خزنة جهنم
آحمد صبحي منصور
في الخميس ٠٦ - فبراير - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
من هم خزنة جهنم ؟ وهل هم مختلفون عن الملائكة الآخرين ؟ ولو كان فيه إختلاف بينهما فما هو ؟
آحمد صبحي منصور
الإجابة :
1 ـ يوم القيامة سيجىء رب العزة جل وعلا ومعه ملائكة اليوم الآخر صفوفا قد خلقها لهذا اليوم . قال جل وعلا : ( كَلاَّ إِذَا دُكَّتْ الأَرْضُ دَكّاً دَكّاً (21) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً (22) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) الفجر ).
2 ـ هذه الملائكة مختلفة عن الروح جبريل والملائكة التى تسيّر هذا العالم . هم فى تسييرهم لهذا العالم فى هذه الدنيا يحملون السماوات والأرض فى اليوم الدنيوى الى رب العزة جل وعلا ، فى يوم مدته بالتقدير الالهى خمسون أل سنة . قال جل وعلا : ( تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) المعارج).
3 ـ هذا بينما تدبيرهم للأمر ــ فى يوم الدنيا ــ يستغرق ألف سنة بتقديرنا . قال جل وعلا : ( يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنْ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (5) السجدة ) ( وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (47) الحج ) .
4 : ملائكة الآخرة منهم ملائكة النار . قال جل وعلا عن صفاتهم : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6) التحريم )
5 : ملائكة الدنيا ، هم الروح والملأ الأعلى ، ومن يقومون بتسجيل الأعمال ، وقبض النفس عند الموت ، وتدبير الأمر الالهى . هؤلاء ستتم محاسبتهم . قال جل وعلا : وَالْجُلُودُ (20)
وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (21) كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (22) الحج )
4 ـ ( وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمْ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (20) السجدة ). يحاولون الوصول لأبواب جهنم فيلاحقهم خزنتها بمقامع من حديد تهوى بهم الى قعر جهنم ، ويظلون فى محاولاتهم ويظل خزنة جهنم فى ملاحقتهم ، وهكذا خلود فى النار ودوران فيها صعودا وهبوطا .
5 ـ ( إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (74) لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (75) وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمْ الظَّالِمِينَ (76) وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ (77) لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ (78) الزخرف ).
أخيرا :
جدير بالمحمديين المؤمنين بحديث البخارى وغيره أن يتعظوا بما سيقوله خزنة جهنم : ( وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ ) وبقول مالك : ( لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ).
اجمالي القراءات 613