سلام الله عليكم أهل البيت أهل كتاب الله العظيم
وعدتكم بذكر أحوالنا في إيران و الآن سأحكي لكم عن مناظرة بيني و بين أحد أصحاب العمائم الإيرانية و هو ممن يدعون أنفسهم " سيد " انتساباً بإبنة الرسول عليه السلام .
كان هذا المعمم يقول بأن آية التطهير ( هكذا يسمونها عند الشيعة ) نزلت في شأن فاطمة و زوجها و ابنيها و الآية دليلٌ على الطهارة و العصمة لهم و الإمامة الدينية لاتوجب الا لمن لديه العصمة و الطهارة و هم أبناء و أحفاد ابنة الرسول.
الآية التي استدل المعمم و يستدل بها الشيعة هي الآية 33 من سورة الأحزاب :
وَقَرْنَ فِی بُیُوتِکُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِیَّةِ الْاُولَی وَاَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِینَ الزَّکَاةَ (( وَاَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ اِنَّمَا یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنکُمُ الرِّجْسَ اَهْلَ الْبَیْتِ وَیُطَهِّرَکُمْ تَطْهِیرًا )) .
كما نرى الآية تبدأ بمخاطبة لنساء النبي تكملة لآيات سابقة و لكن هم لايعترفون بسابقها بل يبدأون بمقطع من هنا : " إنما يريد الله ... " الى آخر الآية و يسمونها " آية التطهير " .
قلت للمعمم : اذا كانت الآية نزلت لفاطمة و زوجها و ابنيها فلماذا وُضِعَت هنا من بين الآيات التي تُخاطب نساء النبي؟؟
قال : إنها ليست تكملة لخطاب نساء النبي و لكن وُضعت هنا!
قلت : و لماذا وضعها الله هنا ! هل ليُضل عباده معاذالله سبحانه و تعالى!؟
قال : لا! ليس هو الله من وضع الآية هنا!
قلت : و من اذاً ؟
قال : ربما الصحابة حين تأليف القرآن وضعواها أو الرسول فعل لحكمة لانعلمها .
قلت : سبحان الله ! اذاً أنتم تشكون بسلامة القرآن فكيف تتيقنون من سلامة الروايات التي لم يتعهد الله تعالى بحفظ ما قيل و يُقال من أقوال الناس!؟
سكت المعمم و الحقيقة الى الآن لم أجد من يرد على هذه المشكلة التي هم أوقعوا أنفسهم فيها!
فهم يشكون بسلامة كلمات الله و يظنون بها ظنونا!
و مع ذلك لايشكون بسلامة ما قال فلان عن ابن فلان عن ابن أبيه !!
و هذه الحكاية التي رويتها لكم حقيقية بل حتى مفسروا قرآنهم يقول بهذه الظنون بأن الآيات وُضعت بغير مكانها الحقيقي !
و من يريد التحقق يراجع تفسیر المیزان ، جلد 16 ص 467-462 .