ثلاثة أسئلة

آحمد صبحي منصور في الإثنين ١٤ - أبريل - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
السؤال الأول : ما معنى أن الله عز وجل يجير ولا يُجار عليه ؟ السؤال الثانى : تأثرت جدا بمقالك عن إبراهيم عليه السلام ، والذى دعا الله جل وعلا أن يغفرله خطيئته يوم الدين . وسألت نفسى هل ابراهيم خليل الله كانت له خطيئة ؟ وإذا كان إبراهيم عليه السلام بكل المدح الذى جاء فى حقه فماذا عن المحمديين الذين هم فى ضلالهم يعمهون ؟ السؤال الثالث : انتاج مسلسل عن معاوية كلّف السعودية 100 مليون دولار . وهو مسلسل فاشل . وقرأنا انهم يستعدون لانتاج مسلسل آخر عن عمربن الخطاب . قد يكون اكثرتكلفة واكثر فشلا . ما هو تعليقك على هذا ؟
آحمد صبحي منصور

إجابة السؤال الأول :

1ـ قال جل وعلا عن ذاته ؛ ( قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (88) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّا تُسْحَرُونَ (89) المؤمنون ) . الله جل وعلا وحده هو الذى بيده ملكوت كل شىء ، أى تمام الُملك ، وهو وحده جل وعلا الذى ينقذ من يستغيث به ويدعوه مخلصا ، قال جل وعلا : ( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَءِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ (62) النمل ) ( قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنْ الشَّاكِرِينَ (63) قُلْ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ (64) الأنعام ) . ولا يستطيع مخلوق أن يجير أحدا من  إنتقام رب العزة جل وعلا ، لا فى الدنيا ولا فى الآخرة . فليس للكافرين من أنصار فى الدنيا ولا فى الآخرة ، إذا حلّ بهم إنتقام الرحمن جل وعلا . قال جل وعلا : ( فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (56)  آل عمران )

2 ـ مصطلح ( يجير ) جاء أيضا فى قوله جل وعلا :

2 / 1 : ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِي اللَّهُ وَمَنْ مَعِي أَوْ رَحِمَنَا فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (28) الملك ). الاستفهام هنا إنكارى ، يعنى لا يستطيع مخلوق أن يجير الكافرين من عذاب أليم .!

2 / 2 : ( قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنْ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً (22) إِلاَّ بَلاغاً مِنْ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً (23) الجن ) ، أى لايستطيع مخلوق أن يجير النبى محمدا من عقاب الرحمن سوى أن يبلّغ رسالة ربه جل وعلا ، القرآن الكريم . والمحمديون المؤمنون بأساطير الشفاعة بهذا يكفرون .!

إجابة السؤال الثانى

1 ـ لو عاقب الله جل وعلا الناس بسبب أخطائهم وخطاياهم فسيهلكهم جميعا ، بما فيهم الأنبياء . قال جل وعلا :

1 / 1 : ( وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ (61)   النحل )

1 / 2 : (  وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً (45)  فاطر ). هذا بالطبع يشمل إبراهيم عليه السلام .

2 ـ إبراهيم عليه السلام كان يعرف هذا ، ولهذا بادر بطلب الغفران من ربه جل وعلا . وكل المتقين يبادرون بالاستغفار والتوبة أملا فى النجاة من عذاب الآخرة . أما أتباع الديانات الأرضية الشيطانية فهم فى خرافات الشفاعات لاهون وعن الحق غافلون وفى خوضهم يلعبون . قال جل وعلا :

2 / 1 : ( فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمْ الَّذِي يُوعَدُونَ (42) يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنْ الأَجْدَاثِ سِرَاعاً كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (43) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (44) المعارج )

2 / 2 : (  ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمْ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (3)  الحجر )

2 / 3 : ( اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1) مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2) لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ )  (3) الأنبياء )

إجابة السؤال الثالث :

1 ـ دول الخليج تعتبر عدوها الأول ـ ليس إسرائيل ـ بل إيران التى يحكمها أئمة التشيع الإثناعشرى . وإيران من عام 1979 ومن عهد الخومينى وحتى الآن وهى تريد زعامة كوكب المحمديين وإسغلاله لصالحها ، خصوصا وأن مناطق البترول فى داخلها هى عربستان التى يعيش فيها سنيون ، والمناطق الغنية بالبترول فى السعودية فى المنطقة الشرقية هى التى يسكنها الشيعة ، والتى كان إسمها الإحساء ، وضمها عبد العزيز آل سعود الى دولته بسيوف الإخوان النجديين . إيران الشيعية بدولتها تتعصب ضد السنيين داخل دولتها وخارجها ، وهى أيضا تكره العرب حتى الشيعة منهم لأنهم الذين أسقطوا امبراطورية كسرى وأذلوا أهلها فى عهد الخلفاء الفاسقين . وبعد تلاشى الاتحادالسوفيتى كان لا بد من صناعة عدو بديل له حتى لا تتكون عداءات جديدة داخل المعسكر الغربى وحلف الناتو ، فأسرعت أمريكا فخلقت إيران عدوا لها . ولعبت إيران الشيعية هذا الدور فإعتبرت أمريكا الشيطان الأكبر ، وبادرت بإحتلال السفارة الأمريكية فى طهران ، وبدأت فى التصنيع النووى ، وسلطت أمريكا صدام فحارب إيران ، ثم سلطته فإحتل الكويت ، وربحت مصانع السلاح فى أمريكا والغرب . ولكن كسبت إيران فى النهاية ، إذ إحتلت أمريكا العراق ، وغرقت فى هذا المستنقع . إستفادت إيران ، وتعاطمت إستفادتها بدخولها على خط الصراع العربى الإسرائيلى ، لا تحارب بنفسها بل بأذنابها ( حزب الله فى لبنان ، الحوثيون فى اليمن وحماس فى غزة والضفة والميليشيات الشيعية فى العراق ) وسيطرت على سوريا من خلال بشّار الأسد . السلاح النووى ـ لو وصلت إليه إيران ـ فلن يكون ضد إسرائيل ، بل هو لتهديد السعودية ودول الخليج . ولهذا فإن  إبن سلمان تبرع لترامب ب تيريليون دولار ، وتبرع إبن زايد بتيرليون وربع . وقطر التى تزعم أنها حُضن لحماس تشارك فى مناورات مع إسرائيل . والقواعد الأمريكية فى العيديد القطرية وغيرها فى الامارات والسعودية هى لتلبية طلب أمريكا وإسرائيل ، لأن الرعب يجتاح حكام الخليج من إيران ، خصوصا وأن نيران الحوثيين ـ شيعة اليمن ـ ضربت مناطق فى السعودية وفى الامارات . هذا الوضع شجّع نيتيناهو على إعلان أنه بصدد تغيير خارطة الشرق الأوسط لصالح إسرائيل .وفى هذا السياق تم إسقاط بشار وإحلال أحمد الشرع مكانه ـ مؤقتا ـ الى حين إقتسام سوريا بين تركيا وإسرائيل .

2 ـ صاحب هذه الحرب العنيفة حرب ناعمة ، بدأت بها إيران التى لا ترى مانعا فى تجسيد النبى والصحابة .فى التطور الذى جاء به إبن سلمان أسّس جهاز الترفيه ، وأطاح بالمحرمات الوهابية التقليدية ، ومنها تجسيد الصحابة . فأستخدم مسلسل معاوية فى الكيد لايران الشيعية . ثم هو الآن يجهز لمسلسل آخر عن عمر بن الخطاب . ليس مهما التكاليف وليس مهما الفشل فى الانتاج والتمثيل والإخراج والتأليف ، المهم هو مشاغبة إيران الشيعية . وبالفعل نجح هذا المسلسل الهابط الفاشل فى إثارة الصراع السنى الشيعى .

شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور )

  https://www.youtube.com/@DrAhmedSubhyMansourAhlAlquran

اجمالي القراءات 1015