بيان المركز العالمى للقرآن الكريم بشأن اغتيال شهيد الطوارىء خالد سعيد

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ١٦ - يونيو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً


بيان المركز العالمى للقرآن الكريم بشأن اغتيال شهيد الطوارىء (خالد محمد سعيد) الذى قتله بوليس مبارك فى الاسكندرية يوم الثلاثاء 8 يونية 2010
ليس هذا البيان للاستنكار فلم يعد يجدى استنكار .
وانما هو بيان لتسجيل عدة حقائق للحاضر و المستقبل .
أولا : إن الرئيس مبارك هو المسئول الأول عن قتل الشاب خالد محمد سعيد ، وغيره ، ولا ينقص من مسئوليته أن له شركاء أولهم وزير الداخلية حبيب العادلى وآخرهم من قام بقتل خالد محمد سعيد.
ثانيا : إن الرئيس مبارك قد فقد شرعيته السياسية باستمراره فى قتل أبناء الشعب المصرى وتعذيبهم وإفقارهم وارهابهم بالبوليس وامن الدولة والأمن المركزى وقانون الطوارىء والقوانين الاستثنائية . وبفقدانه الشرعية السياسية فلم يعد لديه سوى التشبث بالقوة المسلحة للبقاء فى السلطة رغم أنف الشعب .
ثالثا : إن الرئيس مبارك قد فقد احترام العالم الحرّ والمجتمع الدولى ، فالتنديد الدولى بانتهاكه لحقوق الشعب المصرى وحقوق الانسان المصرى وشيوع الفساد فى نظامه وأخبار تعذيبه للمصريين قد أصبحت من الأخبار اليومية العادية ، وقد تعود مبارك على هذا التنديد والاستهجان وأصبح واضحا أن مبارك لم يعد يأبه بالرأى العام الدولى لأنها ستظل مجرد بيانات واقوال روتينية لا تنال من سلطته وتحكمه .
ولهذا تطرف جهاز مبارك القمعى فى ارهاب ابناء الشعب المصرى الى درجة القتل العلنى للمسالمين فى الشارع و الضرب العلنى للناخبين والمتظاهرين المسالمين والتزيف العلنى لانتخابات مجلس الشورى أمام اجهزة الاعلام وكاميرات التصوير ،بل أخذ فى ارهاب الصحفيين الشرفاء الذين يحملون هموم الشعب المصرى وعذاباته واحباطاته .
رابعا : أدت هذه السياسة خلال حكم مبارك منذ 1981 الى :
1 ـ تشويه صورة مصر والشعب المصرى عربيا وعالميا ، ومن عجب أن يتعرض الشعب المصرى للقهر فى الداخل من مبارك وأعوانه ، كما يشعر المصريون بالعار فى الخارج بسبب ما يفعله مبارك وأعوانه .
2 ـ انقسام سكان مصر ـ وليس شعب مصر ـ الى قسمين متعاديين :
• مبارك وأعوانه من المفسدين المترفين وجيش مبارك الذى يحميه من غضب الشعب المصرى وكلاب الحراسة التى تفتك بأفراد الشعب المصرى قتلا وتعذيبا .
• الشعب المصرى بكل طوائفه ، وهم ينقسمون قسمين : المدنيون الذين لا يحملون سلاحا ، ويتعرضون للقهر ويعتبرهم مبارك أسرى حرب ورهائن يفعل بهم ما يشاء . والعسكريون الشرفاء الوطنيون وأفراد الشرطة الشرفاء الذين يحملون السلاح ولكنهم فى حيرة بين اتباع أوامر السلطة الظالمة الخائنة لمصر أو رفع السلاح ضدها لحماية مصر ولانقاذ شعب مصر .
3ـ وطالما لن يأتى الحل من الخارج وسيكتفى المجتمع الدولى ببيانات الاستنكار الروتينية فإنه مما يليق بمصر ومكانتها وتاريخها أن يأتى التصحيح من داخل مصر .
وهنا نوجه النداء للجيش المصرى الوطنى ولأبناء مصر الشرفاء فى القوات المسلحة وقوات الشرطة والأمن أن يقفوا وقفة سلمية واحدة ضد مبارك وجيشه وكلاب حراسته .
لا نريد انقلابا عسكريا أو أى تحرك ينتج عنه سفك دماء مصرية ـ حتى لو كانت من معسكر مبارك .
هل تذكرون وقفة الزعيم الفلاح أحمد عرابى بالجيش فى ميدان عابدين وهو يقول للخديوى توفيق : والله لا نورث ولا نستعبد بعد اليوم .
نريد تكرار ما فعله عرابى منذ أكثر من مائة عام ، فما فعله مبارك بمصر والشعب المصرى أفظع مما فعله الخديوى توفيق منذ قرن وربع قرن من الزمان .
نريد من جيش مصر الوطنى الذى لا يزال يحتفظ بشرف عقيدته العسكرية أن يتحرك فى مظاهرة عسكرية مماثلة ترفع السلاح ولا تستخدمه ، أو أن يقيم اعتصاما مسلحا أواضرابا يحمل السلاح للحماية الشخصية ويرفع صوته يأمر الطاغية وأعوانه بالرحيل فى سلام ، ويشرف على رحيلهم للخارج بسلام ، ثم يقوم بتسليم السلطة الى حكومة مؤقتة تقيم اسس اصلاح دستورى وتشريعى تتحول به مصر الى دولة ديمقراطية غير مركزية مدنية حقوقية يقوم فيها الجيش المصرى بحماية حدود مصر وحماية دستور مصر دون ادنى تدخل فى السياسة ، ويقوم فيها البوليس المصرى بحماية الفرد المصرى وليس قهر الشعب المصرى ، وتقوم فيها الحكومة المصرية بخدمة الشعب المصرى و ليس حكم الشعب المصرى ، ويقوم فيها مجلس الشعب المصرى بحماية أموال الشعب المصرى و مساءلة الرئيس المصرى و أعضاء الحكومة المصرية .
4 ـ الى متى تظل مصر تعانى بسبب شخص واحد اسمه حسنى مبارك ؟ والى متى يظل ثمانون مليون مصرى تحت قهر شخص واحد اسمه حسنى مبارك ؟
إن كل يوم يمر ومبارك فى السلطة يزيد فى معاناة المصريين ويزيد من عدد الضحايا ويجعل الأزمة المصرية تقترب أكثر وأكثر من مرحلة الانفجار .
لذا نريدها وقفة مع الضمير من كل فرد من افراد الجيش المصرى الوطنى .. هل يقف مع الشرف العسكرى والوطنية المصرية أم يظل فى خنوعه وتردده لا هو مع الحق والشرف ولا هو فى فئة الخونة .
لا نريد لهذه الوقفة ان تطول ..فمصر بسكانها الثمانين على حافة بركان .

اجمالي القراءات 13322