آحمد صبحي منصور
في
الخميس ٢٨ - مارس - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
الإجابة :
لنا كتاب صدر منه الجزء الأول عن مقارنة بين القصص القرآنى والقصص الذى جاء فى ( العهد القديم ):
(ج 1 من كتاب : دعنا نتخيل : حوارا حدث بين النبى محمد وال سى إن إن )
ثم حلقات فى قناتنا أهل القرآن فى نفس الموضوع عن بعض الأنبياء المذكورين فى القرآن والعهد القديم .
من واقع الدراسة البحثية أقول :
1 ـ ليس ( العهد القديم ) هو التوراة الكتاب الالهى المُشار اليه فى القرآن الكريم . هو كتاب عُنصرى يعبر عن اليهود فقط ، وقد خلقوا فيه إلاها خاصا بهم كارها لغيرهم . ربما نقل سفر التكوين بعض القصص التى تتفق مع بعض ماجاء فى القرآن الكريم ، ولكن يظل ( العهد القديم ) مجرد سيرة تاريخية مليئة بالأخطاء والخطايا . وهى تشبه السيرة النجسة التى كتبها ابن إسحاق عن النبى محمد عليه السلام ، وننشر كتابنا عنها فى برنامجنا الاسبوعى ( ندوة الجمعة ) . وقد صنع ابن إسحاق شخصية كاذبة للنبى محمد عليه السلام تشبه الخليفة العباسى أبا جعفر المنصور الذى كلفه بكتابة هذه السيرة لتشريع جرائمه . المؤسف أن الأحاديث فيما بعد نقلت بعض أكاذيب ( العهد القديم ) . وكان مصدرها ( كعب الأحبار ) اليهودى الذى ( أسلم ) فى عهد عمر بن الخطاب ، وصار استاذا لأبى هريرة .
2 ـ الأناجيل الموجودة الان لا علاقة لها مطلقا بالانجيل الذى نزل على عيسى عليه السلام . هى أيضا سير تاريخية كتبوها عن عيسى بعد موت عيسى . والتشكيك فيها قائم ومستمر من المتخصصين فى الغرب ، وسبق أن نشرنا مقالا فى هذا .
3 ـ التوراة الحقيقية والانجيل الحقيقى كانت مع أهل الكتاب الذين كانوا وقت نزول القرآن الكريم ، لذا آمن بعضهم لأنهم من قراءتهم للتوراة والانجيل كانوا ينتظرون مبعث خاتم النبيين ويعرفونه كما يعرفون أبناءهم ، مع أن فريقا منهم كانوا يكتمون الحق وهم يعلمون. قال جل وعلا :
3 / 1 : (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (146) الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُمْتَرِينَ (147) البقرة )
3 / 2 : ( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (20) الانعام ) .
3 / 3 : وكانت معرفتهم بالقرآن الكريم حُجّة على العرب الكافرين . قال جل وعلا عن القرآن : ( وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنْ الْمُنذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195) وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الأَوَّلِينَ (196) أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (197 ) الشعراء )
4 ـ وكانت لهم مناقشات مع النبى محمد عليه السلام ، وجاء الرد عليهم من رب العزة جل وعلا ، ونفهم منها وجود التوراة الحقيقية معهم ، لذا كان التحدى بتلاوة ما جاء فيها . قال جل وعلا :
4 / 1 : ( كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (93) فَمَنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (94) آل عمران ) .
4 / 2 : وقال جل وعلا عن التوراة التى معهم : ( وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمْ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (43) إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلا تَخْشَوْا النَّاسَ وَاخْشَوْنِي وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ (44) المائدة ) .
5 ـ وقال جل وعلا عن الانجيل الحقيقى وقتها : ( وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (46) وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ (47 ) المائدة ).
6 ـ خارج الجزيرة العربية كانت الكنيسة الشرقية فى القسطنطينية والغربية فى روما منشغلة بالخلافات حول طبيعة المسيح الالهية والبشرية ، وقد إحتفلوا بالعهد القديم وبالعهد الجديد كتبا مقدسة ، وأخفوا التوراة الحقيقية والانجيل الحقيقى .
7 ـ ثم قام عمر بن الخطاب فى خلافته ـ خوفا على حياته ـ بإجلاء أهل الكتاب من الجزيرة العربية ، فرحلوا عنها ومعهم التوراة الحقيقية والانجيل الحقيقى ، ولم يعد من أثر لهما إلا ماجاء عنهما فى القرآن الكريم المحفوظ من لدن رب العالمين جل وعلا .