آحمد صبحي منصور
في
الأربعاء ٠٨ - مايو - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
1 ـ قال جل وعلا :
1 / 1 : ( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34) ابراهيم ). الانسان الجاحد الظالم ينسى نعم الله جل وعلا عليه ويسىء إستعمالها .
1 / 2 : ( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (18) النحل ). المتقى يحمد الله جل وعلا على نعمائه شاكرا لربه جل وعلا ، فيغفر الله جل وعلا له وهو جل وعلا الغفور الرحيم .
2 ـ قال جل وعلا : ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ (54) الروم ). لنا كتاب منشور هنا فى تدبر هذه الآية الكريمة عن الضعف البشرى . يبدأ الانسان بالضعف فى طفولته وينتهى بالضعف فى شيخوخته إذا بلغ من العمر عتيّا . ومن ملامح هذا قوله جل وعلا :
2 / 1 : ( وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (78) النحل ). هذا عن مرحلة الضعف الأولى .
2 / 2 : عن مرحلة الضعف الأخيرة :
2 / 2 : ( وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (70) النحل )
2 / 3 : ( وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً ) (5) الحج ).
2 / 4 : ( وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ (68) يس )
3 ـ فى صحتنا وشبابنا نحن لا ندرك نعمة الصحة والشباب .
3 / 1 : من أربعين عاما لم أكن أُحسّ بأنى لى مفاصل ، كنت أقفز السلالم الى حيث أسكن فى الدور السابع . الآن أصبحت مفاصلى المتهالكة صديقى اللدود . فى شبابى كان جسدى المتفجّر بالحيوية هو الذى يحملنى . فى شيخوختى أصبحت أنا الذى أنوء بحمله .
3 / 2 : المشاهير الذين ( تغمرهم الأضواء ) فى شبابهم لا تلبث أن ( تفضحهم الأضواء ) فى شيخوختهم . يقارن الناس بين صورهم فى ( الماضى المجيد ) وفى ( الحاضر التعيس ).
3 / 3 : رأيت الممثل المصرى العالمى عمر الشريف فى مقابلة يتمنى لو عاش عيشة عادية بين أطفاله وأحفاده ، وبدون هذه الشهرة التى يراها زائفة ـ وهو فى شيخوخته ، وفى أواخر حياته عانى من الزهايمر و مات وهو فى ال 83 .!
4 ـ التّشوه الجسدى فى أرذل العمر يلحق بالبشر . ولكن الأصعب منه هو التشوّه العقلى الذى قال عنه جل وعلا : ( وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً ) . سمعت عن سيدة أصيبت بالزهايمر حين لم تعرف مكان دورة المياه فى بيتها فسقطت على الأرض صارخة .!
5 ـ المؤمن الذى يتقى ربه جل وعلا هو الذى يشكر النعمة ولا يكفرها ولا يبدلها كفرا وجحودا . ومن أسف أن المحمديين ينطبق عليهم قول الله جل وعلا : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (28) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ (29) وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَندَاداً لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ (30) ابراهيم ). نعمة القرآن الكريم هى العظمى والكبرى ، وقد بدّلوها بأحاديث شيطانية ، ويعيشون فى نعمة البترول وغيره وبدلوه الى فقر وفساد وحروب وإستبداد . وهم فى الحقيقة يعيشون فى ( زهايمر ) مستمر . حالهم تهون الى جانبه حالة هذه الراقصة من بلدكم .