آحمد صبحي منصور
في
الثلاثاء ٠٨ - يوليو - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
إجابة السؤال الأول :
1 ـ ما أروع قول ربنا جل وعلا يخاطب ذرية آدم وحواء ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ(13)الحجرات ).
الشاهد هنا أننا ننقسم الى قسمين : شعوب تعيش في مكان ( وطن واحد ) وتنتمى اليه ، الى المكان ، وقبائل تتنقل ويجمعها النسب الواحد ، أي إنتماؤها ليس للمكان ولكن للنسب . وهذا نلاحظه في الآية الكريمة : ( وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا ( 36 ) النساء ). ففيها الإنتماء للنسب ( الوالدين والأقارب ) والانتماء للمكان ومن فيه من ( اليتامى والمساكين والجيران والأصحاب ) ومن يزوره ( ابن السبيل ). والمفروض الاحسان الى هؤلاء جميعا ، بغضّ النظر عن الدين والملّة والمذهب . أي بالإسلام السلوكى القائم على السلام والمسالمة والايمان السلوكى القائم على الثقة والأمن والأمان . وهو مدار تطبيق الشريعة الإسلامية . أما الإسلام في العلاقة بالرحمن جل وعلا فمرجعه اليه يوم الدين ليحكم بيننا فيما نحن فيه مختلفون . قال جل وعلا : (قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ(46) الزمر )
2 ـ والأمر هنا للجميع ، ليس لطرف واحد ، بمعنى أنك تحسن للوالدين وهما يحسنان اليك ، وأنت تحسن الى الأقارب وهم يحسنون اليك ، وتحسن للجيران واليتامى والمساكين وأبناء السبيل وهم يحسنون اليك . الاحسان لا يعنى فقط إعطاء المال ، فكيف للمساكين أن يعطوا مالا وهم لا يملكون ما ينفقون؟! . الاحسان هو ـ لمن لا يملك المال ـ يكون بالامتنان والشكر والدعاء لمن يعطيهم المال إحسانا ، وهذا تطبيق لقول ربنا جل وعلا :
2 / 1 :( هَلْ جَزَاء الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ ) 60 ) الرحمن ).
2 / 2 : ( وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) 237 ) البقرة ).
3 ـ وعليه ، فهناك من تُحسن اليه ويرد لك الإحسان بأكثر منه ، وهناك من يرد الإحسان بمثله ، وهذا يذكّرنا بقول ربنا جل وعلا : ( وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا(86)النساء ). وهناك حشرات بشرية ترد الاحسان بالسيئة وبالأسوأ. هذه الحشرات البشرية ترى لنفسها حقا مكتسبا ، ولا ترى حقا عليها أن تردّه إلا بالجحود والنكران وسوء الفعال . هؤلاء ينبغي الابتعاد عنهم .
إجابة السؤال الثانى :
1 ـ بالتدبر في القرآن الكريم أقول لك إن مصطلح ( شرف / شريف ) لم يرد مطلقا في القرآن الكريم ، ولم يرد في القرآن الكريم تقسيم البشر الى أشراف وغير إشراف ، فهذا ظلم ، والله جل وعلا لا يريد ظلما للعالمين ، والله جل وعلا جعل أكرم الناس عنده هم أتقاهم ، وهذا سيكون يوم القيامة ، وهو جل وعلا الأعلم . نذكركم بقوله جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ(13)الحجرات ). الحجرات ). ولو كان الأشراف بالنسب فماذا عن ( أبى لهب ) عم النبى محمد عليه السلام ؟ أين حُمرة الخجل أيها الناس ؟
2 ـ في البحث التاريخى أقول : إن أسوا البشر في تاريخ المحمديين هم الذين زعموا أنفسهم ( أشرافا ) وتميزوا بهذا طبقة فوق الناس ، وصارت لهم بهذا الباطل مكانة ونقابة ، وكانوا يبيعون ما يعرف بشجرة النسب لمن يدفع الثمن . وفى العصر المملوكي إنتشر هذا . وسبقه كان إتهام الفاطميين بإنتحال النسب لفاطمة ، مع كونهم في الحقيقة من أصل يهودى . وبزعم الانتساب للأشراف حكم أسوأ البشر الحجاز ومكة ، وأسوا ( الأشراف ) في العصر الحديث كان الشريف حسين بن على حاكم الحجاز الذى خدم مكماهون السفير البريطاني في مصر ، وأطاعه في تزعم الثورة على الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى ، وفشل ، وانتهى أمره بأن فقد سلطانه أمام عبد العزيز آل سعود ، الذى إستولى على الحجاز ، وهرب الشريف حسين الى قبرص ، وتعطّف الانجليز على إبنيه فأعطوهما ملكية العراق وشرق الأردن . وانتهى ملكهم للعراق بمأساة ، بينما تحولت إمارة شرق الأردن الى مملكة وظيفية لحماية إسرائيل . ليس هؤلاء ( أشراف ) بل ( أنجاس ). كانوا ولا يزالون .!
3 ـ قل لزوجتك وأصهارك هذه الحقائق القرآنية والتاريخية ، عسى أن يتوبوا .
شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور )