آحمد صبحي منصور
في
الإثنين ١٠ - مارس - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
إجابة السؤال الأول :
قال جل وعلا : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (184) البقرة ). نلاحظ :
1 ـ السفر والمرض أعذار طارئة تبيح الفطر فى رمضان . وعلى من يفطر هنا أن يصوم عدد الأيام التى أفطرها فيما بعد . بدون تحديد لمتى يقضى هذا الصيام . والأفضل أن يكون هذا سريعا حتى لا يدركه الموت وهو مُقصّر فى حق ربه جل وعلا .
2 ـ هناك عُذر دائم ، وهو أن يكون صوم الشخص مرهقا جدا له . هنا يجوز له الإفطار طول الشهر ، وأن يقدم فدية طعام مسكين ، أى 30 فدية أو 29 حسب أيام رمضان ، وتقدير قيمة هذا الطعام بالعرف أو المتعارف عليه ، ومن تطوع بالزيادة فهوخير له . وتقديم الفدية مرتبط بالقدرة المالية . لنفرض إنه أصلا مسكين ، هنا لا يكلف الله جل وعلا نفسا إلا وسعها .ربما يكون فى وقت ضيق مالى ، له أن يؤجل الفدية الى حين ميسرة . ويجوز تقديم الفدية قبيل رمضان . ويجوز تقديمها بعده بأثر رجعى ، تكون عليه إلى أن يستطيع الوفاء بها .
إجابة السؤال الثانى :
1 ـ قال جل وعلا : ( وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ) (26) الاسراء ) ( فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (38) الروم ). والأقارب من مستحقى الصدقات أو الزكاة المالية الفردية، قال جل وعلا : ( يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (215)البقرة). الله جل وعلا هو العليم بما ننفق .
2 ـ حقوق الأقارب والاحسان اليهم فرض على الطرفين . أنت قريب لهم وهم أقارب لك . يجب عليك إعطاء حقوقهم والاحسان اليهم ويجب عليهم إعطاء حقك والاحسان اليك . قال جل وعلا : ( هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ (60) الرحمن ).
3 ـ العطاء المالى مرتبط بالقدرة . من لديه مال يعطى منه حق أقاربه المحتاجين ، خصوصا الأيتام والجيران . قال جل وعلا : ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً (36) النساء ). القريب الفقير لا يملك أن يرد العطاء المالى ، ولكن عليه أن يرد بالشكر والامتنان .
4 ـ عموما إعطاء الصدقات هو بالاعتدال ، قال جل وعلا : ( وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً (67) الفرقان ) وممّا يفيض عن الحاجة ، أو ( العفو ) كما قال جل وعلا : ( وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (219) البقرة ). لذا لا توجد نسبة محددة ، فهى تعامل بين الفرد وربه جل وعلا الذى يعلم السّرّ وأخفى . قال جل وعلا : ( وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ (270) إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (271) لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلأَنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (272) البقرة )
ثانيا :
1 ـ فى حالتك : أنت تطرّفت فى العطاء ، وهم تطرفوا فى النكران والجحود . تطرفك فى العطاء غرس فيهم الأنانية ، وأصبح لديهم ما يعرف ب ( الحق المكتسب ) ، ووصل بهم الى الشعور بأنهم الذين يملكونك ، وأنت حق مكتسب لهم ومخلوق من اجلهم ، ولذا إعتبروا زوجتك منافسا لهم فيما يملكون . إذا تقاعست لأى ظروف فأنت مُقصّر فى حقهم . هذا بينما لا حق لك عليهم مطلقا . ومن الطبيعى أن يتحول شعورك من التطرف فى حبهم الى التطرف فى بُغضهم .
2 ـ لا لوم عليك .
شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور )