آحمد صبحي منصور
في
الجمعة ٠٧ - يونيو - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
إجابة السؤال الأول :
نعم .
الدواب هى كل ما يدب ويتحرك حركة مقصودة ، ومنها الانسان. وقد خلقها الله جل وعلا محتاجة اليه فى حياتها . تدخلها أشياء وتخرج منها . الهواء ( الأوكسجين ) يدخل ويخرج شهيقا وزفيرا ، والماء يدخل شرابا ويخرج بولا وعرقا ، والطعام يدخل شهيا ويخرج فضلات قذرة . يكون الانسان فى أزمة إذا حدثت مشكلة فى التنفس أو بلع الطعام والشراب . وهو لا يستطيع الاستغناء عن التنفس والطعام والشراب . وإذا كان مؤمنا متقيا فعليه أن يحمد الله جل وعلا على التنفس والطعام والشراب . يحمد الله جل وعلا ويسبح بحمده ويذكره عندما يأكل ويشرب ، ويسبح بحمده جل وعلا ويذكره حين يخرج منه البول والبراز . هذه من النعم الالهية ، والتى بدونها يكون المرض والمعاناة وربما الموت . تخيل نفسك عاجزا عن التنفس ، أو عاجزا عن البلع أو وقفت شوكة فى حلقك ، أو تسرب الماء أو الطعام الى قصبتك الهوائية ، أو أنت فى حالة إمساك أو إسهال ، أو لا تستطيع التبول .! . كان أبو معاوية الضرير نديما لهارون الرشيد . طلب الرشيد كوب ماء فجىء له به . قبل أن يشرب قال له : أبو معاوية الضرير : أُنشدك الله يا أمير المؤمنين قبل أن تشرب هذه الشربة ، بماذا تشتريها لو مُنعت منها ؟ فقال : اشتريها بنصف مُلكى . بعد أن شرب هارون الرشيد قال له أبو معاوية : أنشدك الله يا أمير بكم تدفع لو مُنعت من تبولها ؟ فقال : بمُلكى كله . فقال أبو معاوية : إن مُلكا لا يساوى شربة ماء لجدير ألّا يُتنافس عليه . ".!
أحسن الحديث :
قال جل وعلا :
1 ـ ( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (18) النحل )
2 ـ ( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34) ابراهيم )
3 ـ ( وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ) (20) لقمان )
إجابة السؤال الثانى :
1 ـ الليل يخلف النهار والنهار يخلف الليل ، أى يتداخلان ويطارد أحدهما الآخر . قال جل وعلا :
1 / 1 : ( تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ ( 27 ) آل عمران )
1 / 2 : ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ) ( 61 ) الحج )
1 / 3 : ( يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا ) ( 54 ) الأعراف )
1 / 4 : ( خَلَقَ السَّمَوَاتِوَالأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ ) (5) الزمر ).
2 ـ نحن أيضا أجيال يخلف بعضها بعضا ، قال جل وعلا :
2 / 1 : ( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الأَرْضِ ) (165) الأنعام )
2 / 2 : ( هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الأَرْضِ) (39) فاطر )
3 ـ قال جل وعلا :( وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (11) فاطر )
كل منا يولد وقد تحدد الزمن الذى سيعيشه ، أى تحدد موعد موته بالدقيقة والثانية ، أى يبدأ العدُّ التنازلى لموته بمجرد ميلاده . ويتناقص عمره مع كل دقيقة الى أن ينتهى عمره أو يوفّى عمره فيموت . وتعود نفسه الى البرزخ الذى أتت منه . كل ذلك مكتوب أو فى ( كتاب ) . الفرد منا مثل شخص يقف على بقعة ثلج على سطح محيط ، وتتآكل بإنتظام من تحت قدميه ، الى أن تنتهى فيسقط فى قاع المحيط .
4 ـ المؤمن المتقى يعى ذلك لأن يرجو لقاء ربه جل وعلا يوم القيامة ، ويجد فى ذلك فرصة للتذكّر والهداية وشُكر ربه جل وعلا .