اعتقال زعيم "طالبان نيجيريا"

في الخميس ٣٠ - يوليو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

الاشتباكات بين الجماعة والشرطة خلفت منذ الأحد نحو 600 قتيل

اعتقال زعيم "طالبان نيجيريا"

وكالات - إسلام أون لاين.نت




اشتباكات عنيفة بين الشرطة وجماعة بوكو حرام مستمرة منذ 5 أيام
أعلنت السلطات النيجيرية اليوم الخميس اعتقال محمد يوسف زعيم جماعة "بوكو حرام" المسلحة والتي تصفها السلطات بأنها "طالبان نيجيريا" عقب اشتباكات ضارية في شمال البلاد، خلفت منذ الأحد الماضي نحو 600 قتيل بينهم نائب زعيم الجماعة.

وقال كريستوفر ديجا مفوض الشرطة بولاية بورنو: "لقد ألقي القبض مساء اليوم على محمد يوسف زعيم جماعة بوكو حرام.. وإنه الآن في ثكنات جيوا"، بحسب وكالة رويترز للأنباء.

وفي وقت سابق اليوم قال ضابط رفيع بالجيش النيجيري: إن "محمد يوسف فر من مدينة مايدوجوري عاصمة ولاية بورنو شمالي نيجيريا بصحبة نحو 300 من أتباعه، بعد إرسال الحكومة ألف جندي إضافي إلى المنطقة خلال الليل وسيطرتهم على الأوضاع شمالي البلاد".

طالع أيضا:
"الملا" يوسف يقود اقتتالا "بلا نهاية" في نيجيريا
مسلمو نيجيريا يدينون هجمات "بوكو حرام"

وأكد ضابط شرطة آخر رفض الكشف عن هويته أنه "على الرغم من عدم التأكد من مقتل يوسف، لكن نائبه الشيخ أبو بكر قتل مع 200 من أتباعه"، وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية التي أضافت: "وقد توقف القتال الآن في ولاية بورنو بعد اشتباكات عنيفة بدأت في ساعة متأخرة من ليل أمس وانتهت صباح اليوم".

وقال علي مودو شريف حاكم الولاية في تصريحات إذاعية: "نجحت عناصر الأمن في طرد المسلحين، وحث الجميع على العودة إلى حياتهم الطبيعية"، مردفا: "في الوقت نفسه ما زال البحث جاريا عن باقي المسلحين، وأي شخص يؤويهم سيتم التعامل معه وفقا للقانون".

وقال مصطفى عيسى مراسل صحيفة "ديلي تراست" النيجيرية الناطقة بالإنجليزية إنه أحصى أكثر من 90 جثة من أتباع الجماعة حول أحد المساجد بعد أن أنهى الجيش قصفه للمبنى، وأضاف: "تناثرت نحو 70 جثة داخل المسجد ونحو 20 آخرين في أحد المباني التي يشتبه أن محمد يوسف كان بداخله".

وتقول حركة "بوكو حرام" إنها تحارب ضد نشر التعليم الغربي، وتعتقد أن الحكومة النيجيرية فاسدة، وأنها ترغب في إقامة نظام حكم شبيه بنظام حكم طالبان في نيجيريا.

حملة تمشيط

وقصف الجيش الثلاثاء الماضي أجزاء من مجمع في مدينة ميدوغري مقر زعيم "بوكو حرام" محمد يوسف وعاصمة لإقليم بورنو، كما تقوم الشرطة بحملة تمشيط واسعة في أرجاء المدينة اعتقلت خلالها أعدادًا كبيرة ممن يشتبه في أنهم أتباع الجماعة.

وأُضرمت النيران في مركز للشرطة أمس الأربعاء، واستمر إطلاق النار في أجزاء من المدينة خلال الليل، وقال سكان محليون لـ"إسلام أون لاين.نت" إنهم ما زالوا يخشون الخروج من منازلهم.

واندلعت أعمال العنف في شمال نيجيريا أوائل الأسبوع الجاري عندما حاول مسلحون من جماعة "بوكو حرام" التي تطالب بتغيير مناهج التعليم التي تصفها بأنها "غربية كافرة"، مهاجمة مركز للشرطة في ولاية بوتشي (شمالا) بعد اعتقال عدد من أعضائها بنفس الولاية.

واتسعت المواجهات خلال الأيام السابقة بين المسلحين والشرطة لتشمل أربع ولايات هي: بوتشي، وبورنو، وكانو، ويوبي، واتهمت السلطات المسلحين بارتكاب جرائم قتل وحرق.

وقال الرئيس النيجيري عمر يارادوا في تصريحات سابقة: إن أجهزة المخابرات كانت تتعقب هذه الجماعة منذ سنوات، وإن أعضاءها يجمعون السلاح ويتعلمون صناعة القنابل من أجل فرض معتقداتهم على النيجيريين.

وأصدر الرئيس أوامره لقوات الأمن باتخاذ كل الإجراءات اللازمة من أجل "احتواء أعضاء هذه الجماعة نهائيا".

وقالت الشرطة في مدينة ميدوغري: إن قوات الأمن قتلت 90 من أعضاء الجماعة يوم الإثنين وحده، كما قتل ثمانية من عناصر الشرطة واثنان من مسئولي السجون وجنديان أيضا.

وفي ولاية يوبي المجاورة قالت الشرطة إنها عثرت على جثث 33 من أعضاء الجماعة بعد معركة بالبنادق قرب مدينة بوتيسكم أمس الأربعاء، وقتل أكثر من 50 شخصا في قتال بوتشي الأحد.

ويشكل المسلمون الأغلبية في نيجيريا؛ إذ تشير الإحصاءات الرسمية إلى أنهم يمثلون 68% من سكان البلاد البالغ عددهم حوالي 140 مليونا، فيما تبلغ نسبة المسيحيين 22%، أما الـ10% المتبقية فيدينون بديانات وثنية إفريقية، وتطبق الشريعة الإسلامية في 12 ولاية بشمال البلاد.

وتعيش أكثر من 200 جماعة عرقية في سلام بشكل عام جنبا إلى جنب في الدولة الواقعة غرب إفريقيا، برغم أن الحرب الأهلية بين عامي 1967 و1970 خلفت مليون قتيل، وتشهد البلاد نوبات من الاضطراب الديني منذ ذلك الحين.

اجمالي القراءات 3636