ثلاثة أسئلة

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ٠٣ - يوليو - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
السؤال الأول : من السيدة ( أم محمد ) : مامعنى ( وبال ) التى تكررت فى القرآن الكريم ؟ السؤال الثانى : من الاستاذة كريمة ادريس : دكتور احمد ....الراجل باع العش قراريط لجاره ....جه جاره يدق ماسورة مايه ...طلع له تابوت أثري ...قالي دا حلالي ...الارض ارضي دلوقت بكل ما فيها ملكي ..واخد التابوت وصار اغني الناس ...وعمل خيير كتيير .... هو هنا اخد فلوس القدماء ال هي ملك الناس كلها طبعا الكلام ده كده وكده ...هي كانت الدوله حتاخدها ...وتتهمه انه عثر علي اكتر من كدا وممكن ياخدوا منه الارض كلها ...ولا يطول ابيض ولا اخضر ...راي حضرتك هنا ايه ؟؟ السؤال الثالث : فى أحد القنوات سمعت عن ( دار الفطرة ) ( بالفاء المضمومة ) أى ( الحلوى ) ، وانها إختراع من الدولة الفاطمية . هل ممكن أن تعطينا فكرة عنها لأنى لم أفهم الكثير من قالوه فى هذا البرنامج .؟ وشكرا لك .
آحمد صبحي منصور

إجابة السؤال الأول :

1 ـ حين كنت فى العاشرة من عمرى ـ تقريبا ـ سألت أبى رحمه الله جل وعلا ( الشيخ منصور محمد على ) نفس السؤال ، وهو الذى قام على تحفيظى القرآن الكريم وأدخلنى الأزهر . كان السؤال هو هل ( وبال ) من البول ؟ فقال رحمه الله جل وعلا : ( وبال ) تعنى العاقبة السيئة على الفعل السىء .

2 ـ جاء مصطلح ( وبال ) أربع مرات فى القرآن الكريم ، بمعنى العقوبة المترتبة على عصيان كبير . قال جل وعلا :

2 / 1 : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاء مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَو عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ )  (95)المائدة )

2 / 2 : ( كَمَثَلِ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَرِيبًا ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(15) الحشر )

2 / 3 : ( أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(5) التغابن )

2 / 4 : ( كَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُّكْرًا(8) فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا(9)الطلاق )

إجابة السؤال الثانى :

يتوقف الأمر على الدولة التى يعيش فيها هذا الشخص :

1 ـ فى الدولة الديمقراطية قوانين صدرت وتصدر من خلال برلمان منتخب إنتخابا حُرّا . فى توزيع للسلطات بين سلطة تنفيذية وتشريعية وقضائية . وموارد الدولة تشرف عليها السلطة النيابية المنتخبة من الشعب . وهناك قوانين تنظم البحث عن موارد الدولة ، وتعطى من يعثر على شىء منها حقه ، ويسدد عنه الضرائب . وكل ذلك فى إطار الشفافية والمحاسبة ، ولا أحد فوق القانون . إذا كان يعيش فى هذه الدولة فعليه تبليغ الأمر الى الجهات المختصة ، ويأخذ حقه .

2 ـ إذا كان يعيش فى دولة مستبدة فرعونية فالفرعون هو الذى يملك الأرض ومن عليها من بشر وما عليها وما فيها من موارد وثروات . وهو يسلب وينهب ويقتل ويعذّب ما شاء ومن شاء . إن عثر شخص على كنز فهو صاحب القرار . إن شاء قام بتسليمه الى أجهزة الفرعون ، وإن شاء أخفى الأمر وعليه أن يتحمل العواقب . وليس عليه عقوبة شرعية إذا أخفى الأمر . عليه فقط أن يتصدق بجزء من هذه الثروة ، مابين 10 % الى 20 %

إجابة السؤال الثالث :

 1 ـ   إستولى الفاطميون على مصر وهى تابعة للدين السُنّى الذى تقوم عليه الخلافة العباسية . قبل فتح جوهر الصقلى مصر بعد موت كافور الاخشيدى كان الجهاز الإدارى تسيطر عليه الدولة العميقة السنية ، وكان هناك إنفصام بينهم وبين المصريين ( الأقباط ). عمل الفاطميون على محاربة الدين السنى العباسى بتأسيس عاصمة جديدة ( القاهرة ) ومؤسّسة تعليمية شيعية ظاهرة هى ( الأزهر ) وجهاز سرّى لنشرها يرسل الدُعاة الى الآفاق . وعملوا على إجتذاب المصريين الى دينهم الشيعى بالحفلات والمواكب والتعيين فى الوظائف لمن ( يُسلم ) أى يتشيع . وإحتفوا واحتفلوا شعبيا ورسميا بالأعياد القبطية والفرعونية والمسيحية والشيعية ، وغمروا الناس بالعطاء . دخل المصريون فى التشيع ، ومارسوا طقوسه الدينية وأصبحت حتى الآن من عادات المصريين . ومنها ما يخص رمضان والعيدين . ومنها (فُطرة العيد ) أى الاحتفال فى العيد بحلوى .

2 ـ نفهم هنا بناء ( دار الفطرة ).

قيل عنها أنه بناها الخليفة العزيز بالله الفاطمي خارج القصر الكبير في القاهرة الفاطمية .. وكانت مخزناً للمواد الغذائية الخاصة بفطرة رمضان والعيد  من السكر والعسل والزعفران والطيب والدقيق والفستق وأنواع الفواكه النادرة. ويبدأ تجميعها منذ النصف الثاني من شهر رجب ، ويقوم الكتبة بإعداد قوائم بمن تفرق عليهم الفطرة ، ويقوم مائة صانع بتجهيز الحلوى من تلك المواد الغذائية ويستعد مائة فراش لتفرقة الفطرة على مستحقيها . وفي النصف الثاني من شهر رمضان ، يحضر الخليفة  والوزير إلى دار الفطرة  فيجلس على سريره بها ويجلس الوزير على كرسي بين يديه ومعهما قوم من كبار الحاشية ، ويشاهدون حواصل الفطرة المعبأة مثل الجبال من كل صنف ، فيأمر الخليفة بتفريقها بين يديه  من ربع قنطار إلى عشرة أرطال إلى رطل واحد  وهو أقل نصاب ، وبعد أن يطمئن الخليفة إلى حصول كل مستحق على نصيبه حسب ظروفه وحاجته ينصرف بعد أن  يعطي المستخدمين في دار الفطرة دينارا هدية . وبعد خروجه يشرف الوزير والحاشية على خروج الفطرة من دارها إلى بيوت المستحقين داخل وخارج القاهرة .

3 ـ  و .. دُمتم بخير . 

اجمالي القراءات 1065