بسبب هذا المقال هاجم هاكرز حسنى مبارك موقعنا

آحمد صبحي منصور في السبت ١٧ - أبريل - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

استيقظت صباح اليوم ( الثلاثاء 13 ابريل 2010 ) على مكالمة من الأردن من احد الاصدقاء يخبرنى بأن الهكرز قد احتلوا موقع ( أهل القرآن ) وضرورة التحرك لانقاذ الموقع وما فيه من مادة علمية . وتوالت المكالمات و الرسائل الاليكترونية من اصدقاء شتى من أنحاء المعمورة تبرز عصر الانترنت والقرية الكونية الواحدة التى تم فيها إلغاء المسافات ، وتقييد وتحييد السلطة المطلقة التى كانت للمستبد حين كان يستأثر بشعبه ويفصلهم عن العالم بسور حديدى ظاهره الرحمة وباطنه الفساد والاستبداد.
عرفت فورا سبب الهجوم وعرفت فورا مصدره ، بل كنت أتوقع هذا الهجوم إثر نشر مقال ( وعظ السلطان محنط حسنى مبارك ) ، وقد تعمدت تركه اسبوعا للمزيد من القراءة والاهتمام ، ولكن لم يحدث الهجوم . ثم جاءنا على الانترنت مقال خطير من موقع جديد جرىء : http://www.ouregypt.us/president/Sadat.html
يقول ان مبارك هو الذى قتل السادات بالتعاون مع وزير الدفاع أبو غزالة ، وبتحريض من السعودية بعد أن ساءت العلاقات بين السادات و السعودية . نشرنا المقال ضمن الأخبار ، وتحت عنوان محايد يقول ( هل هذا معقول ؟ هل قتل مبارك السادات كما يزعمون ) .
http://ahl-alquran.com/arabic/show_news.php?main_id=9829

بعدها احتل الهاكرز موقعنا ، وتم ـ والحمد لله تعالى رب العالمين ـ انقاذ الموقع وتحريره منهم .
فى التعليق على هذا أقول :
1 ـ هذه هى المرة الثانية التى يتعرض لها موقعنا للهجوم ( 13 ابريل 2010 ) . فى المرة السابقة تم تدمير الموقع بأحدث وسائل الهاكرز فى اغسطس العام الماضى ، وكتبت مقالا بعنوان ( بسبب هذا الخطاب فى ندوة فى الكونجرس الأمريكى حدث تدمير موقعنا ) وكانت كلمتى قد تم نشرها فى الموقع ، وهى تتحدث عن المذابح التى ارتكبها السعوديون وضحاياهم من ملايين المسلمين . بعد نشر المقال حدث تدمير الموقع ، وتعبئته بالفيروسات ـ مثل قنابل زمنية ـ واستغرق استعادة الموقع وتحريره وتنظيفه عدة اسابيع . تعلمنا من تلك التجربة المريرة كيف نحفظ ونحافظ على المادة العلمية وعلى الموقع ، لذلك سرعان ما قام الاستاذ الأمير منصور بتحرير الموقع وتأمينه . جزاه الله جل وعلا خيرا .
2 ـ لن تكون هذه المرة هى الأخيرة ، فنحن فى حالة حرب مع قوى الشّر والاستبداد و الفساد فى العالم العربى ، وبالتحديد النظام السعودى و النظام العسكرى فى مصر و شيوخ الوهابية وتنظيماتها الارهابية . وفى حالة الحرب هذه نحن الذين نمسك بزمام المبادرة ، وهم الذين يقومون برد الفعل . ورد الفعل الذى يقترفونه هو عمل جبان ، من استمرار الاضطهاد واستعمال العنف ضد الأبرياء من الأهل والأقارب ، و الهجوم على الموقع . فشلوا فى المواجهة العلمية مقدما فليبس لهم الا سلاح القوة و المصادرة . صادروا مؤلفاتى المطبوعة وأنا فى مصر ، ويحاولون مصادرتها الآن على الانترنت .
3 ـ الغريب أنهم لا يتعلمون ولا يعرفون طبيعة من يتعاملون معه . ان هجومهم الجبان لا يزيدنا إلا إصرارا . هى قصة تتكرر من عام 1977 وحتى الآن . لم يحدث فيها تراجع على الاطلاق ، بل انطلاق الى الأمام مع كل رد هجومى جبان . جربوا كل شىء من العزل من الوظيفة و السجن و الترويع و التجويع و اضطهاد الأهل الأبرياء وتعذيبهم ومطاردتهم . وكل جريمة يرتكبونها نستفيد منها أنصارا جددا علوا وسمعة طيبة بحيث أصبحنا نردد القول بأننا ممتنون لحمقهم ودنائتهم ومحتاجون لهذا الحمق وتلك الدناءة لأننا نكسب بها الأنصار والأحرار على اتساع العالم فى عصر الانترنت . لذلك كانت عاقبة مكرهم فى تدمير الموقع العام الماضى أن تم اختيارى فى منحة لمدة عام لأكون المسلم العربى الوحيد ـ الذى لا يحمل جنسية أمريكية ـ فى المفوضية الأمريكية للحرية الدينية فى العالم . كانت مكافأة غير متوقعة لهجوم دنىء متوقع على موقعنا .
ونرجو من الله جل وعلا أن يزداد حمقهم وان تسفل دناءتهم لنزداد نحن عزة ونصرا .
4 ـ وتتحقق فيهم القاعدة الالهية ( ولا يحيق المكر السيىء إلا بأهله ) .
وحتى نعرف كيف تنطبق عليهم مائة فى المائة فلنقرأ الآية بأكملها لنرى كما لو أنها نزلت فيهم تحديدا ( اسْتِكْبَارًا فِي الأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ سُنَّتَ الأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلا ) السّنة مفهومها هو سّنة الله جل وعلا بمعنى الشرع ( الأحزاب 38) وفى الآية الكريمة هنا بمعنى المنهاج الالهى فى التعامل مع المشركين المعتدين ، والذين لا يتعلم من مصيرهم المعتدون اللاحقون ، بالضبط كما لم يتعلم بغاة قريش من بغاة الأمم السابقة ، وبالضبط كما لم يتعلم بغاة اليوم مما حاق ببغاة قريش ، ومن جاء بعد قريش . لذا تقول الآية الكريمة التالية تدعو البغاة الطغاة للاعتبار من مصير السابقين : ( أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا ) ( فاطر 43 : 44). يوصف مبارك بالعناد والصلف فى التعامل مع المصريين ، و الأسرة السعودية أشد منه صلفا و استكبارا فى الأرض وأشد منه عتوا فى التعامل مع أتباعهم سكان الجزيرة العربية ( لا أريد وصفهم بالسعوديين ). ويجتمع مبارك والسعودية فى الايمان بالسّنة الأرضية المزيفة التى تناقض السنة الحقيقية المنسوبة لله جل وعلا والمذكورة فى القرآن الكريم ، ومنها السّنة بمعنى الشرع الالهى (مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا ) (الأحزاب 38 )التى كان يتبعها ويطبقها خاتم المرسلين عليهم جميعا السلام .
وننتظر أن تتحقق فيهم أيضا قوله جل وعلا عن عاقبة مكرهم وتآمرهم : ( وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) ( النمل 50 : 53 ). ننتظر ان نرى فى القريب العاجل تدمير الله جل وعلا لهم ، وأن تظل قصورهم خاوية شاهدة على هلاكهم ، وأن ينجى الله جل وعلا المؤمنين المتقين . هذا وعد الله جل وعلا ، ووعد الله لا بد ان يتحقق . وقد تحقق فى الماضى ، ويتحقق من حولنا فى الحاضر ، وسيتحقق فى القريب العاجل بعونه جل وعلا ، لذا نقول للمؤمنين المتقين المحاصرين بقوى البغى و الطغيان : أبشروا .. فقد اقترب الفجر .. وظهرت بشائر النصر .!
وتلك حقيقة يدركها الطغاة أكثر منا وهم يرون سلطانهم يتقلص والأرض تبدأ تميد من تحتهم ومن حولهم ..
وقضاء الله جل وعلا نافذ .. والله جل وعلا غالب على أمره .

اجمالي القراءات 15508