سبحانه جل وعلا .!

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ١١ - يونيو - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
سؤال من أخ عزيز من أهل القرآن : يقول بعضهم : هل من العدل أن يعاقب الله جل وعلا شخصا بالخلود فى النار لمجرد إنه إرتكب الكبائر ومنها الكفر خلال حياته الدنيوية القصيرة ؟
آحمد صبحي منصور

الاجابة :

أولا :

ربما أكون قد أجبت على هذا من قبل . ولا بأس بإعادة الاجابة :

1 ـ أنت تتكلم عن الخلود فى النار . فماذا عن الخلود فى الجنة ؟

2 ـ كل منا له حرية الاختيار بين الإيمان والطاعة أو الكفر والعصيان ، إن آمن وعمل صالحا فى دنياه إستحق الخلود فى الجنة ، أما إذا كفر وعصى إستحق الخلود فى النار .

3 ـ الفرد منا هو الذى إذا شاء دخل الجنة . هناك حتميات أربع لا مفرّ منها ولا مهرب ، وهى :( الميلاد والموت والرزق والمصائب المكتوبة سلفا ) . لن يحاسبنا الله عليها يوم القيامة . عداها فكل منا سيحاسبه ربه جل وعلا على ما يفعله بإختياره ومشيئته . بإمكان أى فرد ان يقرّر أنه سيكون من أهل الجنة ، بأن يعيش متقيا مؤمنا صالحا . إذا مات على هذا فإن الله جل وعلا سيفى بوعده ، وهو جل وعلا لا يخلف الوعد والميعاد .

4 ـ التشريعات الالهية مؤسّسة على التيسير والتخفيف ورفع الحرج ، ولا مؤاخذة فيها على المضطّر ، فقط على التعمد ، وفيها باب التوبة مفتوح لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم إهتدى .

5 ـ الله جل وعلا لا يظلم أحدا . الذى يعمل صالحا وهو مؤمن يتحول عمله وإيمانه وتقواه الى نعيم ، يتنعم به خالدا فى الجنة . الذى عاش كافرا معتديا ومات وقد أحاطت به سيئاته تتحول سيئاته الى عذاب يخلد به فى جهنم . فى الحالتين : الجزاء من العمل .

6 ـ الله جل وعلا أرسل الأنبياء والرسل بكتاب الالهى للهداية . وجعل البشر أحرارا فى مشيئة الهداية أو الضلالة . وأعطاهم فرصة زمنية ـ هى العمر الذى يعيشه كل منا ـ كى يتذكّر من يشاء ، وفيه يمكن للعاصى أن يتوب ، وإذا صدق فى توبته غفر الله له ذنوبه وأدخله الجنة خالدا فيها ، إذا ظل سادرا فى ظلمه فهو الذى حكم على نفسه بالخلود فى الجحيم .

7 ـ الأهم من كل هذا : إن الانسان ــ فى قوانينه البشرية ــ يجعل الحرية قرينة المسئولية . وينسى هذا فى تعامله مع ربه جل وعلا . ينسى إنه جل وعلا خلق السماوات والأرض ومابينهما من عوالم مادية وبرزخية لكى يختبرنا . وكل هذه السماوت السبع والأرضين السبع سيتم تدميرها ، وستتبدل بسماوات وأرض بديلة ، وسيكون لقاء الرحمن جل وعلا ليحاسبنا . تذكر أن كل هذه الأكوان مخلوقة مؤقتا لاختبارك . وتذكر إنك أنت الذى تحدد هل ستكون خالدا فى الجحيم أو خالدا فى النعيم . أنت الذى تقرّر مصيرك . أنت الذى ستتنعم بعملك الصالح إذا عشت ومُتّ متقيا ، وأنت الذى ستتعذّب بكفرك وعملك السىء إذا مُت بكفرك وقد أحاطت بك خطاياك .

أخيرا :

أحسن الحديث .

قال جل وعلا :

( وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (28) هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (29) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (30) وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنتُمْ قَوْماً مُجْرِمِينَ (31)  الجاثية ).

2 ـ ( جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (33) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34) الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ (35) وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (36) وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمْ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (37)  فاطر )

قُل : صدق الله العظيم . 

اجمالي القراءات 1647