فجر قيادات الحزب الوطنى مفاجأة كبرى برفضهم دخول البهائيين الحياة السياسية، لتثار بذلك حالة من التناقض ما بين تصريحات الدكتور على الدين هلال أمين الإعلام بالحزب الوطنى "النارية"، والتى أكد فيها أن "الوطنى" سيبذل كافة جهوده لتفعيل مبدأ المواطنة وإرساء ثقافة المساواة عقب حكم الإدارية العليا بأحقية البهائيين بوضع (-) فى خانة الديانة، معلنا حالة الارتياح التى سادت بين أعضاء الحزب، وبين التذمر الحاد السائد داخل أروقة الحزب على أرض الواقع، والتى أعلن فيها الرفض التام للبهائيين وتواجدهم بين صفوف "الوطنى".

ربما كانت حادثة إحراق منازل البهائيين بقرية الشورانية على يد أمين شباب الحزب بالقرية، جرسا لإعلان رفض دخول البهائيين العمل السياسى، لأن ذلك سيكون سببا رئيسيا لانشقاق أعضاء الحزب الوطنى، وهذا ما أكده محمد لبيب أمين شباب الحزب الوطنى بسوهاج، حينما رفض وجود البهائيين بشكل قاطع قائلا "فكرة انضمام البهائيين لعضوية الحزب فى سوهاج أو غيرها من قرى الصعيد أمر مرفوض وبقوة".

لبيب لم يقف عند حد رفضه للبهائيين، لكنه تحجج بأن وجودهم داخل الحزب سوف يؤدى لانشقاق بين أعضائه، خاصة داخل المجتمع الصعيدى المتشدد فى العادات والتقاليد، فالدين – بحسب قول أمين شباب الوطنى بسوهاج - بالنسبة لهم هو الدين الإسلامى والمسيحى فقط.

ولأن ذلك يتنافى مع مبدأ المواطنة، فلم يستبعد محمد لبيب أن توافق الأمانة العامة للحزب على دخول البهائيين العمل السياسى بالحزب، قائلا إنه فى تلك الحالة سنكون أمام أمر واقع وبالتالى سيخضع أعضاء الحزب لهذه القرارات، بينما سيكون البهائيون فى تلك الحالة "منبوذين" داخل الحزب.

وعلى الرغم من رفض الحزب الوطنى للبهائيين بين صفوفه إلا أن قياداته يشيرون بأن وضع البهائيين لم يناقش حتى الآن داخل الحزب، بحسب قول الدكتور جمال السعيد أمين تنظيم الحزب الوطنى بالقاهرة، والذى أكد أن النظام الأساسى للحزب واضح وصريح، وهو ينص على أن لكل مواطن مصرى الحق فى الانضمام لعضوية الحزب أو المشاركة فى العمل السياسى بشكل عام ما دام تنطبق عليه الشروط.

وأوضح أمين التنظيم أن الدين داخل الحزب لا اعتبار له فى الترشيح للانتخابات أو الانضمام لعضويته، موضحا أن البهائى مثله مثل أى مواطن مصرى يحمل بطاقة رقم قومى فلا يستطيع أحد حرمانه من ممارسة العمل السياسى طبقا لقانون المواطنة.

حتى عدم مناقشة وضع البهائيين سياسيا داخل الحزب الوطنى رفضته قياداته مطالبة بضرورة وضع هذا الأمر على قائمة أولويات الحزب خلال الفترة القادمة، بحسب ما أكدته مصادر لليوم السابع، تحسبا لحدوث أى انشقاقات داخل الحزب بسبب ذلك، وهنا يرى الدكتور مكرم جمعة أمين عام الحزب بمحافظة الجيزة أنه على الرغم من الاختلاف مع البهائيين دينيا إلا أن "الوطنى" لا يستطيع منعهم من ممارسة العمل العام أو السياسى ، مؤكدا على ضرورة قيام الأمانة العامة للحزب بدراسة هذا الموضوع، "فالانشقاق لن يصيب الحزب علشان واحد ولا اثنين"، على حد قوله.

وفى هذا الإطار، علم اليوم السابع أن عددا من قيادات الوطنى يرهن دخول البهائيين فى العمل العام والسياسى بألا يخالفون عادات وتقاليد المجتمع المصرى، إلى جانب عدم محاولاتهم إقحام عقائدهم داخل العمل السياسى، فإذا كان لا يجوز للحزب الوطنى منعهم من ممارسة العمل السياسى فلا يحق لهم بأى شكل من الأشكال استغلاله للترويج لعقائدهم لأنهم فى تلك الحالة سيلقون معارضة وبشدة. ومن جانبه، عقب الدكتور رءوف هندى، المتحدث باسم البهائيين، على رفض الحزب الوطنى لهم قائلا إنهم بالأساس يرفضون الانضمام له، لأن مبادئ الدين البهائى تشترط عدم الانضمام للأحزاب والتدخل فى القرارات السياسية، وهذا يعنى أن "انضمامنا للوطنى أو غيره من الأحزاب يخالف العقيدة البهائية"، مضيفا أن البهائية لا تمنعهم من القيام بالعمل العام والخدمى بالتعاون مع الأحزاب السياسية دون الانضمام لها.

وردا على رفض الوطنى مشاركتهم بالحياة السياسية، طالب هندى قيادات الحزب بتكثيف جهودهم لتثقيف شبابهم فى تقبل الآخر والمعتقدات الأخرى وخاصة بعد ما حدث فى سوهاج من قيام أمين شباب وحدة الشريانى بمركز المراغة بحرق منازل بيوت بعض البهائيين.