سؤالان

آحمد صبحي منصور في الخميس ١٩ - يونيو - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
السؤال الأول هل هناك فرق بين ( عائل ) و ( عيلة ) ( تعولوا ) وهى كلمات قرآنية ؟ السؤال الثانى : عبد الفتاح السيسى مجنون أكيد ، بيسرق وينهب ومش عارف اللى حصل للقذافى وصدام وعلى صالح و غيرهم .إتقتلوا وراحت البلايين اللى نهبوها . هل معقول السيسى مش فاهم كده ؟ دى حاجة بديهية . أرجو تعليقك يا استاذ أحمد .
آحمد صبحي منصور

إجابة السؤال الأول :

أولا :

1 ـ ( العيلة ) بمعنى الفقر .

2 ـ وقد جاءت فى قوله جل وعلا للدولة الاسلامية فى عهد النبى محمد عليه السلام بعد أن سيطرت على مكة والحج  للبيت الحرام : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ(28)التوبة ) .

3ـ قلنا إن التعامل فى الشريعة الاسلامية ليس بالاسلام الاعتقادى القلبى ، فذلك علمه عند الله جل وعلا الذى يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور . إنما التعامل هو بالاسلام السلوكى الظاهرى بمعنى السلام ، والإيمان السلوكى الظاهرى بمعنى الأمن والأمان وأن يكون الشخص مأمون الجانب. فالعكس الممنوع هو الكفر والشرك السلوكى بمعنى العدوان . فالمعتدون المسلحون يجب منعهم من الاقتراب من البيت الحرام لأن الله جل وعلا جعل البيت الحرام مثابة للناس وأمنا ، قال جل وعلا فى سورة البقرة : ( وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ(125) وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا )  (126).وفى سورة آل عمران : ( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ(96) فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ) ( 97 )  . وهذا ما يجب أن يكون ، ولكن قريشا المعتدية كانت تتاجر بالبيت ، وقد صدّت المؤمنين عن الحج . قال جل وعلا فى سورة الفتح : ( هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ )   (25)، وقال جل وعلا عنهم فى سورة الأنفال : ( وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُواْ أَوْلِيَاءهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ(34). أى أن الأولى بالقيام على البيت الحرام هم المتقون وليس الكافرين . فالمتقون يعلمون أن البيت الحرام هو للبشر المسالمين جميعا بالمساواة المطلقة ( العاكف فيه والبادى ) أى  المقيم فى مكة والذى يأتى اليها ليحج من كل فج عميق ، بغض النظر عن الملل والنحل ، قال جل وعلا : (  إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (25) وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ(26) وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ(27) الحج ). نعيد التأكيد بأن المهم أن يكون الفرد مسالما، فمن دخله يجب أن يكون آمنا مأمون الجانب ، بالتالى فلا بد من منع دخول المشركين بالمعنى السلوكى ، أى من يحملون السلاح ويأتون للإعتداء ، لا بد من منعهم من الاقتراب من المسجد الحرام ، مهما كانت معهم من أموال . وإن خاف المؤمنون  ( عيلة ) أى فقرا فإن الله جل وعلا سوف يغنيهم من فضلة .

3 ـ المستبد السعودى يسيطر على البيت الحرام وعلى فريضة الحج ، ويستثمره بأبشع ما كانت تفعله قريش ، وينفق البلايين التى يجبيها من الحجاج فى شهواته ويدفع منها إتاوات لترامب ، ويصدّ عن الحج المسالمين من البشر.

ثانيا : ( عائل ) بمعنى الفقير .

قال جل وعلا للنبى محمد عليه السلام : ( وَوَجَدَكَ عَائِلا فَأَغْنَى(8)الضحى )

ثالثا : تعولوا : تعنى الميل عن العدل . وهذا هو المفهوم من قول ربنا جل وعلا : ( فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ (3)النساء ) وشرحها فى قوله جل وعلا فى نفس السورة : (  وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا(129) وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلاًّ مِّن سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا(130) .

إجابة السؤال الثانى :

1 ـ قلناها من قبل . إنه الصفر  والمعادلة الصفرية ، إمّا لك وإما عليك . الموت صفر . هى المعادلة الصفرية الكبرى التى يغفل عنها معظم البشر ، وليس المستبد وحده .  

 2ـ إذا مات الفرد كافرا عاصيا فنهايته صفر . كل ما جمعه يكون صفرا بموته ، لا فارق إن جمع دولارا أو بليون دولار . أى 1 فى صفر يساوى صفرا وتبشره ملائكة الموت بالخلود فى النار وما أغنى عنه ماله وما كسب . إذا مات متقيا تبشره ملائكة الموت بالجنة ، تكون نهايته صفرا ، ولكن الصفر هنا ليس مضروبا فى كذا بل هو صفر على كذا . وصفر على كذا يعنى اللانهائية . يعنى الجنة خلودا فيها .

3 ـ تدبرقول ربك جل وعلا : ( إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(60) لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ(61) أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62) إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ (63) إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ (65) فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (66) ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِّنْ حَمِيمٍ (67) ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لإِلَى الْجَحِيمِ (68) إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ (69) فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ(70)الصافات ).

ودائما : صدق الله العظيم !!

شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور )

  https://www.youtube.com/@DrAhmedSubhyMansourAhlAlquran

اجمالي القراءات 462