واشنطن بوست: مصر تنضم إلي قائمة «الأسر الملكية» إذا تم توريث الحكم لجمال مبارك

في الجمعة ١٢ - أكتوبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية: إن المصريين لم يشهدوا علي الإطلاق أي انتقال ديمقراطي للسلطة الرئاسية.

وأضافت في تقرير لها أمس كتبه الصحفي الأمريكي «إلين نيكميير»: في الوقت الذي يستهل فيه الرئيس مبارك البالغ من العمر ٧٩ عاما، هذا الشهر عامه السادس والعشرين من حكمه، فإن الكثيرين يعربون عن توقعهم بأن أسرة مبارك والحزب الحاكم وضباط الأمن سوف يتخذون قرارهم بشأن خليفته.

و أكدت الصحيفة الأمريكية أن الحزب الوطني الديمقراطي هو الحزب الوحيد الآن المؤهل قانونا للدفع بمرشح رئاسي، منبهة إلي أن المرشح المستقل سوف يحتاج إلي ضمان الموافقة علي ترشيحه من لجان يسيطر عليها أعضاء الحزب الحاكم.

و توقعت الصحيفة أن مصر سوف تنضم إلي سوريا والأردن والمغرب في قائمة الأسر الملكية في منطقة الشرق الأوسط التي تولي فيها الأبناء السلطة من آبائهم في حكومات النخب المدعومة من الجيش والأجهزة الأمنية، وذلك إذا آلت السلطة إلي جمال مبارك، مشيرة إلي أن أبناء الرؤساء في كل من ليبيا واليمن يعتبرون أيضا مرشحين لخلافة آبائهم.

وذكرت الصحيفة أن حسني مبارك الذي ترقي من منصب نائب الرئيس، عندما اغتال المتطرفون الإسلاميون الرئيس أنور السادات في ١٩٨١، لم يعين أبدا نائبا للرئيس ولم يعلن عمن يفضله خليفة له، لافتة إلي أن الانتخابات من أجل اختيار رئيس جديد لابد أن تجري في غضون ٦٠ يوما إذا تنازل الرئيس عن السلطة، حسبما ينص الدستور.

وقالت: «بينما لم تؤكد السلطات أن هناك أي أمراض أكثر خطورة من مشاكل الظهر التي يعاني منها مبارك، فإن سنه ساعدت علي تأجيج سلسلة من الشائعات حول صحته».

و ألمحت الصحيفة إلي أن جمال مبارك ينفي أي اهتمام من جانبه بمنصب الرئاسة، مستدركة بأنه يراكم نفوذه في الحزب الوطني وكمستشار اقتصادي لأبيه.

و قالت واشنطن بوست: إن معظم المصريين يسمون جمال «جيمي»، مشيرة إلي أنه تعلم في مصر ويبلغ من العمر ٤٣ عاما وترك وظيفته كمصرفي في مجال الاستثمار في لندن عام ٢٠٠٠، كي يعود إلي وطنه متبوءا منصب رئيس لجنة السياسات بالحزب الحاكم، مضيفة أنه تزوج للمرة الأولي هذا العام.

وأضافت أن معارف الأسرة يقولون إن خجله يجعله يبدو متحفظا وأنه عم مخلص يصور أبناء أخيه في الحفلات المدرسية بأفلام الفيديو، في حين يصفه الأعضاء الصغار بالحزب الحاكم بأنه محب للدعابة و يشعر بالاسترخاء في جلساته الخاصة.

وقالت الصحيفة: إن جمال مبارك يحسب له أنه وظف ميوله المتقلقلة من خلال المساعدة في إنشاء فريق من المسؤولين الأذكياء والأقوياء حول أبيه، ومن بينهم أحمد نظيف، رئيس الوزراء، وذلك لتحقيق إصلاحات في السياسات الاقتصادية ذات التوجه الاشتراكي الموروثة من الرئيس جمال عبد الناصر.

وأوضحت أن التغيرات الحذرة والمواتية للأعمال المالية والتجارية مثل خفض قيمة الجنيه الم

صري، الذي كانت قيمته مبالغا فيها، ساعدت البلاد علي تحقيق معدل نمو يبلغ ٧ % هذا العام وجذب ١١ مليار دولار في الاستثمار الأجنبي المباشر.

ولفتت الصحيفة إلي أن جمال مبارك و«هندسته» الاقتصادية يبدوان بعيدين عن كثير من المصريين، مؤكدة أن ٤٠% من المصريين يعيشون تحت وطأة الفقر، و٨٠% تصفهم الحكومة المصرية بأنهم محدودو الدخل.

و أضافت: «التضخم الذي حدث جزئيا بسبب تغيرات السياسة، نال من القوة الشرائية خاصة بالنسبة لمن يتقاضون دخلا متدنيا، مستشهدة في هذا الصدد بالمدرسين الذي يحصلون، بصفة عامة، علي راتب يقل عن مائة دولار في الشهر».

واستدركت الصحيفة بأن آراء جمال مبارك المؤيدة للسوق أكسبته دعم مجتمع رجال الأعمال، علي حد قول المتخصص في العلاقات المدنية العسكرية في الشرق الأوسط، ستيفين أيه كوك، زميل مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك.

وقالت الصحيفة: «صلاح دياب، رجل الأعمال الكبير، أشاد بجمال مبارك بحرارة و ذلك بسبب مساعدته في جلب فكر جديد للسياسات الاقتصادية في الدولة».

ونقلت واشنطن بوست عن دياب قوله: «لا أمانع علي الإطلاق «وذلك ردا علي سؤاله حول إمكانية تبوء جمال مبارك منصب الرئاسة.

وتابعت الصحيفة: «ولكن دياب، كغيره هنا يشعرون بالضجر من القادة الذين يتركون منصبهم فقط عندما يخرجهم الموت منها، ناقلة عنه، أي دياب، رغبته في تحديد مدة رئاسة مصر بفترة أو فترتين».

وقال دياب: «إذا كان يظن أنه سيأتي الفرعون الرابع علي التوالي، بعد ناصر والسادات وحسني مبارك، فأعتقد أن هذا لن يكون مقبولا لأحد».

وقالت الصحيفة إن جمال مبارك منذ سيطرته علي لجنة السياسات بالحزب الوطني ساعد علي دفع المبادرات التي توسع من صلاحيات الحزب و تعوق الخصوم بالمعارضة موضحة أن التعديلات الدستورية كانت من بين التغيرات التي جري تبنيها هذا الربيع وأدت إلي حظر إنشاء أحزاب سياسية دينية.

وأكدت أن هذا التوجه ساعد علي إغلاق الأبواب في وجه جماعة الإخوان المسلمين، أكبر حركة معارضة في البلاد، وذلك في انتخابات يونيو التي أجريت علي مقاعد مجلس الشوري وذلك بعد استعراضهم القوي في ٢٠٠٥ بمجلس الشعب.

وقالت: «الأبناء الذين تولوا السلطة في منطقة الشرق الأوسط في فترة التسعينيات أو في مطلع هذا العقد، فعلوا ذلك، في الوقت الذي يعدون فيه بمزيد من الحريات أكثر ما كان آباؤهم يسمحون».

ونبهت إلي أن جمال مبارك بدا كثيرا في مؤتمر الشباب الذي عقد الشهر الماضي في شرم الشيخ كأبيه حيث شدد علي الاستقرار بدلا من الإصلاحات الاقتصادية.




 

اجمالي القراءات 3698