ثلاثة أسئلة

آحمد صبحي منصور في الجمعة ١٥ - مارس - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
السؤال الأول : قرأت فى موقع سلفى الآتى : ( عن عائشة رضي الله عنها قالت: نهاهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن الوصال رحمةً لهم، فقالوا: إنك تُواصِلُ؟ قال: ((إني لستُ كهيئتكم؛ إني أَبِيتُ يطعمني ربي ويسقينى))؛ متفق عليه. والوصال يعني أن يصل الإنسانُ يومين فأكثرَ في الصيام من غير فِطرٍ، يعني يصوم الليل والنهار يومين أو ثلاثة أو أكثر، فنهاهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن ذلك، ولكنهم رضي الله عنهم فَهِموا أنه نَهاهم رحمةً بهم لا كراهة للعمل، فواصَلوا ثم واصَلوا حتى هلَّ شهر شوال، فقال صلى الله عليه وسلم: ((لو تأخَّرَ الهلال لَزِدتُكم))؛ يعني لأبقيتكم تُواصِلون، قال ذلك تنكيلًا لهم؛ حتى يعرِفوا ألمَ الجوع والعطش، ويكُفُّوا عن الوصال من أنفسهم. الحاصل أنه نهاهم عن الوصال رحمة بهم، فقالوا: إنك تواصل ونحن نقتدي بك، فقال: ((إني لست كهيئتكم؛ إني يُطعمني ربي ويسقيني))؛ يعني أنه عليه الصلاة والسلام ليس كالأُمَّة، بل هو يَبيتُ عند ربِّه يُطعمه ويَسقيه، ومعنى ذلك أنه عليه الصلاة والسلام يتهجَّد بالليل، ويخلو بالله عزَّ وجلَّ بذكره، وقراءة كلامه، وغير ذلك مما يُغنيهِ عن الأكل والشرب؛ لأن الإنسان إذا اشتغل بالشيء نَسِيَ الأكل والشرب، خصوصًا إذا كان الشيء مما يُحِبُّه ويرضاه؛ ولهذا قال الشاعر في محبوبته: لها أحاديثُ مِن ذِكراكَ تَشغَلُها ) *** عن الشرابِ وتُلهيها عن الزادِ ). أنا طبعا لا أومن بهذا ، ولكن أطلب رأيك فى التعليق عليه . السؤال الثانى : هل يصح عندما أقوم بعمل أن أقول ( يا مسهّل يا رب ) ؟ السؤال الثالث : تعقيبا على فتوى إلياس / إل ياسين : ما هو مضمون رسالة إلياس التى حملها لقومه ؟
آحمد صبحي منصور

إجابة السؤال الأول :

1 ـ قلنا ونكرر : الأحاديث كلها كاذبة فى نسبتها للنبى محمد عليه السلام ، وليست جزءا من الاسلام الذى إكتمل بنزول القرآن الكريم . ولكنها صادقة فى التعبير عن ثقافة قائلها الذى زعمها وثقافة عصرها . وهى تعبّر بصدق عن أهوائهم وإختلافاتهم . هذا الحديث يتعارض مع حديث آخر ، يقول : (  جاء ثلاثةُ رهطٍ إلى بيوتِ أزواجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يسأَلون عن عبادةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فلمَّا أُخبِروا كأنَّهم تقالُّوها فقالوا: وأينَ نحنُ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد غُفِر له ما تقدَّم مِن ذنبِه وما تأخَّر؟! قال أحدُهم: أمَّا أنا فإنِّي أُصلِّي اللَّيلَ أبدًا وقال الآخَرُ: أنا أصومُ الدَّهرَ ولا أُفطِرُ وقال الآخَرُ: أنا أعتزِلُ النِّساءَ ولا أتزوَّجُ أبدًا فجاء رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: ( أنتم الَّذي قُلْتُم كذا وكذا ؟ أمَا واللهِ إنِّي لأخشاكم للهِ وأتقاكم له لكنِّي أصومُ وأُفطِرُ وأُصلِّي وأرقُدُ وأتزوَّجُ النِّساءَ فمَن رغِب عن سنَّتي فليس منِّي ).

2 ـ هذا يذكّرنا بقوله جل وعلا للكفرة : ( أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (37) إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا يَتَخَيَّرُونَ (38) القلم ). دينهم فيه كل شىء ، وهم مختلفون فيه ، ولهم فيه ما يتخيرون حسب الهوى .

إجابة السؤال الثانى :   

1 ـ ( مُسهّل ) ليس من أسماء الله الحسنى ، جل وعلا .

2 ـ ( سهل ) لم تأت فى القرآن الكريم . وقولك  ( يا مسهل ) يذكّر بمرض الاسهال .

3 ـ أنت تقصد ان تطلب التيسير والعون من الله جل وعلا . عليك أن تقول ( الله المستعان ) كما قال النبى يعقوب عليه السلام ، أو أن تطلب التيسير ، والتيسير من مصطلحات القرآن الكريم ، والله جل وعلا هو الذى وعد بأن مع العُسر يسرا ، وأنه جل وعلا سيجعل بعد عسر يسرا .

إجابة السؤال الثالث:

هى ( لا إله إلا الله ) قال جل وعلا : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ (25) الأنبياء) ، وهذا يعنى الدعوة لنبذ الآلهة الأخرى ، وهذا ما قاله النبى إلياس لقومه ، إذ دعاهم لنبذ عبادة إلاههم بعل . قال جل وعلا : ( وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلا تَتَّقُونَ (124) أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ (125) اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمْ الأَوَّلِينَ (126)الصافات ) 

اجمالي القراءات 1659