فأسقيناكموه

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ١٨ - فبراير - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
سؤال من الاستاذة أم محمد : يقول جل وعلا : ( وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (22) الحجر ) . اعرف دور الرياح فى تلقيح النبات وفى انزال المطر ، ولكن لا أفهم معنى : ( فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ ) .
آحمد صبحي منصور

الإجابة :

أولا : (  فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ ).

الله جل وعلا هو وحده الذى يسقى المخلوقات .

1 ـ الله جل وعلا هو الذى يسقينا الماء فى حياتنا الدنيا . قال جل وعلا :

1 / 1 :( وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (22) الحجر )

1 / 2 : ( وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاء فُرَاتًا(27) المرسلات )

1 / 3 : قال ابراهيم عليه السلام : ( وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ(79) الشعراء )

2 ـ  الله جل وعلا هو الذى يسقينا لبن الأنعام . قال جل وعلا :

2 / 1 :( وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ(66)النحل )

2 / 2 : ( وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ(21)المؤمنون )

3 ـ الله جل وعلا هو الذى يسقى البشر والحيوان . قال جل وعلا : ( وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء طَهُورًا(48) لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا (49 ) الفرقان )(17) ابراهيم ).

ثانيا :

المعروف لنا الآن عن شرب الماء :

1 ـ من الممكن أن ينزلق الماء أو الطعام الى القئصبة الهوائية فالرئتين فيختنق الانسان وربما يموت . الذى يمنع ذلك هو ( لسان المزمار ) .وهو يتصرف بطريقة ميكانيكية ، حتى لدى الطفل الوليد . لسان المزمار يتيح للطعام والماء الإنزلاق الى المرىء فالمعدة ، ويتيح للهواء أن يدخل للقصبة الهوائية . ومثلا عندما يتكلم الانسان وهو يأكل فلا يحدث له إختناق . الله جل وعلا هو الذى يطعمنا ويسقينا .

 2 ـ ليس الماء طعاما أومادة غذائية . ولكنه أساس الحياة لكل  كائن حى فى الأرض وفى السماوات . قال جل وعلا  :

2 / 1 : (  أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَاتِوَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ (30)الأنبياء ).

2 / 2 :(  وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (45)  النور )

3 ـ للماء الذى نشربه دورة فى الجسم يصل الى الدم ، ويساعد فى العمليات الحيوية للجسم ، ثم ينتهى الى الكليتين والخروج من الجسم ، ويخرج أيضا بالعرق وفى الغائط . الماء الذى يخرج من الجسم ليس هو نفس الماء الذى شربه الانسان ، بل يحمل معه نفايات الجسم . وبخروج الماء يشعر الانسان بالعطش ، فيشرب ، وتتكرر دورة الماء فى حفظ حياة الجسد البشرى .

ثالثا :

( وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ )

1 ـ لا نستطيع خزن الماء فى الجسم . إلا إذا كان هناك مرض هو ( إحتباس الماء ) فى الجسم ، بما ينتج عنه تورّم فى البطن والأطراف خصوصا القدمين والساقين ، وتكون مصحوبة بآلام وآثار جانبية أخرى فى المفاصل . وفى كل الأحوال فإن إحتباس السوائل تحت الجلد هو من تأثير أمراض أخرى بعضها خطير كأمراض القلب . وبالتالى فلا بد من علاج الأصل ، وإذا كان مرضا مُزمنا مثل ( فشل القلب) ( 

اجمالي القراءات 1009