ثلاثة أسئلة

آحمد صبحي منصور في الجمعة ٢٦ - أبريل - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
السؤال الأول : قرأت الفتوى الخاصة بالضعف فى الشيخوخة وتأثرت بها جدا ، وتأثرت بردك عليها ، وأنا الان فى الشيخوخة أعانى من ضعفها وأتحسّر على ما ضاع من عمرى وشبابى وصحتى ، أتمنى لو رجع لى شبابى لأعمل صالح . انا الآن تائب الى الله وأرجو ان يقبل توبتى حتى لا يأتينى الموت فأدعو الله ان يعطينى وقت لاعما صالح . أرجو أن تذكر لى آية قرآنية للوعظ لى وللشباب المغرورين قبل أن يحل بهم الضعف والمرض . السؤال الثانى : ما نوع الاستفهام فى قوله تعالى ( مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ )؟ السؤال الثالث : لماذا قال تعالى ( أفئدة ) ولم يقل ( آذان ) فى آية : ( وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113) الانعام ) . ؟ المعروف أن الآذان هى التى تسمع وتصغى .
آحمد صبحي منصور

إجابة السؤال الأول

أقتصر على حقيقة قرآنية وهى تكفى تدبرا ووعظا ، هى أن فضل الله جل وعلا ورحمته خير من كل شىء تجمعه فى هذه الدنيا . والحصول على هذا الفضل الأالهى سهل وميسور ومتاح بينما التنافس فى حُطام الدنيا مُرهق ومُتعب ، ونهايته صفر كبير . تدبروا قول الله جل وعلا :

1 ـ ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58) يونس ).

2 ـ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِ وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (156) وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنْ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (157) آل عمران ).

3 ـ ( وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنْ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (31) أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (32) الزخرف ).

إجابة السؤال الثانى :

1 ـ قال جل وعلا : ( اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِوَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِوَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255) البقرة ). هذه الآية الكريمة فى قيوميته جل وعلا وتحكمه وسلطانه .

2 ـ الاستفهام يأتى على حقيقته يستلزم جوابا . والله جل وعلا لا يسأل هنا لكى يعرف الاجابة من البشر. السؤال هنا مجازى يفيد الاستنكار : ( مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ ). وتكرر ارتباط شفاعة الملائكة باذنه جل وعلا ورضاه . قال جل وعلا :

2 / 1 : ( وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَوَاتِلا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاَّ مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى (26) إ  النجم )

2 / 2 : ( يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِي لا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتْ الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلا تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْساً (108) يَوْمَئِذٍ لا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً (109) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً (110)  طه )

2 / 3 : ( لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (27) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنْ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (28) الأنبياء ).

إجابة السؤال الثالث:

1 ـ قال جل وعلا : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113)الانعام ) .

2 ـ الآية الكريمة تخبرنا أن للشيطان أعوانا هم شياطين الانس والجن ، وهم أعداء لكل نبى . وإذا كان النبى قد أحى اليه ربه جل وعلا بالوحى الالهى فإن الشيطان يوحى لأوليائه وحيا شيطانيا مُضادا تتأسس به أديان أرضية شيطانية . والتعبير فى الوحى الشيطانى يأتى بالمضارع ، أى إنه مستمر ، كان قبل القرآن الكريم وأثناء نزوله ، ومستمر بعده . وهى مشيئة الرحمن جل وعلا أن يستمر هذا الافتراء إختبارا للناس . وفعلا فإن كتب الأحاديث والفقه والتفسير مجلداتها بالملايين ، ومن يؤمن بها أكثرية طاغية .

3 ـ التعبير يأتى أيضا بالمضارع فى إصغائهم ورضاهم بهذا الإفك الشيطانى : ( وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا ) . ولأن الشيطان هو المسيطر على قلوبهم فإن أفئدتهم مفتوحة على مصراعيها للترحيب والرضا بهذا الإفك . يدخلها الإفك مباشرة بلا حاجة للآذان أن تسمع .

4 ـ والتفسير العملى لهذا حين ترى المحمديين أمام خطيب يروى لهم الأحاديث . تراهم يسمعون مشدودين قد سيطر الخطيب على أفئدتهم ، ويكفيه أن يقول قال رسول الله لكى يقوم بتنويمهم مغناطيسيا .ش 

اجمالي القراءات 1476