مقالى ليس كرها فى مصر بلدى الحبيب وانتقاد لمجرد الانتقاد ولكن هو فقط حب وعشق لها فأنا اتمناها احسن بقاع العالم .
منذ اول يوم فى كندا لمست واحسست الفرق بينها وبين بلدى مصر وبين هيئة وشكل الكنديين وشكل المصررين وبين شوارعها وشوارع مصر ، وزاد شعورى بأن حقوقى فى مصر كانت مهدرة مثل حقي فى طعام وشراب آمنين ، حقي فى منهج تعليمى يحترمنى ويرتقي بعقلى وقدراتى ، حقي فى ان اشارك برأيي فى قرارات &ae;ات ليست حكراً على رجال الدولة فيما يخصنى كمصرية حقى فى ان اشعر بالآمان فى الشارع ، حقي فى ان اشعر ان رجال الشرطة فى خدمتى لست انا التى فى خدمتهم، وحقي فى اعلام مراقب يحترمنى ويقدم لى فقط ما هو مفيد وما ينمى عقلى ويزيد معلوماتى العامة ووعيي ويشجعنى على ما هو افضل و حقي فى علاج يليق بي كمصرية فأنا مقتنعة تماما ان كلمة مصري تعطى الشرف لصاحبها.
ليس بالضرورة انا اكون انا صاحبة كل هذه التجارب ولكن يكفي ان ارى من هو مصرى مثلي تهدر حقوقه وكرامته ولا يحترم كإنسان له حقوق وعليه واجبات.
فى مصر عشت الغربه فى بلدى والخوف فى مسكنى ليس لاننى مذنبة بل لأن اهلى لهم افكار غير مرغوب فيها، مع أنهم لا يفرضونها على أحد ، ولان هناك من لهم سلطة تؤهلهم لفعل اى شيء ولخرق جميع القوانين، الا وهم رجال الشرطة والبوليس فى مصر.
رأيت اهلى فى المعتقل بدون تهم ، وحرمت من ابى 5 سنوات لانهم عبروا عن رأيهم فقط . اذا فى مصر علينا ان نصمت ولا نفصح الا عما يرضي به رجال الدولة الاعزاء.
عن التعليم فى مصر او عن مدرستى تحديدا كنت عندما اعود منها اشعر وكأننى كنت فى سجن مفتوح وعقوبته اليومية عبارة عن 9 حصص متواصلين او للامانة بينهم 10 دقائق للاستراحة ،وهنا لا الوم مدرستى التى اكن لها كل الاحترام والتقدير للابد بل الوم النظام التعليمى الفاشل الذى جعل الدراسة واتعليم هم، والثانوية العامة كابوس. ودولة نست او تناست ان التعليم هوإختصار للوطن وهو الاجيال القادمة وهو المستقبل.
والوم واضعى المناهج المتكدسة الفظيعة ( وهذا اقل وصف لها ) التى تحتاج الى 20سنة لحفظها ليس غباء منا كطلبة ولكن بسبب كمية المعلومات المهولة بها والتى ربما لا حاجة لنا بها فى العصر الحديث ، والتى تتطاير من العقول بمجرد انتهاء السنة الدراسية بسبب الاعتماد على التلقين وليس على الفهم والتفكير والعقل .
مع المقارنة بكندا فالتعليم هنا حقيقي(بالرغم من أنى مازلت فى الشهر الأول من السنة التحضيرية الأولى لإلتحاقى فيما بعد بالسنة الدراسية الطبيعية لى وهى الأولى من المرحلة الثانوية ) ومع ذلك اقول انه جعلنى اكثر نشاطا وحيوية وممارسة لاشياء جديدة ومفيدة واكتشاف مهارات لم اكن اعلمها من قبل .مثل الأنشطة الرياضية والفنية والحرص على دخول المكتبة والقراءة بإنتظام (إجبارى )داخل الفصل وداخل المكتبة ، وعمل أبحاث شبه يومية ، إلخ إلخ .
والمناهج لا تعتمد الا على الفهم فالمنهج لا يُدرس فيه إلا موضوع واحد لمدة اسبوع او اكثر، كمثال (لو إفترضنا أننا ندرس قواعد اللغة العربية فلن ندرس سوى موضوع –كان وأخواتها فقط لمدة أسبوع أو أكثر ) ليس هذا اهدارا للوقت ولكن لان هدفهم التعليم الحقيقى بما تحمل الكلمة من معنى والتدريب وعدم نسيان المعلومات و ليس التلقين والحفظ وشوف غيره ، ومن اكثر ما اعجبنى هنا انهم يعترفون بأن القراءة غذاء العقل فيتم تخصيص ربع ساعة يوميا للقراء كل المدرسة تقرأ فى نفس الوقت ،وكأنها حصة دراسية ، وكل طالب يختار ما يريده من أى كتاب يختاره ..واعجبنى الاهتمام بالحوار المتبادل بين المُعلمة والطلبة ، وثقافته والتربية على حرية الرأي والتعبير وتحمل المسئولية . وفى مصر وللأسف الشديد لا يعترفون بغذاء للعقل ولا للبطون ولا توجد ثقافة الحوار لا فى المدرسة ولا فى غيرها ، وأفضل مثال على هذا خناقات مجلس الشعب اليوميه وفضائح نوابه (المُحترمين ) الذين يريدون ضرب أصحاب الرأى بالرصاص !!!! وهذا لعدم فهمهم لثقافة الرأى والرأى الآخر، او احترام الآراء ولعدم معرفتهم بآداب الحوار .
ولكن السؤال كيف يكون هنا حوار فى المدارس ولا يوجد اصلا وقت لتدريس المنهج نفسه؟؟؟
التعليم فى مصر يحتاج لاعادة نظر للمناهج ،ولتعليم المُدرسين أيضا مرة أخرى ، ولإدخال التكنولوجيا الحديثة فهنا فى كندا نتعامل مع الكمبيوتر والإنترنت كأحد مكونات التعليم الأساسية مثلها مثل الكتب والمراجع .ويحتاج التعليم للايمان بكونه الاهم دائما وابدا لتقدم أى بلد بل لتقدم أى إنسان والحفاظ عليه .
أما عن الفرق بين المصريين والكنديين
فالكنديين عندما تنظر الا وجوههم ترى الصفاء والنشاط والحب فهم فى منتهى النشاط ليس بسبب ممارسة الرياضات ولكن بسبب الراحة النفسية وهدوء وراحة البال مما يخلق الجو المناسب للابداع والحب والاستيعاب وهدوء الاعصاب والبشاشة والاحترام والنظام والالتزام، فلماذا لا يلتزم طالما حقه محفوظ، وطالما جزاؤه من جنس عمله وعطاؤه له مقابل.
أما فى مصر الحبيبة كيف لنا ان نرى الناس سعداء وهادئي البال وملتزمين ومنظمين ومتقنين لاعمالهم، وهم مهدرى الحقوق والكرامة ،والواسطة والرشوة حقها محفوظ ،وليس هناك من يحترمهم ، ومُضيق عليهم فى أرزاقهم بفعل فاعل (ولعنة الله على ذاك الفاعل )ولا يجدون ما يسايرون به الغلاء وارتفاع الاسعار .
عندما جئت هنا وجدت اسلام بلا مسلمين كما قال الامام محمد عبده، فهنا البلد تعطيك الفرصة لتطبيق تعاليم الاسلام المتحضرة والمحترمة فأنت ملزم ان تتقن عملك وملزم ان تلتزم بمواعيدك وملزم بنظافة الشوارع وملزم الا تنشر الفساد فى الارض ، وهنا تُطبق مقولة من جد وجد ومن زرع حصد ،بالعدل والمساواة وعدم التفرقة بين الناس والتقدير الحقيقي للقدرات مما يعطيك الشعور بأنك المقصر اذا قصرت وانك المتفوق اذا تفوقت اى تتحمل مسئولية كل شيء فى حياتك ولا توجد فرصة للشعور بالذل او عدم التقدير او اهدار الكرامة والظلم
وفى النهاية ادعو الله تعالى ان يجعل مصر محروسة حقيقة ، وأن يهبها من يُعطيها حقها وقدرها ،وليس من يُذلها ويستعبد أهلها ، وان يعطى كل ذى حق حقه.