طالبان تنفذ تهديداتها وتقطع أصابع أفغان أدلوا بأصواتهم
|
|
|
ناخبون افغان يداون باصواتهم |
|
|
عواصم: نفذت حركة طالبان الأفغانية تهديداتها التي أطلقتها قبل الانتخابات الرئاسية التي جرت الخميس الماضي في أفغانستان، بقطع أصابع من يقدم على التصويت.
فقد كشف مراقبون للانتخابات أمس السبت إن مسلحين من الحركة قطعوا أصابع امرأتين في مقاطعة قندهار شاركتا في الانتخابات الرئاسية.
وكان مسلحو طالبان قد حذروا الأفغان مرارا من المشاركة في انتخابات الرئاسة ومجالس الأقاليم التي جرت يوم الخميس وحذروا من أنهم قد يقومون بذبح أو قطع أصابع أي شخص يقوم بالإدلاء بصوته.
وقام مقاتلو طالبان بشن أكثر من 130 هجوما من بينها إطلاق عشرات الصواريخ وشن عدد كبير من الهجمات الانتحارية على مراكز الاقتراع من أجل إفساد العملية الانتخابية والتي تعد الثانية في تاريخ البلاد.
ونقلت صحيفة "الوطن" السعودية عن رئيس مؤسسة "انتخابات حرة وعادلة" نادر نادري قوله في مؤتمر صحفي أمس في كابول: إن المسلحين نفَّذوا تهديداتهم التي ردَّدوها قبل الانتخابات، وذلك من خلال مهاجمة مواقـع لمـراكـز الاقتراع، ومعاقبة الناخبين بقطع أصابعهم في حوادث مختلفة في جنوبي أفغانستان.
وقال نادري: "في بعض المراحل شاهد مراقبونا العقوبات غير القانونية والوحشية من جانب حركة طالبان، ومنها عملية قطع أصابع غمست بحبر التصويت، لعدد من الناخبين في إقليم قندهار".
وأكَّد مسؤولون أمنيون في منطقة يوسف خيلو التابعة لولاية بكتيا أن مسلحين من طالبان ضربوا خمسة مشاركين في الانتخابات الرئاسية، وكسروا أضلاعهم ولم يتركوهم إلا بعد إصابتهم بحالات إغماء.
يذكر أنه من أجل تفادي عملية التصويت لأكثر من مرة كان الناخبون يقومون بغمس أصابعهم في زجاجة بها حبر يتعذر إزالته وهو الإجراء الذي بات نظير سوء للناخبين حيث سيكون بإمكان طالبان التعرف بسهولة على من شارك في الانتخابات من الأقاليم الجنوبية المتوترة.
الى ذلك، أفادت لجنة الانتخابات المستقلة في كابول أمس، أن 11 من أفرادها قتلوا خلال يوم الإنتخابات. وأوضحت اللجنة في بيان: للأسف هؤلاء الأفراد كانوا يسعون الى إجراء انتخابات حرة وتتميز بالشفافية والعدالة في البلاد بعد فترة طويلة من الاستعدادات.
نتائج الانتخابات
في غضون ذلك، أعلن المبعوث الأميركي ريتشارد هولبروك أمس، أن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي ومنافسه الرئيسي وزير الخارجية السابق عبد الله عبد الله اللذين أعلن كل منهما فوزه في الانتخابات الرئاسية، أكدا للمسؤولين الأميركيين انهما سيحترمان النتيجة على الرغم من مخاوف اندلاع اضطرابات عرقية. ولن تعرف النتائج الأولية الرسمية قبل أسبوعين.
من جانبه، وصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما انتخابات الرئاسة الأفغانية بأنها "خطوة مهمة إلى الأمام" في الجهود التي يبذلها الشعب الأفغاني لتقرير مستقبله، رغم وجود المتطرفين الذين يحاولون أن يقفوا في طريقه".
وأضاف أوباما "لقد نظم الشعب الأفغاني هذه الانتخابات. في الواقـع، إنها أول انتخابـات ديمـوقـراطـية ينظمها الأفغان خلال أكثر من ثلاثة عقود"، مؤكـدا أن إدارتـه لم تدعم أي مرشح محدد.
وتعتبر الانتخابات اختباراً كبيراً لكرزاي بعد ثمانية أعوام في السلطة، وكذلك للاستراتيجية الجديدة للرئيس الأميركي باراك أوباما، والتي تقوم على إرسال آلاف من القوات الإضافية للتغلب على حركة طالبان وحلفائها وإرساء الاستقرار في أفغانستان.
ويرى مراقبو الانتخابات أن إجراء جولة إعادة بين كرزاي وهو من البشتون، وعبد الله الذي يستقي تأييده من الطاجيك في الشمال، هي مجازفة بتقسيم البلاد وفقا للخطوط العرقية، مشيرين الى أن الخلاف بشأن النتيجة قد يؤدي الى اضطرابات أهلية.
في نفس السياق، أعلن رئيس بعثة المراقبين للانتخابات الأفغانية في الاتحاد الأوروبي فيليب موريون أمس أن الانتخابات الرئاسية والمحلية التي جرت الخميس الماضي كانت جيدة ونزيهة بشكل عام لكنها لم تكن حرةً في كل المناطق بسبب الذعر والخوف والتهديدات التي خيَّمت عليها، مشيرا إلى أن المشاركة في تلك الانتخابات كانت كثيفة جداً في شمال البلاد ومتدنية جداً في جنوبها.
وأوضح أنهم سجلوا عشرات الخروقات وعمليات التزوير وسيكشفون عنها هذا الأسبوع بعد إكمال تقريرهم عن الانتخابات. كما أفاد رئيس مؤسسة انتخابات حرة وعادلة نادر نادري أمس أيضا أن طالبان نفذت تهديداتها التي رددوها قبل الانتخابات وشاهد مراقبونا عملية قطع أصبعين لاثنين من الناخبين في إقليم كندهار، كما قتل 11 من مراقبي المؤسسة.
الوضع الميداني
وعلى صعيد الوضع الميداني في افغانستان والذي شهد تصاعدا في حدته خلال الاسابيع الأخيرة، ذكرت تقارير صحفية إن جنديا أطلسيا قتل بحادث سير شرقي أفغانستان، وفقا للناطق باسم القوات الدولية الجنرال ايريك تريمبلي دون أن يكشف عن مكان وهوية القتيل إلا أن مصدرا أفغانياً أكد أنه أمريكي.
كما قتل قائد شرطة الطوارئ برفقة 4 من حراسه أمس بانفجار قنبلة في ولاية بغلان على ما أكدت الداخلية الأفغانية وحركة طالبان. وقتل أيضا جنديان أفغانيان وعنصر من طالبان بعد أن اقتحم أحد المهاجمين مقراً للقوات الأمنية الليلة قبل الماضية في وسط مدينة جلال أباد عاصمة ولاية ننجرهار بشرقي أفغانستان.
وأكَّد الناطق باسم طالبان ذبيح الله مجاهد أن الحركة هرَّبت 5 للقيام بعمليات عسكرية وهجمات على المقار الحكومية في مدينة جلال أباد وتمكنوا من قتل وإصابة 20 جندياً أفغانياً.
إلى ذلك لقي مدنيان مصرعهما بنيران الشرطة أمس في منطقة أزاد كلا من ولاية غزني بوسط أفغانستان، وفقا للناطق باسم حاكم ولاية غزني إسماعيل جهان.