آحمد صبحي منصور
في
الأحد ١٤ - يوليو - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
إجابة السؤال الأول :
شكرا على سؤالك ومتابعتك لما يجرى فى مصر. واقول :
1 ـ شيخ الأزهر هذا هو الوجه الآخر للسيسى كما كان محمد سيد طنطاوى الوجه الآخر لمبارك .
2 ـ سبق أن علقنا عن خبر ( شيخ الأزهر يعلن استعداده لترك مشيخة الأزهر بسبب أمنية وحيدة : كشف شيخ الأزهر أحمد الطيب رئيس مجلس حكماء المسلمين عن أمنية حياته للمرة الأولى، قائلا إنه مستعد لترك كرسي المشيخة والجلوس على حصير لتعليم التلاميذ والأطفال القرآن الكريم ). وقلنا إن شيخ الأزهر شعر بأن سفينة السيسى تترنح فيريد الهرب شأن فئران السفينة التى توشك على الغرق . جاء خبر بالأمس يفيد أنه ( بحث الرئيس الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان، اليوم الجمعة، مع الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، تعزيز التعاون بين الجهات المعنية لترسيخ القيم الإنسانية المشتركة ). هذا الخبر فيه الاجابة على تساؤلك . الإمارات أكثر من يشترى الأصول المصرية ، ولديها خطط بشراء المزيد منها بثمن بخس . الضمان لها هو إستمرار السيسى فى الحكم ومن بعده ممن يسير على نهجه سواء كان ابنه أن أحد قيادات العسكر . لا تريد الامارات والسعودية واسرائيل سقوط حكم السيسى ومجىء حكم وطنى فى مصر لا يعترف بصفقات السيسى ، ويصادر ما تم بيعه من قبل بدءا من حقوق مصر فى حقول الغاز فى البحر المتوسط والتى تنازل عنها مبارك لاسرائيل مجانا ، واصبح يشترى منها الغاز ( المصرى ) بأضعاف أضعاف ثمنه ووصولا الى ما يبيعه السيسى من اراضى مصر واصولها . أى حكم وطنى مصرى قادم لا بد أن يستعيد الممتلكات المصرية والمكانة المصرية فى الخارج والعزة المصرية والكرامة المصرية فى الداخل . وهناك قوانين دولية للتخلص من الديون التى إستدانها السيسى . هى أموال قذرة ، يمكن بالقانون الدولى عدم سدادها ، وهناك سوابق بهذا . السيسى يستدين ليبنى قصورا ومدنا وعاصمة إدراية ، ويشترى طائرات له إضافية واسلحة لا يحتاجها ، كل هذا ليضمن بقاءه فى السلطة . هو يستقوى بالخارج ضد مصر والمصريين . وحرصا من الامارات على إستمرار السيسى فى الحكم فقد إنزعجت من خبر أن شيخ الأزهر يفكر فى الهرب من سفينة السيسى المترنحة خصوصا مع دعوات التظاهر ضده ، لذا سارعت باستدعاء شيخ الأزهر ليبقى مع سيده السيسى .
3 ـ لا يستغنى الفرعون المصرى عن الكاهن . لذا لن تتقدم مصر ولن تنهض إلا بإجتثاث حكم الفراعنة والأزهر . يحتاج المصريون عقودا من النضال ، لا مفرّ فيها من الدم ، فالعسكر الخونة الذين إستمرأوا قتل المصريين وتعذيبهم يستحيل أن يتركوا الحكم طواعية . الحكم بالنسبة لهم قضية وجود . والمصريون المستضعفون إمّا أن يرتضوا الموت البطىء أو المواجهة المسلحة .
4 ـ كتبت فى أواخر عصر مبارك مقالا بعنوان ( لا مفرّ من الدم ). وقد كان . ولكن العسكر ضحوا بمبارك ليستمروا فى الحكم . الآن وقد وصلوا بمصر من الحضيض الى أسفل سافلين فلا بد من مواجهة دامية مسلحة وليست سلمية ، ولو خسر الشعب مئات الألوف . هذه التضحيات وهذه المواجهة ستفرز قادة تصعد بهم مصر الى المكانة التى تستحقها.الحرية ثمنها غال .
5 ـ نقول هذا ولا يزايد علينا أحد . فقد ناضلنا ودخلنا السجن مرتين ودخل أهلنا السجن موجات . لا يقولنّ أحد لنا إنكم آمنون وتدعون للمواجهة .نحن لا زلنا فى المواجهة وأهلونا فى مصر يتخذهم السيسى رهائن . وهذا لا يثنينا عن مواصلة النضال .
إجابة السؤال الثانى :
الله جل وعلا هو الغنى عن العالمين . والمؤمنون المجاهدون فى سبيل ربهم جل وعلا يعلمون أن جهادهم هو لمصلحتهم . قال جل وعلا : ( وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (6 ) العنكبوت ). القضية كالآتى :
1 ـ خلقنا الله جل وعلا أحرارا فى أن نؤمن ونطيع أو نكفر ونعصى . هى مشيئة بشرية . قال جل وعلا : ( وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ ) 29 ) الكهف ).
2 ـ هناك من يشاء الكفر والعصيان ، ويظلم رب العزة جل وعلا بتقديس البشر والحجر وبالصّدّ عن دين الله ( الاسلام ) وتشويهه ، وبإختراع وحى كاذب شيطانى يجعله فوق القرآن الكريم . وبهم أصبح الاسلام متهما بالارهاب والتخلف . هذا هو الكفر وهو الشرك ، وهو ظلم عظيم لرب العالمين . قال جل وعلا : ( إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13 ) لقمان ). وأظلم الناس هو من يفترى على الله جل وعلا كذبا ويكذّب بآياته . قال جل وعلا : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ( 21) الأنعام ). وتكرّر هذا المعنى كثيرا فى القرآن الكريم .
3 ـ بالتالى فهى قضية فيها ظالم ومظلوم . المؤمن يختار أن ( ينصر الله جل وعلا ) ، والله جل وعلا وعد بأن ( ينصر من ينصره ) . قال جل وعلا :
3 / 1 : ( وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ) 40 ) الحج )
3 / 2 : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ) 7 ) محمد ).
4 ـ المؤمنون ـ إذ يجاهدون فى سبيل الله جل وعلا ـ يؤمنون إنه جل وعلا ليس محتاجا لجهادهم ، بل هم المحتاجون لهذا الجهاد ، ويأملون فى الجنة فهى ( تجارة مع الله جل وعلا ) . قال جل وعلا :
4 / 1 : ( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) (111 ) التوبة )
4 / 2 : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ( 10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ( 11 ) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ( 12 ) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ( 13) الصّفّ )