آحمد صبحي منصور
في
السبت ٠٦ - يوليو - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
إجابة السؤال الأول :
أولا :
1 ـ سبق أن كتبنا عن منهج التدبر القرآنى في كتاب منشور هنا ، وعن منهجية البحث التراثى والتاريخى . والخلاصة إننا فى دعوتنا التنوية الاصلاحية نحتكم الى القرآن الكريم فى كل ما يدخل فى الدين ، وبه نبنى معالم الاسلام الذى تعرّض للتشويه ، وبه نهدم خرافات التراث فى السيرة وفى السُّنّة . لنا عشرات الحلقات فى برنامجنا ( ندوة الجمعة ) عن مفتريات ابن إسحاق فى السيرة ، ولنا كتاب منشور عن هجص مالك بن أنس فى الموطأ . ابن اسحاق ومالك كانا خصمين لدودين . كلاهما كتبا رواياتها من دماغهما ، وكلاهما إختلق إسنادا كاذبا ، وكلاهما زعم أنه سمع من إبن شهاب الزهرى ، وكلاهما لم ير ولم يلق ابن شهاب الزهرى ، وقد حققنا هذا . كلاهما كذّاب أشرّ ، لم تكن تأخذهما فى الكذب لومة لائم . ولكن المصيبة أن من جاء بعدهما نسج على منوالهما وزاد وأفاض . الشافعى نسج على منوال مالك ، ومن جاء بعده سار على نفس الطريق . سيرة ابن اسحاق نقلها وزاد فيها ابن هشام الكلبى ، ثم نقل عن ابن اسحاق مؤرخو العصر العباسى من ابن سعد فى الطبقات الكبرى ، وصارت الحوليات التاريخية تنقل سيرة ابن اسحاق فى بداياتها ، فعل ذلك الطبرى فى تاريخه ، ومن جاء بعده من ابن الأثير وابن الجوزى فى العصر العباسى الثانى وحتى ابن إياس فى أوائل العصر العثمانى . وفى كل قرن تتضخم الروايات سواء فى السيرة أو فى ( السُّنّة ).
2 ـ هذا عن السيرة والسُنّة . أما عن الشعر الجاهلى ومعلقاته فالبطل فى روايتها هو ( حماد الراوية ) الذى كان مقربا من الخلفاء الأمويين خصوصا الوليد بن عبد الملك وأدرك الخلافة العباسية وفد على أبى جعفر المنصور ، ومات عام 156 هجرية ، وكانت مؤهلاته لدى الخلفاء هو حفظه لأشعار العرب فى الجاهلية ، وهو راوى المعلقات السبع ، وهو مشهور بالكذب . ومن هنا جاء الشّك فى الشعر الجاهلى . وهناك بطل آخر مشهور بالكذب ، وهو ( الهيثم بن عدى )، ولنا فيه بحث منشور . توفى سنة 207 هجرية ، وهو رأس الشعوبية فى عصره، والشعوبية هى كراهية العرب والتعصب للقومية الفارسية. وقد أكثر الهيثم بن عدى من صناعة الشعر والروايات التى تطعن فى العرب وقريش بالذات . ونقلها عنه اللاحقون .
أخيرا :
نحن نقول وفق منهجنا البحثى :
1 ـ لو صحّت الرواية التاريخية فهى حقيقة نسبية ، وليست حقيقة مطلقة . الحقيقة المطلقة فى كتابين : القرآن الكريم ، وكتاب أعمالنا الذى سيكون شاهدا لنا أو علينا يوم الحساب .
2 ـ ما نقوله بمنهجنا البحثى فى تدبرنا القرآنى أو فى بحثنا التاريخى ليس حقيقة مطلقة ، بل هو إجتهاد بشرى يخطىء ويصيب ويحتاج الى تمحيص ، ويكفينا شرفا أننا البادئون فى تحطيم الأصنام الفكرية ، ولنا فيها خبرة تقترب من نصف القرن ، ولنا آلاف من المقالات والكتب والفتاوى والحلقات على اليوتوب فى قناتنا ( أهل القرآن ).
3 ـ أنصحك ابنى العزيز أن تبدأ بالقرآن الكريم ، وان تنتهى به ، وأن تحتكم اليه . أقول هذا أملا فى أن تكون باحثا ذا شأن فى المستقبل .
4 ـ هدانا الله جل وعلا الى صراطه المستقيم .
إجابة السؤال الثانى :
1 ـ الأحاديث تعكس ثقافة عصرها ، ومنها ما يعبر عن بعض المتوارث من العلوم ، وصيغت أحاديث منسوبة للنبى زورا وبهتانا . نحن نؤمن بحديث الله جل وعلا فى القرآن وحده ، وأن هذه الأحاديث المصنوعة بعده بقرنين وأكثر ليست جزءا من الاسلام الذى إكتمل بانتهاء القرآن الكريم نزولا .
2 ـ ولا ننسى :
2 / 1 ـ أن النبى محمدا لم يكن يعلم الغيب ولم يكن له أن يتنبأ بشىء .
2 / 2 ـ أنه عليه السلام لم يكن يُفتى . كان إذا سئل لم يبادر بالاجابة ، بل ينتظر الاجابة من رب العزة جل وعلا ، فتأتى : ( يسألونك عن .. قُل ).
3 ـ تحياتى.لشخصك الكريم .
إجابة السؤال الثالث :
اولا : عن هذه الآية الكريمة نتوقف مع معنى ( أم الكتاب ) . يعنى :
1 ـ الأصل الذى أتت منه الكتب الإلهية ، وخاتمها القرآن الكريم . قال جل وعلا : ( وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (4) الزخرف ).
2 ـ الآيات المحكمة فى القرآن الكريم والتى تشرحها الآيات المتشابهة . قال جل وعلا : ( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِوَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ (7) رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (8) آل عمران ).
3 ـ كتاب الحتميات من الموت والمصائب والميلاد والرزق ، والذى يتعرض للمحو والإثبات بارادة الرحمن جل وعلا . قال جل وعلا : ( لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ (38) يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (39) الرعد ).