آحمد صبحي منصور
في
الإثنين ٢٥ - مارس - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
إجابة السؤال الأول :
1 / 1 ـ ( خرق ) هنا تفيد القول والفعل الأحمق ، ومنه وصف ( أخرق ) ، أى جاهل وطائش وأحمق . وهذا يعنى انهم حين جعلوا لله جل وعلا شركاء فى ألوهيته من الجن فقد وقعوا فى الخرق والحمق والجهل لأنه جل وعلا هو الذى خلق الجن والانس والملائكة وكل شىء . والتأكيد على حمقهم وجهلهم جاء فى قوله جل وعلا عنهم ( بِغَيْرِ عِلْمٍ) .
1 / 2 : الروعة البلاغية هنا هو فى ( الجناس الناقص ) بين كلمتى ( وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ ). أى بين ( خلق و خرق ) . بلاغيا : الجناس أن تتفق كلمتان فى كل حروفهما مع إختلاف المعنى ، وهذا هو الجناس الكامل ، مثل قوله جل وعلا : ( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ ) (55) الروم ) ، وقد تتفق الكلمتان فى معظم الحروف مع أختلاف المعنى ، مثل (وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ ).
2 ـ ما سبق هو ( خرق ) معنويا . وجاء فى القرآن الكريم ( خرق ) ماديا فى قوله جل وعلا :
2 / 1 : ( وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً (37) الاسراء )
2 / 2 : ( فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً (71) الكهف )
إجابة السؤال الثانى :
1 ـ أن تكون شاهدا على قومك يوم الحساب يعنى أن يكون لك تاريخ نضالى فى مواجهة الذين يفترون على الله جل وعلا كذبا بأحاديث شيطانية وبجرائم يجعلونها دينا ويصدون عن سبيل الله جل وعلا يبغونها عوجا مستخدمين نفوذهم وسلطانهم ، وبالتالى تتعرض لأذاهم وإضطهادهم . هنا يكتبك الله جل وعلا شاهدا عليهم شهادة خصومة ، وكتاب أعمالك هو الذى يؤهلك لهذه المكانة ، ويكون بهذا ينصرك الله جل وعلا عليهم ، ويجعلهم الأخسرين . نفهم هذا من قوله جل وعلا :
1 / 1 : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أُوْلَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (19) أُوْلَئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ يُضَاعَفُ لَهُمْ الْعَذَابُ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ (20) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (21) لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمْ الأَخْسَرُونَ (22) هود ). من أولئك الأخسرين أصحاب الفضيلة والقداسة والفخامة والمتاجرين بالدين ، وما أكثرهم فى عصرنا الحزين .!
1 / 2 : ( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ (51) يَوْمَ لا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمْ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (52) غافر ). سيعتذر أصحاب الفضيلة والقداسة والفخامة والمتاجرين بالدين ، ولكن لن يجدوا ناصرين .!
2 ـ هناك من يدعو أن يكون من الأشهاد ولكنه كاذب كافر . وقع فى هذا بعض حوارىّ عيسى عليه السلام . قالوا : ( رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (53) آل عمران ) . وقال جل وعلا عنهم : ( وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (54) آل عمران ).
3 ـ ولكن هناك من النصارى من آمن بالقرآن الكريم وأعلن ذلك فى مواجة أهل الكتاب الضالين ( اليهود ) والعرب الكافرين ، وطلبوا أن يكتبهم الله جل وعلا من الشاهدين . تدبر قوله جل وعلا : ( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ (82) وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنْ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنْ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83) وَمَا لَنَا لا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنْ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84) المائدة ). قال جل وعلا عنهم : ( فَأَثَابَهُمْ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (85) المائدة ).
بالمناسبة : منشور فى موقعنا ( اهل القرآن ) كتاب عن ( شهد ومشتقاتها فى القرآن الكريم ).
إجابة السؤال الثالث :
شكرا جزيلا .
ربما أكون قد أجبت على مثيل لهذا السؤال من قبل . ولكن بإختصار أقول :
1 ـ فى الأديان الأرضية يجعلون أعيادا ، ويقيمون لها طقوسا دينية . المحمديون اخترعوا اعياد الفطر والأضحى وعاشوراء ومنتصف شعبان و27 رجب ومولد النبى . هذا عدا الأعياد والمناسبات المذهبية . كل ذلك حرام .
2 ـ لا بأس بأن تحتفل بأى يوم أو مناسبة بدون أن تجعلها دينا . لك ان تختفل بعيد النوروز أو عيد الربيع أو عيد الأم أو عيد الثورة أو عيد النصر ..الخ ، طالما تعرف أنه لا علاقة له بالاسلام ، أو أن تجعله شعيرة دينية.