دراسة: عندما تفقد الاتجاهات ستسير بشكل دائري
الشخص الذي يفقد الاتجاهات يسير دائماً بشكل دائري
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- كشفت دراسة علمية حديثة، أن الشخص الضائع، ولا يعلم الاتجاهات، وليس له دليل لمعرفتها كالشمس مثلاً، يميل دائماً للحركة بشكل دائري، ولا يسير بشكل مستقيم أبداً، وفقاً للدراسة التي نشرت في مجلة Current Biology.
وقام الدارسون بعدد من التجارب على المتطوعين، فأرسلوهم مرة إلى صحراء واسعة، وأعطوهم الاتجاهات التي ستوصلهم للمخيم الذي سيقيمون فيه، ثم تركوهم يهيمون على وجوههم، كما وضع متطوعون آخرون في غابة في ألمانيا وأعطوا الاتجاهات التي توصلهم لمخيمهم وتركوا لمدة أربع ساعات.
ووجد الدارسون أن الأشخاص الذين كانوا قادرين على مشاهدة الشمس، استطاعوا السير في خطوط مستقيمة، والوصول لمكانهم، لكن أولئك الذين لم يكونوا قادرين على رؤيتها كانوا يسيرون بشكل دائري، رغم اعتقادهم أنهم يسيرن في خط مستقيم.
روابط ذات علاقة
ويقول جان سومان، الباحث في معهد ماكس بلانك الألماني: "السير في خطوط مستقيمة، ليس أمراً سهلاً بالنسبة للدماغ، إنها عملية معقدة."
وتقول الفرضية: "كلما طالت المدة التي يسير بها الناس في خط مستقيم، فإن احتمال اتخاذهم الاتجاه يميناً أو يساراً يكون بالصدف، ويتطور الأمر حتى يتحول إلى مسار دائري مع الوقت."
وقام الدارسون باختبار هذه الفرضية، عن طريق المجموعتين اللتين استخدمتا في الصحراء والغابة، عن التجربة يقول سومان: "الدرس المستفاد من هذه الدراسة، هو أنك إذا أردت السير في خط مستقيم، فيجب الارتكاز على إشارة معينة أثناء السير، كجبل مثلاً أو برج أو الشمس لتصحيح اتجاهات السير، وإذا كانت اتجاهك بخط غير مستقيم يهدد حياتك، احمل معك نظام تحديد المواقع.
ويرى ديفيد أوتال استاذ علم النفس الإدراكي في جامعة "نورث ويستيرن" أن :"استخدام معدات الملاحة هذه مكنت الإنسان من الذهاب أبعد من قدراته الفطرية، فهناك حيوانات كالحيتان مثلاً لديها قدرات متطورة في تحديد الاتجاهات أكثر من مثيلتها لدى الإنسان."
ويضيف أوتال الذي كان معجباً بالدراسة الألمانية: "هذه الدراسة وضحت قدرة الإنسان في تحديد مسارة في المسافات القصيرة، لكنه فشل في السير بخط مستقيم إذا غابت الإشارات اللازمة كالشمس." ويتابع: "في العصور القديمة، أدى غياب المعرفة بقواعد السير لمسافات طويلة إلى تخبط البحارة في رحلاتهم، ما أدى إلى اكتشافات مهمة في تاريخ البشرية."