آحمد صبحي منصور
في
الجمعة ٢٦ - يوليو - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
الاجابة
أولا : لمحة سريعة :
1 ـ بعد الحرب العالمية الثانية ورثت أمريكا دور إنجلترة ، وتابعت سياستها . الأولوية هى التجهيز لدولة اسرائيل وحمايتها ، وذلك بإحاطتها بدول تحميها ( الاردن والسعودية ). اتفق روزفلت مع الملك السعودى على حماية عرشه مقابل ألا يكون خطرا على اسرائيل. . لأمريكا خبرة فى التحكم فى أمريكا اللاتينية وتخريبها بالانقلابات العسكرية ، ونفذت هذا فى مصر. وطبقا لما جاء فى كتاب مايلز كوبلاند مندوب السيى آى إيه فقد تم تجنيد الضابط عبد الناصر عن طريق محمد حسنين هيكل عميل السى آى إيه . والاتفاق أن يقوم عبد الناصر بانقلاب على الملك فاروق ، وأن يحكم مصر ، وتظل أمريكا مبتعدة عنه ، وتكتفى بتوجيهات تصله عن طريق هيكل . وبهذا بدأ حكم العسكر فى مصر ليدمر أكبر قوة يمكن أن تقضى على إسرائيل . هذا يفسّر كيف إنهزم عبد الناصر مرتين بأوامر من أمريكا عام 1956 وعام 1967 ، وبنفس الطريقة . وقام عبد الناصر بنشر الانقلابات العسكرية والقلاقل فى سوريا والعراق ولبنان واليمن وليبيا . وعندما أدّى دوره واصبح عبئا تم التخلص منه ليحل محله عميل آمريكى آخر هو السادات . طبقا لآوامر كيسينجر وردا على تعنت إسرائيل قام السادات بحرب تحريك ( حرب اكتوبر ) ، وعبر الجيش المصرى خط بارليف ، وكان ممكنا أن يواصل إنتصاراته ، ولكن جاءت الأوامر للسادات بالتوقف ، وفتح ثغرة تسلل منها شارون ، فأصبح تعادل بين اسرائيل ومصر ، لاسرائيل جيش قريب من السويس ويحاصر جيشها الثالث ، ولمصر جيش فى أرضها فى سيناء . انتهى الأمر باتفاقية كامب ديفيد التى أعادت سيناء لمصر منقوصة السيادة . اصبح السادات عبئا على أمريكا فتم التخلص ، بعد أن قامت أمريكا بتجهيز مبارك لخلافته. توسّع مبارك فى تهريب الأموال بالبلايين ، ووصفوه بأنه الكنز الاستراتيجى لاسرائيل . وتنازل عن حقوق مصر فى الغاز لاسرائيل ، وصار يستورد الغاز المصرى منها بأضعاف سعره فى السوق العالمى . عمّر مبارك فى السلطة محتارا بين توريث إبنه أو تمديد حكمه ، فى نفس الوقت الذى إستشرى فيه فساد مبارك وولديه وزوجته ، وكان هذا فى صالح الاخوان المسلمين وهم المعارضة المنظّمة . جاء القرار بالتخلص من مبارك ومحاكمته ترضية للشعب وتمكين الإخوان من الحكم مؤقتا لاظهار عجزهم وعدم صلاحيتهم . وهذا ما حدث ، وعاد العسكر للحكم من خلال المجلس العسكرى ، وانتهى الأمر بوصول السيسى أحطّ فرعون حكم مصر .
2 ـ فى الحكم الملكى كان فى مصر دستور وتداول للسلطة بين الاحزاب وليبرالية وحرية تعبير . بوصول عبد الناصر قضى على المثقفين والنشطاء السياسيين بالسجن والقتل والتعذيب ، وأسس بدلا منهم جيلا من المنافقين ، وتحكم فى الاعلام والتعليم والأزهر وفى الثروة والسلطة والجيش والأمن والمخابرات فأصبح حكمه فرديا لا معقب لرأيه . هو نفس النظام من وقتها وحتى الآن . جزء من المصريين (أقل من واحد فى الألف ) يخدم الفرعون فى الجيش والأمن والقضاء والنيابة والحكومة . وبهم يتم سجن الأبرياء وتعذيبهم وإخفاؤهم قسريا ، وهدم بيوتهم وتشريدهم ، وسرقة آثارهم ونهب أموالهم والاقتراض باسمهم . الأغلبية الساحقة من المصريين أفقرهم الفرعون فأصبح همهم الطعام وغلاء الأسعار والحدّ الأدنى من الكفاف . وإرهاب الفرعون يحاصرهم ، وهم يتحاشونه بالمشى جنب الحيط ، أى يموتون ببطء خوفا من موت سريع فى السجون التى تضاعف عددها فى عصر السيسى بما يناسب توسعه فى بناء القصور له ولزمرته .
3 ـ إسرائيل هى التى تتزعم المنطقة ، ولا يصل لحكم مصر إلا من ترضى عنه . ولا يملك الفرعون المصرى إلا خدمتها ، بينما هو يعصف بالمصريين الغلابة . ونرى موقف عسكر مصر المخزى من ذبح وتجويع الفلسطينيين. عار ما بعده عار .!!
4 ـ الحل بسيط جدا ؛ ثورة شعبية دموية من ال 99 % تلتهم ال 1% .
قال أحمد شوقى :
وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يُدقُّ
ويقول المثل الشعبى المصرى : الربّ واحد والعُمر واحد . ستموت فى موعدك ، سواء رضيت بالذُّلّ أو قاومت الذُّلّ.