أربعة أسئلة

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ٠٤ - سبتمبر - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
السؤال الأول : نحن فى مصر نقول ( لك يوم يا ظالم ) . بسبب استمرار الظلم فى مصر ، حتى ان الشيخ كشك كان يقول بأن 99% من الظلم الذى فى العالم يحدث فى مصر ، وان الواحد فى المائة يطوف فى العالم ثم يبيت فى مصر . ما هو رأيك فى هذا ؟ السؤالان الثانى والثالث : من الاستاذ عبد الله ذو الغنى : السلام عليكم ، شلونك استاذنا ، ممكن اسأل حضرتك عن معنى الآية 22 من سورة الاحزاب ، و خاصة فيما يتعلق بعبارة : ( و لا نسائهن ) و عبارة ما ملكت أيمانهن ، و لك جزيل الشكر ، و بارك الله في صحتك و نفعنا بعلمك . و سؤال ثاني : أين ورد تحريم زواج البنت من خال ابيها ؟؟ و لكم الشكر . السؤال الرابع من الاستاذ كريم الاندلسى : : يقول السائل ما دام أن الدين قائم على حرية الإختيار ... فلماذا لم أًخَيَّر بين الإيجاد والعدم فأنا موجود غصبا عني أليس كذلك ؟
آحمد صبحي منصور

إجابة السؤال الأول :

1 ـ إسلاميا : عشرات الآيات عن الظلم والظالمين ، منها قوله جل وعلا :  

( وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعالَمِينَ (108) آل عمران )

(  وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبَادِ (31) غافر )

( وَعَنَتْ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً (111) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنْ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخَافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً (112) طه )

( إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40) وَلَمَنْ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ (41) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (42) وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ (43) وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوْا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ (44) وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنْ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ (45) وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ أَوْلِيَاءَ يَنصُرُونَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ سَبِيلٍ (46)  الشورى ).

( مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً (123)  النساء ).

2 ـ الشيخ كشك رحمه الله جل وعلا تعرض للظلم والعذاب فى سجون عبد الناصر، حيث تنقل خلال عامين ونصف من عام 1965 بين معتقلات القلعة وطرة والسجن الحربى ، ولم يشفع له أنه كفيف من إيقاع العذاب الشديد به ، وظل جسده يحمل آثار التعذيب . ثم سجنه السادات فى أحداث سبتمبر 1981 . مقالته يعبّر بها عن إحساس هائل بالظلم . إذ كيف يجرؤ العسكر على تعذيب شيخ مُعاق لا يملك سوى كلمة يقولها علنا فى المسجد ؟ ولم ينضم الى أى تنظيم ولم يكن له طموح سياسى ؟  

3 ـ مقال الشيخ كشك يرحمه الله جل وعلا يعبّر عن معاناة المصريين من ظلم عمره يتعدى السبعين قرنا فى دولة فرعونية مستبدة . ويكفى أن كلمة ( السجن ) لم ترد فى القصص القرآنى إلا عن مصر فى قصة يوسف وموسى عليهما السلام . وأن أشدّ أنواع التعذيب قام بها فرعون موسى .

4 ـ لذا فمقالة المصريين ( لك يوم يا ظالم ) لم تأت من فراغ . ومن الطريف أن الروائى الفرنسى إميل زولا له قصة بعنوان ( تيريز راكون ) ظهرت فى فيلم مصرى إشتهر لأن عنوانه : ( لك يوم يا ظالم ) . وللمطرب عبد الغنى السيد أغنية شهيرة يقول فيها ( لك يوم يا ظالم ) . ومع هذا فلم يتوقف الظلم فى مصر .

 

إجابة السؤال الثانى :

هى الآية 55 من سورة الأحزاب . والسياق الذى جاءت فيه هو قوله جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِ مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِ مِنْ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً (53) إِنْ تُبْدُوا شَيْئاً أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً (54) لا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلا أَبْنَائِهِنَّ وَلا إِخْوَانِهِنَّ وَلا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلا أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلا نِسَائِهِنَّ وَلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً (55)  الأحزاب ). المقصود ب ( نسائهن ) النساء الصاحبات والصديقات .

إجابة السؤال الثالث :

عن تحريم زواج البنت من خال أبيها : قال جل وعلا فى المحرمات فى النكاح ( أى مجرد عقد الزواج ) : ( وَلا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنْ النِّسَاءِ إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتاً وَسَاءَ سَبِيلاً (22) حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمْ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنْ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمْ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمْ اللاَّتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمْ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً (23) وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ النِّسَاءِ إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ) ( 24 ) النساء ). التى يحرم عقد النكاح عليها هى من سبق وتزوجها الابن الذى هو من صُلب أبيه ثم طلقها وتم سراحها  . يحرم على الأب أن يعقد عليها النكاح بعد طلاقها وسراحها . ليس هذا لمن يكون خالا للأب .

إجابة السؤال الرابع :

1 ـ الله جل وعلا خلقنا ليختبرنا . حياتنا الدنيا هى إختبار ، ثم يأتى اليوم الآخر بالحساب والجزاء المترتب على هذا الإختبار . ليكون هذا الاختبار عادلا فلا بد من حرية الانسان فى الطاعة أو المعصية ، فى الايمان أو الكفر . لا مؤاخذة على النسيان والإكراه والخطأ غير المقصود . المؤاخذة على التعمد الاختيارى . هذا هو ما يخصُّ الدين .

2 ـ أمّا يخصُّ خلقنا ، فالله جل وعلا لم يستشرنا قبل أن يخلقنا . كيف يحدث هذا قبل خلقنا ؟ كيف يحدث هذا ونحن لم نكن شيئا مذكورا ؟ كيف يحدث هذا ونحن ( عدم ) . ثم إنّه جل وعلا لا يُسأل عما يفعل .

اجمالي القراءات 885