البقرة المصرية

آحمد صبحي منصور في الإثنين ٢٦ - مايو - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
من الابن العزيز صاحب الرسالة السابقة عن نوال الدجوى جاءت رسالة أخرى ، أنشرها وأرد عليها. كتب ( أشكرك استاذى على مبادرتك بنشر رسالتى والرد عليها بما لا أتوقعه وهو الوعظ القرآنى لمن يكسبون بالحرام .وأنت يا أستاذى خير من يعلم إن الوعظ لا ينفع مع السيسى وأعوانه ، كيف ينفع وهونفسه الذى يتصدر للوعظ ويراك وغيرك من المعارضين انكم أهل الشّر ،ويقول إسمعونى أنا وما تسمعوش غيرى ، وهى مقالة فرعون موسى ( ما أريكم إلا ما أرى ولا أهديكم إلا سبيل الرشاد ) . لقد قلت فى رسالتى أمس : ( المعتاد فى حكم العسكر ان الحاكم ينهب ، ثم بعد زوال حكمه يأتى من بعده يعقد الاتفاق تحت الضغط مع حرامية المستبد السابق ، ويقتسموا المسروقات فى الداخل والخارج . ما فعلوه مع مبارك و أسرته هو الدليل الواضح . والنتيجة انما كسبوه بالحرام قد استبقوا منه جزءا يكفيهم وذريتهم قرون . تطور الموضوع فى حكم السيسى الذى ورّط جنرالاته فى السلب والنهب ، وطلب إتاوات من رجال الأعمال ، وقال لهم مهددا :حتدفعوا حتدفعوا .وأى مشروع تجارى ناجح يستولون عليه ، ويزاحمون رجال الأعمال فى البيزينيس ، ويسجنون من لا يستجيب لهم . ويترصدون من لديه حسابات بالدولار ، وجعلوا التعامل مع البنوك تحت قبضتهم واوامرهم ، فالذى له حساب فى البنك ليس تحت تصرفه ، بل تحت تصرفهم . من أجل هذا أصبح من لديه كاش من الدولار والمصرى وذهب يخزنه فى بيته ليكون فى أمن تحت يده .عرفت مخابرات السيسى بهذا الاتجاه الجديد ، فقامت بالاغارة على منزل نوال الدجوى وسلبت ما فيه . ليس المقصود نوال الدجوى ولكنه كارت ارهاب لكبار رجال الأعمال ، ليس فقط بسرقة كنوزهم بل ربما بإفتعال سرقة مسلحة فيها سفك دماء الضحية صاحب الأموال . ). تحقق ما قلته سريعا فاليوم 25 مايو وجدوا حفيدها أحمد الدجوى قتيلا بطلقة رصاص فى رأسه . المضحك هو قول وزارة الداخلية فى بلاغها الرسمى : ( في ضوء ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن ملابسلات وفاة السيد/ أحمد الدجوي حفيد السيدة/ نوال الدجوي، بالفحص تبين أنه بتاريخ اليوم 25 الجاري تبلغ لقسم شرطة أول أكتوبر بالجيزة من أسرة المذكور بقيامه بإطلاق عيار ناري على نفسه مستخدماً طبنجة مرخصة خاصة به حال تواجده بمحل إقامته بأحد المنتجعات السكنية بدائرة القسم مما أدى إلى وفاته.. وأشارت التحريات إلى أنه كان يعالج فى الفترة الأخيرة من أمراض نفسية وسافر للخارج فى رحلة علاجية فى هذا الإطار وعاد للبلاد مساء 24 الجارى.. وتم إتخاذ الإجراءات القانونية.) . هم الذين يديرون المشهد بأكمله . وأقول لك استاذى : السيدة نوال الدجوى ليس معروف تاريخ ميلادها ولا مكان ميلادها ولا المراحل التعليمية التى وصلت اليها ، كل المعروف سجل والدها فى التعليم وانها أرملة اللواء وجيه الدجوى ابن عمها . أى إنها كانت شخصية مغمورة ، كل رصيدها أن أبوها كان من رجالات التعليم ، وكان زوجها جنرالا فى الجيش . أى قاموا بتصنيعها رائدة للتعليم الخاص ، وهى مجرد واجهة .فوجئوا بها تختلس ( أموالهم ) وتخبئها فى قصرها . دبروا حاديث السرقة ، ثم قتل حفيدها الشاب تهديدا وإنذارا للآخرين ، يعنى كما قال السيسى لهم من قبل ( حتدفعوا ..حتدفعوا ) . أخيرا استاذى أرجو أن تعطى توصيفا لحال مصر الآن فى حكم السيسى . وشكرا جزيلا .
آحمد صبحي منصور

الاجابة :

أولا : عن الوعظ بالقرآن الكريم

قال جل وعلا عن القرآن الكريم : (  إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ( 69 ) لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ   .على  الْكَافِرِينَ ( 70 ) يس )  .

 هذا الإنذار الإلهى للأحياء لا بد له من منذرين ؛ ينذرون قومهم قبل وقوع الاهلاك بهم . نتذكر قول ربنا جل وعلا فى سورة الشعراء عن إهلاك القرى أو الدول والمجتمعات والأقوام : (  وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ لَهَا مُنذِرُونَ ( 208 ) ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ ( 209  .

وقوله جل وعلا فى نهاية سورة ( هود ) بعد قصص الأمم التى أهلكها جل وعلا بسبب المترفين الفاسدين : (فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا أُتْرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ ( 116 ) . نرجو أن يجعلنا ربنا جل وعلا من هذه البقية التى تنذر لينجو القوم من إهلاك قادم .

 ثانيا :

1 ـ مصر (كانت ) بقرة حلوبا ، لكن الفراعنة الذين كانوا يحلبونها حرصوا على رعايتها ، ليس حُبّا فيها ولكنه الحُبُّ لحليبها . تغير الحال بعصابة الضباط الأشرار الذين توالوا على البقرة المصرية من عام 1952 . إنتهى أمر البقرة المصرية فى حكم السيسى الى أن أصبحت هيكلا عظميا لا لبن فيها ولا خير ، ويضطر السيسى  لبيع أجزاء من جسمها الحى ويقتنصه لنفسه ، ثم يجعلها رهنا يستدين على حسابها .

2 ـ الآن يعيش السيسى أسوأ أوقاته : إسرائيل تهدده بالغاز والبترول بما يعنى موجة غلاء خانقة ، إبن سلمان يكرهه ، والامارات زهقت منه ،ومصاعب فى ليبيا وفى السودان . الأهم هوغضب ترامب عليه ، فقد إستدعاه ترامب ورفض السيسى الحضور . وهذا عصيان ل ( ولىّ الأمر ). يُحسّ السيسى بأن نهايته حاكما قد إقتربت .لذا هو يسارع فى وتيرة السلب والنهب ليؤمّن نفسه ، عملا بالمثل القائل ( خد الفلوس وإجرى ).

  شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور )

  https://www.youtube.com/@DrAhmedSubhyMansourAhlAlquran

اجمالي القراءات 1048