ( البحث في مصادر التاريخ الدينى : دراسة عملية ) . يتناول كيفية البحث عمليا مع تقديم نماذج لاستخلاص المادة التاريخية من القرآن الكريم ، ومن الأحاديث المنسوبة للنبى قرونا بعد وفاته ، وهى تعبّر عن عصرها وعقلية واضعيها ، ثم البحث في ( المناقب ) للأشخاص ، وكتب الرحلات والأمثال الشعبية والمزارات ( المقابر المقدسة والموالد ..الخ .) والشعر .
4 ـ أُسُس البحث التاريخى : عن أن التاريخ ليس فيه حقائق مطلقة ، بل لو ثبت بالبحث أن رواية ما حقيقية فهى حقيقة نسبية . وفيه كيفية التعامل مع الروايات التاريخية المتشابهة والمتداخلة والمتعارضة ، مع أهمية فهم مصطلحات كل عصر . وأن مؤلفات السيرة بدءا من ( سيرة محمد بن إسحاق ) قامت بتسجيل ما قبل نزول القرآن الكريم ، أي أن هناك تغطية مستمرة للتأريخ ، ثم أتى التاريخ الحولى يسجل ما مضى نقلا عن السابقين ، حتى عصره ، ثم يؤرخ المؤرخ لعصره ، ويأتي مؤرخ لاحق ينقل عنه الى العصر الذى يعايشه فيسجله ، وهذا ما حدث من الطبرى ومن جاء بعده حتى إبن إياس الذى شهد سقوط الدولة المملوكية وتحول مصر الى ولاية عثمانية ، وسجل ذلك كله من واقع المعاصرة ، الى الجبرتى الذى شهد الحملة الفرنسية وحكم محمد على .
ثم هناك أبحاث متخصصة لاحقة عن الكتابات التاريخية المتنوعة للمقريزى ومقدمة ابن خلدون وابن حجر العسقلانى وإبن الصيرفى . الخ .
أخيرا :
1 ـ ليس هناك إى إنقطاع أو أي فجوات منسية في تاريخ المسلمين . هذا يوجد في تاريخ أوربا .
2 ـ بالنسبة لصعاليك الأنترنت : الجهل مريح ، ويحقق شهرة واموالا. فقاعات الصابون تزدهر ثم تندثر . أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض . وما كتبناه عام 1984 لا يزال ينشر التنوير .
شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور )