أولا :
شكرا لك على أخلاقك الكريمة ، وهى نتيجة ايجابية تحسب لأبيك انه رباك أحسن تربية . وتعبيرا عن اعجابى بأخلاقك قمت باعادة صياغة لما كتبته وصححت ما فيها من أخطاء وكانت كثيرة جدا .
ثانيا :
من حقك قانونا أن تتصرف فى الأرض المكتوبة باسمك كيف تشاء بالبيع والرهن والايجار ، ويمكنك ان تبيعها لعمك وعماتك بيعا صوريا ولكن رسميا ومسجلا فى الشهر العقارى، ويكون هذا سدادا لحقوقهم الشرعية فى الميراث ، ومع اتفاق ألا يصل العلم بذلك لأبيك طالما تخشى من إغضابه . وفى هذه الحال تكون لهم الملكية القانوية المكتوبة ،وتظل الأرض تحت يدك ، و تقوم أنت باعطائهم ايراد تلك الأراضى حسب نصيب كل منهم . ويظل الأمر سرا ، ثم تقوم بتسليمهم حقوقهم بعد موت والدك . مع مراعاة ألا تحرم أخواتك من حقوقهن . وبالتاكيد ستفعل ذلك .
ثالثا :
ولكن الأفضل هو المواجهة الصريحة مع ابيك حرصا على أبيك نفسه .
هو متاكد انك تحبه ، ومن حبك له أن يلقى الله جل وعلا وقد تاب عن ظلمه لأخيه وأخواته . قل له أنك لا تريد له أن يدخل النار خالدا مخلدا فيها حتى يعطيك ـأنت ولده الوحيد ـ ميراثا ظالما ، وانت لا تريد لنفسك هذا الميراث الحرام ولا تريد لأبيك ألأن يدخل النار خالدا مخلدا بسبب التعدى على حدود الله جل وعلا فى الميراث.
إقرأ له قوله جل وعلا بعد أن ذكر تفصيلات الميراث : (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ ) ( النساء 13 : 14).
هو محتاج لوعظك ، ولتقرن الوعظ بتصميم على أنك ستتنازل عن الأرض التى باعها لك ـ ستتنازل عنها لعمك وعماتك لأنها حقوقهم وليست حقا لك أو لأبيك ، وأنه لا بد من اعادة توزيع ميراث جدك ، وةلا بد من إعطاء عمك وعماتك حقوقهم فى ايراد تلك الأرض طيلة المدة التى حرمهم أبوك منها .
عظ اباك بانه فى نهاية العمر وانه حان وقت التوبة حتى لا يموت ظالما لنفسه وظالما لاقرب الناس اليه : أخيه الوحيد واخواته البنات . وأن المفروض على الأخ الأكبر أن يرعى أخوته وأخواته الصغار ، لا أن يأكل حقوقهم ويظلمهم .
بتصميمك على موقفك ستنجح ، ليس فقط فى رد الحقوق لأصحابها ، وليس فقط فى جمع شمل أبيك وعمك وهما فى الكهولة، ولكن أيضا فى إنقاذ أبيك من الخلود فى النار.
بارك الله جل وعلا فيك ، وأكثر من أمثالك .