بينى وبين الاستاذ الراحل نصر حامد أبو زيد

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ٠٦ - يوليو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

1 ـ نحن على خلاف فكرى لا سبيل لتجاوزه . كان يؤمن بأن القرآن وتشريعاته صالحة لعصرها التاريخى فقط، وهى نفس النظرة العلمانية القاصرة . ونحن أهل القرآن نؤمن بصلاحية القرآن لكل زمان ومكان ، بشرط أن نفهم القرآن الكريم بمصطلحاته وليس بمصطلحات عصرنا أو تراثنا ، وأن نفهم منهج القرآن فى التشريع وفى القصص.وبشرط معايشة متدبرة للقرآن وعلم كامل بدقائق التراث وتطور اللغة العربية وتنوع فقه المصطلحات بين المسلمين وطوائفهم .
2 ـ مع هذا الخلاف فلقد دافعت عنه بشدة فى الأهالى فى اتهامه بالردة والتفريق بينه وبين زوجه ، وكتبت فى ذلك مقالات عديدة فى الأهالى والأحرار ومجلة القاهرة حين كان يصدرها د. غالى شكرى ، بل شاركت متحدثا فى معظم المؤتمرات و الندوات التى عقدت من أجله ، وكتبت فى الدفاع عنه ( كتاب الحسبة ) ، وترتب على هذا الكتاب وغيره تحمس عضو مجلس الشعب عن التجمع ـ وقتها ـ لتعديل قانون الحسبة ، وتم تعديله جزئيا .
3 ـ بالاضافة للخلاف الفكرى بيننا فهناك خلاف آخر . هو كان مع استاذه د. حسن حنفى على قمة الفكر العلمانى المواجه للفكر السلفى والاخوانى ، لذا وقفت كل القوى العلمانية معه ، فاكتسب من الاضطهاد القليل الذى تعرض له سمعة دولية وحماية دولية و وظيفة هولندية . لم يتعرض لاضطهاد الدولة ، مجرد تأخير للترقية يحدث عادة وسنويا فى جامعة القاهرة . ومجرد فتوى وقضية فى المحاكم اكتسب بها شهرة لم تتح لأستاذ فى آداب القاهرة من قبله منذ عصر طه حسين .لم يتعرض مثلى للمحاكمة عامين داخل جامعة الأزهر ، ولم يتعرض مثلى للسجن بعد العزل من جامعة الأزهر ، ولم يعش الاضطهاد ألوانا طيلة التسعينيات ، ولم يتعرض أهله لما تعرض له أهلى ،،وحتى الآن . لم يفترسه النفوذ السعودى فى مصر ،إذ لا يشكل خطورة عليهم لأنهم من البداية حكموا بردته ، ولأنهم بسهولة يمكنهم الرد عليه ، ولأنهم بسهولة أمكنهم الرد عليه .
واختلف الحال بالنسبة لى . فالعلمانيون الذين أدافع عن حريتهم الفكرية وحقوقهم الانسانية يضعوننى ضمن فئة الشيوخ الأصوليين بلا تمييز ، وبعضهم يضيق صدره لاستدلالى بالقرآن الكريم . وأكثرهم تعصبا يكرهنى لأننى أدافع عن الاسلام ـ وهو يكره الاسلام ، ويريد أن يظل الاسلام ملطخا بما يفعله ابن لادن والوهابية .هؤلاء العلمانيون على اختلاف مشاربهم الفكرية وتوجهاتهم السياسية وقفوا مع د. أبو زيد ، ولم يأبهوا بالظلم الذى اتعرض له وأنا الى جانبهم أدافع عن أبو زيد و فرج فودة و سيد القمنى والأقباط والشيعة إيمانا بحقوق الانسان من خلال الاسلام والقرآن .
اختلف الحال بالنسبة لى ، فبينما وقفت جامعة القاهرة ـ أو الجزء العاقل منها ـ الى جانب نصر أبو زيد فإن الجامعة التى أنتمى اليها هى التى وقف شيوخها ضدى ، والمسلمون الذين أحرص على اصلاحهم سلميا وانقاذهم من لعنة الوهابية يؤيد بعضهم الأزهر ، وبعضم لا يهتم .
4 ـ ويبقى نصر حامد ابو زيد نقطة ضوء فى عصرنا الملبد بالغيوم
رحمه الله جل وعلا .

اجمالي القراءات 18634