share

آحمد صبحي منصور في السبت ١٨ - مايو - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
( share) تعنى المشاركة . وتعلمتها فى إقامتى فى أمريكا . أراها فى برامج الأطفال بتعليم الطفل أن يشارك الأطفال فيما يملكه ولا يحتكره لوحده ، وفى تعليم زوجتى الأمريكية لأطفالنا . الطفل يكون أنانيا بطبيعته ويرفض أن يشاركه أحد فيما يملك، تاتى التربية الأمريكية فيتعلم أن السعادة فى ان يتشارك مع الأطفال الآخرين فى اللعب والطعام ، وبالتالى يتشاركون فى السعادة . ثم إذا نضج عرف المشاركة فى السياسة ، فى التصويت وإختيار من يمثله فى الكونجرس وفى حكم الولاية وفى البيت الأبيض ، وأن الأبواب مفتوحة أمامه ليكون ثروة يشارك بها فى الثروة القومية . مهما تكن عيوب أمريكا ومهما تكن مصاعب الديمقراطية والمشاركة السياسية فهى النجاة من حكم فرد مستبد يحتكر مع اتباعه الوطن ويقهر البشر ، ثم لا يلبث أن يضيع الوطن والمواطنين . فى بلادنا يرددون ( لا شريك له ) عن الله الواحد الذى لا شريك له بينما فى الواقع يعبدون النبى محمدا والصحابة والأئمة والأولياء . يتغنون بالديمقراطية وهى تعنى حريتهم فى ممارسة الاستبداد ، يتحدثون عن الدين ويبنون افخر المساجد من اموال السلب والنهب والسرقات ، وهم الأشد فى الفساد . هل ترى أملا فى الاصلاح د احمد ؟
آحمد صبحي منصور

جاءتنى هذه الرسالة بالانجليزية وكتبت موجزا لها بالعربية . وأقول :

1 ـ قبل الديمقراطيات الغربية المباشرة والنيابية التمثيلية أرسى القرآن الكريم الديمقراطية المباشرة أو ( الشورى الاسلامية ) كما فضح سمات الاستبداد الذى يصل بالمستبد الى زعم الألوهية . والتوضيح فى كتابنا عن الشورى الاسلامية بالعربية ، وبحث آخر بالانجليزية عن ( جذور الديمقراطية فى الاسلام واستبداد المسلمين ). وكان بحثا قدمته الى مؤسسة ( NED) : ( الوقفية الأمريكية للديمقراطية) ، وأثبت فيه أن الديمقراطية الاسلامية المباشرة من الفرائض الغائبة المغيبة لا دليل عليها إلّا القرآن الكريم الذى إتّخذوه مهجورا منبوذا .!.

2 ـ يستحيل أن تقيم ديمقراطية فى شعب ليس مؤهلا لثقافة الديمقراطية عاش قرونا طويلة مكبلا بثقافة الاستبداد والخضوع والخنوع وتقديس المستبد وتلمّس الأعذار له مهما فعل . بثقافة الاستبداد هذه ستكون الديمقراطية الفوقية مجرد ديكور ومسرح يسهل على أى مغامر أن يقتحمه ويحكم مستبدا باسم الدين أو القومية أو الوطنية ، ويحتكر لنفسه الدين أو الوطن أو القوم . والشعب الجاهل سيرضى به وسيسبح بحمده .

3 ـ ثقافة الديمقراطية تتأصّل بالتعليم منذ الصغر ، كما حكيت أنت عن تعليم الأطفال المشاركة ، ثم تعليمهم فى المدارس التاريخ الأمريكى ونقده بموضوعية ، وتعلم الشباب حرية النقد وحرية التعبير ، ثم تتأصّل الديمقراطية عمليا بمؤسساتها وهياكلها ، وفيها تتوزع السلطات وتتوازن بين السلطات الثلاث : التنفيذية والتشريعية والقضائية ، وكلهم ( خدم الشعب ) لا حرج على إنتقادهم ، فهم يقبضون مرتباتهم من الضرائب التى يدفعها الشعب . وكل منهم يظل فى منصبه طالما حظى برضى من إنتخبه ، وكل منهم يقوم بوظيفته ثم يغادرها شخصا عاديا .

4 ـ المستبد هو أعدى أعداء شعبه وهو الخائن الأكبر لوطنه ، وهو يعرف هذا جيدا ويتحسّب له ، وبمجرد وصوله الى الكرسى يعمل على أن يظل فيه الى الأبد ، وخوفه الأكبر هو من ثقافة الديمقراطية ، لذا يحاربها بالتعليم الفاسد ورجال دينه الذين يركبهم ويركب بهم الناس ، ثم بالتطرف فى إرهاب الناس بالسجن والتعذيب والقتل والإخفاء القسرى . ويسعد بإنتشار أخبار ضحاياه فى السجون وفى القبور ليخيف الناس ، وهو ناجح فى هذا ، ومعه أجهزة الأمن والقوات المسلحة والقضاء والنيابة والإعلام يجثم بهم على صدر شعب مقهور منزوع السلاح . المستبد فى القرن الماضى كان يقيم سورا حديديا حول الوطن الذى يملكه ، أدت ثورة الاتصالات والمعلومات الى تحطيم هذا السور ، والمستبد الان يحاول سدّ المنافذ وملاحقة من يكتب على الانترنت داعيا للاصلاح والتنوير ، يحاول التشويش عليهم بجيوشه على الانترنت وبملاحقة من يكتب ضده ، فإن عجز عن إعتقالهم إعتقل أقاربهم . هو فى حالة رُعب مُزمن . ولكن مهما فعل فالزمن ليس فى صالحه ، وإن خنع له هذا الجيل فلن يخنع له الجيل القادم . وسيأتى جيل قادم يتعلم فيه الأطفال المشاركة فى الألعاب ( العادية ) ثم الألعاب ( السياسية ). وسيتحول المستبد الحالى الى سطور فى ( مزبلة التاريخ ).!

اجمالي القراءات 1401