لهجة المصريين

آحمد صبحي منصور في السبت ٠٥ - أبريل - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
سؤال من د . على عواد نلاحظ ان اللهجة المصرية جاءت فيها تعبيرات جديدة لم يكن يعرفها جيلنا جيل الثمانينيات ، وأهمها فى نظرى التعبيرات الانجليزية الخاصة بالانترنيت ، اصبحت شائعة خصوصا بين الشباب ، وحتى فى الأحياء الشعبية . هناك أيضا تعبيرات جديدة فى عالم البلطجة والاجرام ، ونسمعها فى الأفلام والمسلسلات المصرية . ومنها ( ثبّته ) أى شلّ حركته . قرأت كلمة( ثبّت ) فى مواضع مختلفة فى القرآن ، وأطلب منك أن تعرضها لنا بمعانيها المختلفة. ولك الشكروالتقدير من اخوك على عواد .
آحمد صبحي منصور

الإجابة

شكرا جزيلا أخى د . على عواد ، وأقول :

أولا :

1 ـ اللهجات و الألسنة ( لا أقول اللغات ) تتطور ، لأنها تعبر عن الناطقين بها ، وهى  تتأثر بظروفها الاجتماعية والثقافية ،وتأخذ عن غيرها . حدث هذا فى تطور اللسان العربى بعد نزول القرآن الكريم ، وتطور فى العصر العباسى بالانفتاح الثقافى على الحضارات الهلّينية والشرقية ؛ فارسية وهندية . بما يسمّى بالاستعمار أخذت الأمم الخاضعة له بثقافة منإحتلها طبقا لتقليد المغلوب للغالب .

2 ـ حاليا دخل العالم فى ( القرية الكونية ) وثورة الاتصالات والمواصلات فإزداد التقارب بين الثقافات ، وانعكس هذا فى مصطلحات الانترنت التى لم تكن معروفة من نصف قرن .

3 ـ بالنسبة لمصر هناك عامل إضافى ، وهو الاستبداد والفساد الذى وصل بمصر الى القاع ، حيث إنتهى عصر الشرف والعدل والبركة ، ويكفى أن أكبر قوّاد ( معرّص ) فى التاريخ المصرى إسمه الرسمى ( صفوت الشريف ) ، وليس فيه صفاء ولا شرف  ، وأن وزير التعذيب الظالم فى عصر مبارك إسمه ( حبيب العادلى ) ،وليس بالحبيب وليس ب ( العادل ). ويكفى أن رئيسهم الفاسد هو ( محمد حسنى مبارك ) ، وليس محمدا ولا حسنا ولا مباركا . يعنى كله ( تزوير فى أوراق رسمية ). إذا وصلنا للفرعون الضئيل الحاكم الآن فالحديث ذو شجون .

ثانيا :

مصطلح ( ثبت ) ومشتقاته ، تتنوع وتختلف معانيه ، كالآتى :

  الثبات فى القتال ( ثبات الأقدام بمعنى عدم الهرب ). والقتال فى الاسلام للدفاع وليس الاعتداء .

قال جل وعلا :

1 ـ  ( وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ(146) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ(147) فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ(148)آل عمران )

2 ـ ( وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (  250) فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ )( 251)  البقرة ).

3 ـ ( إذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ(11)الانفال )

4 ـ ( إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10) إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ(11) إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ(12)الانفال )

5 ـ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ(7) محمد )

6 ـ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(45) الانفال )

التمسّك بالحق وبالايمان .

قال جل وعلا :

1 ـ ( وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ(265)البقرة )

2 ـ ( وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا(66)النساء )

3 ـ ( وَلاَ تَتَّخِذُواْ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُواْ السُّوءَ بِمَا صَدَدتُّمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ(94)النحل )

4 ـ (  قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ(102) النحل )

5 ـ ( وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً(73) وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً(74) إِذَاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا(75)الاسراء ). حاولوا التاثير على النبى فثبته الله جل وعلا .

6 ـ ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلا (32)الفرقان )

7 ـ ( وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ(120)هود )

8 ـ ( ألمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء(24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ (26) يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاء(27)ابراهيم )

الثبات ، أى جماعات متفرقة يتبع بعضها بعضا فى تكتيكات الحرب .

قال جل وعلا :

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعًا(71) النساء ) ، أى أن يكونوا جميعا ، أوجماعات متفرقة متلاحقة.

 بمعنى الحبس والسجن .

قال جل وعلا عن مكر قريش بالنبى محمد عليه السلام :

( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ(30)الانفال ) يثبتوك أى يسجنونك ويحبسونك . ثم إتفقوا على إرغامه على الهجرة وإرسال جواسيسهم حلقة حوله ، وهم الذين مردوا على النفاق ، ومنهم أبوبكر وعمر وعثمان وعلى والزبير وطلحة ..الخ .

عكس المحو والالغاء . قال جل وعلا :

( يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ(39) الرعد )

شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور )

  https://www.youtube.com/@DrAhmedSubhyMansourAhlAlquran

اجمالي القراءات 1014