مأساة بنات المنوفية

آحمد صبحي منصور في الأحد ٢٩ - يونيو - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
السؤال : يا دكتور : أريد منك التعليق على هذا : ( في مشهد مأساوي يعكس فصول المعاناة اليومية لعاملات اليوميات في الريف المصري، لقيت 19 فتاة مصرعهنّ صباح أمس الجمعة، إثر حادث سير مروّع وقع في محافظة المنوفية شمال مصر، بعد اصطدام شاحنة نقل ضخمة (تريلا) بحافلة صغيرة كانت تقلهنّ إلى عملهنّ في إحدى مزارع دلتا النيل. وتحولت قرية "كفر السنابسة" إلى سرادق عزاء مفتوح، بعد أن فُجعت بفقدان فتياتها في عمر الزهور، في حادث أدمى قلوب المصريين، وأعاد إلى الواجهة قضايا عمالة الأطفال، وأوضاع العاملات باليومية، والفجوات الاجتماعية التي تدفع بالقاصرات إلى ميادين العمل المبكر مقابل أجور زهيدة.بحسب ما أوردته صحيفة "أخبار اليوم" الرسمية، فقد كانت الحافلة تقلّ فتيات تتراوح أعمارهن بين 14 و22 عامًا، من منازلهن في قرية كفر السنابسة التابعة لمركز منوف، إلى مكان عملهن في منطقة زراعية تبعد أكثر من 100 كيلومتر شمال العاصمة القاهرة. ونشرت صحيفة "الأهرام" الرسمية قائمة بأسماء الضحايا وأعمارهن، وتبيّن أن العديد منهن لم يكملن التعليم الثانوي، وبعضهن تركن المدرسة لمساندة أسرهن في ظروف اقتصادية صعبة، فيما كانت أخريات المعيلات الوحيدات لعائلاتهن.)
آحمد صبحي منصور

الإجابة  

أولا : السبب الأصلى :

1 ـ فساد حسنى مبارك واسرته إعتمد على واجهات مدنية من شخصيات تسلب وتنهب ، وتجد التسهيلات من القروض البنكية ، تقترض بفوائد قليلة وعلى سنوات طويلة في السداد ، وتشترى أراضى ومشروعات بتراب الفلوس ، وتحولها لمشروعات تدر البلايين . الفتات منها يصل لجيوب أعوان النظام ، والباقى لحسابات مبارك وزوجته وإبنيه  في الخارج ، هذا بالإضافة الى تجارة مبارك في السلاح . ووصلت سرقات مبارك واسرته الى 70 بليونا كما ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية .

2 ـ إختلف الحال مع نظام السيسى . في عهد مبارك ومن قبله كانت توجد دولة مصرية تملك الجيش وتحكم به ، في عصر السيسى أصبح الجيش هو الذى يملك الدولة ومواردها وشعبها . وحيث تتركز السلطة في يد السيسى وحده فإن الجيش وسائر أجهزة الدولة في خدمته ورهن إشارته . ويحرص السيسى على مشاركة كبار الجيش في الفساد ، سواء من هم في الخدمة أو خرجوا منها . وتعدّى الأمر الى بيع أجزاء من الوطن ونهب الآثار والاقتراض ببلايين يتعين على الأجيال القادمة سدادها . أي نهب السيسى وجيشه الماضى ( الآثار ) والحاضر( أراضى مصر بما فيها الأوقاف ) والمستقبل . وأسّس صناديق لسرقاته تتبعه هو وحده .

3 ـ فيما يخصّ موضوعنا : توسّع السيسى في إنشاء مدن جديدة كالعاصمة الإدارية ، وفى إنشاء الطرق والكبارى والأنفاق . ليس للتعمير ولكن للسرقة والنهب ، فهذه المشروعات هي بالأمر المباشر لشركات الجيش ، ولا مجال فيها لمعرفة التفاصيل . وهنا يبرز دور الفريق ( كامل الوزير ) أشهر الوزراء ، وأكثرهم سطوة وفسادا . هو المتخصص في الاعمال الهندسية . وتم تكليفه رئيسا للهيئة الهندسة للقوات المسلحة ، وتمت ترقيته لرتبة فريق وتوليه منصب وزير النقل عام 2019. فقد اظهر عبقرية في السلب والنهب في المشروعات التي أشرف عليها مثل : ( حفر قناة السويس الجديدة وانفاق قناة السويس والجزء الحكومى من العاصمة الإدارية ..الخ  . ) . طالما أن الهدف هو السرقة فليس مهما الجودة ، بل ليست مطلوبة على الاطلاق . لذا تنهار الطُرق وتتصادم القطارات والسيارات ، ويكون الضحايا عادة من الفقراء الذين لا يجدون قوت يومهم سوى بالكدح مقابل ما يساوى بضعة دولارات يومية ، في ظل غلاء متصاعد لا يرحم ، ودعوات رسمية حكومية لتحديد النسل ( نسل الفقراء طبعا ) بحيث يمكن القول بأن الفريق كامل الوزير هو مبعوث السيسى لتحديد نسل الفقراء المصريين .!

أخيرا : دلالة الموضوع :

1 ـ سكان مصر أصبحوا طائفتين : أقلية مترفة فاسدة تستأثر بالثروة والسلطة ، عددها أقل من مائة ألف ، وتتحكم في أكثر من 99% من الثروة ، ويعيشون فيما أصبح يطلق عليه ( إيجيبت ) ثم أغلبية من الفقراء وأفقر الفقراء وهم ( مصر ) . وبين المترفين والفقراء طبقة متوسطة هزيلة ، بعضهم يجد فرصته بالفساد لخدمة المترفين ، وبعضهم لا ينجح فيسقط الى طبقة الفقراء .

2 ـ في ظل القبضة الأمنية للسيسى والتي يقهر بها المصريين فسيأتى وقت تهون فيه الحياة ، ويرى الجوعى أن الموت خلفهم وأمامهم ، فتشتعل إنتفاضة إنتحارية بإنفلات أمنى . ولن يكون لها قادة أو أهداف معلنة ، بل الطعام والتدمير بلا تمييز . سقوط مصر في حضيض الفوضى هو السبب الحقيقى للإتيان بالسيسى في حكم مصر .

 شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور )

  https://www.youtube.com/@DrAhmedSubhyMansourAhlAlquran

اجمالي القراءات 152