عبد الرحمن القرضاوى

آحمد صبحي منصور في السبت ٠٨ - فبراير - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
كنا ننتظر منك التعليق بالاستنكار على خطف الامارات للشاعر عبد الرحمن يوسف القرضاوى .نحن نعلم خصومتك مع الاخوان وهجومك على الشيخ القرضاوى . ونؤيدك فى هذا . ولكن نراك تسكت عن ماساة ابنه عبد الرحمن . المؤسف أن أخباره إنقطعت ، وبالتأكيد فقد عذبوه وقتلوه .!
آحمد صبحي منصور

أولا :

1 ـ أنا من أشدّ المعجبين بالشاعر عبد الرحمن يوسف القرضاوى ، فهو شاعر الربيع العربى وكان المناضل بقوة ضد طغيان حسنى مبارك، وهو أشجع شاعر صمد فى وجه الطُغاة وندّد بهم .يعجبنى فيه أكثر إنتماءه المصرى وإنتقاده للإخوان المسلمين . أعتبره أمير الشعراء لهذا القرن .

2 ـ حزنى على مصير عبد الرحمن يوسف القرضاوى ليس فقط على ما انتهى اليه مصيره غير المعلوم ، ولكن أكثر على تناسيه . لم تقم حملات تهاجم شيطان الامارات إبن زايد و الميقاتى اللبنانى الحقير الذى قام بتسليمه ، ولا السيسى الذى سافر للإمارات  ليتشفّى فى نهايته . يحزننى أن مقتل خاشوقجى أصبح قضية دولية لا تزال أصداؤها سارية بعد سنوات ، أما عبد الرحمن القرضاوى الثائر الحُرّ الجرىء فهناك تعتيم عليه . هذا عار على جمعيات وجماعات حقوق الانسان والحقوق المدنية .

ثانيا :

1 ـ كتبت كثيرا إننى ضد الإخوان المسلمين كتيار يخلط الدين بالسياسة ، وضد الارهاب الذى يرتكبه المنتمون اليهم ، ولكنى لست ضد أشخاص الإخوان ، فالمنهج القرآنى أن أتبرأ من العمل السىء ، وليس من الشخص نفسه لأنه قد يتوب . ولنا كتاب منشور هنا عن ( تحذير المسلمين من خلط السياسة بالدين ).

2 ـ كان الدكتور عبد القادر سيد أحمد ( عميد كلية الصيدلة بجامعة القاهرة ) أحد أعمدة أهل القرآن فى مصر . قبلها كان متعاطفا مع الاخوان وقريبا من قادتهم . وإعتاد  حضور بعض مناسباتهم . فى مناسبة زفاف حضرها دار حوار بينهم وبينه عنى ، قالوا له إنهم مع خلافهم معى فهم يحترموننى لأننى ضد مبارك وأنا ملتزم  بمبادئى .

3 ـ الجيل الحالى من شباب الإخوان فيه إنفتاح ملحوظ . نرجو أن يتطور .لقد قلنا ونكرر ما نقوله : إن الاسلام يحتاج الى من يُظهر حقائقه وأن ينصفه ممّن يتاجر بإسمه العظيم فى سبيل حطام دنيوى .

أخيرا :

1 ـ سيذهب السيسى وابن زايد وابن سلمان الى مزبلة التاريخ ، وسيبقى عبد الرحمن يوسف القرضاوى رمزا حيا فوق الزمان والمكان . سيبقى شعره يصفع السيسى وابن زايد وإبن سلمان وأمثالهم من طغاة هذا العصر الردى .

2 ـ من أروع شعره هذه القصيدة :

أَيَا سَائِلِي (أي شَيْءٌ جَرَى ؟ )

 سأمضي لحتفي مستهتـرا

 أَبَاحُوا دَمَيْ مَنْ قَدِيمِ الزمـان

 وَمَا أطفأوا دَاخِلِيّ مجمـرا

 وَلَسْت "الفرزدق" . . لَسْت "جريرا

 لِكَي يَطْمَع الْبَعْضِ إنْ اشْتَرَى

 أَنَا شَاعِرٌ الثَّوْرَة . . اخْتَرْت دربـي

 "يناي  وَإِن لمثلك أَن ينشرا

وَقُل لمخنث مِصْر هَنِيئًا

 سيكتب فِيك بحرف خـرا

 لَك الغُنْج مِثْل قَبِيحٌ الزَّوَانِي

 وَتَحْت الثِّيَاب أَرَى بظـرا

 بهجوك يَا قَزَم أَبَدًا يُومِئ

 گليث عَلَى لَبْوَة أفطـرا

 حذَاء هِجائِي يدوسك صُبْحًا

 لتمسي مِن دهسه أقصـرا

سَتَدْخُل تَارِيخِ مِصْرَ بشعري

گجرذ مِنْ النَّاسِ مُسْتَقْذَرًا

 ستتدخله قاتلًا وخسيسا

 وَلَيْس لمثلك مُسْتَنْكَرًا

 مصيرك فَوْق الخوازيق حَتْمًا

 فخاذز مِنَ اللَّيْثِ إذ زمجـرا

 صهاينة الْعَرَب يَا مَنْ غدوتُم

 يَظْهَر مطامحنا خنجـرا

 شَتَمَت بأسلافكم بَيْدَ أَنِّي

 أَرَى الشَّتْم فِي شتيكم قتـرا

 وَحَاوَلْت أحصي لَكُمْ أَيْ فضـل

 فَلَمْ أَلْقَ فَضْلًا لِكَي يَذْكُرَا

 والفيتني مِثْلُ شَيْخِ كَفِيف

 يُحَاوِل يَسْتَخْدِم المجهرا

 مآثركم يَا كِلَاب القصـور

 كَغَيْم مِن الغدر قَد أمطـرا  

هِجائِي لَكُمْ مِنْ دَوَاعِي افتخاري

 أَرَى ضَاحِكًا فِيه مُسْتَبْشِرًا

 اشتمكم بِاسْم شُعَب عَظِيمٌ

 فَحَقّ لِمِثْلِي أَن يفخرا

 

اجمالي القراءات 1114