ثلاثة أسئلة

آحمد صبحي منصور في الخميس ١٤ - مارس - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
من الاستاذ ( أبو أسامة ) جاءت هذه الأسئلة : السؤال الاول.. مامعنى هذه الايات وكيف يقدر الانسان ان يقتل ولده سواء كان مشركا ام مؤمنا؟؟؟ وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْـمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ من سورة الأنعام- آية (137 ( ) قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْـمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللهُ افْتِرَاءً عَلَى اللهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ من سورة الأنعام- آية (140) وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا ) من سورة الإسراء- آية (31) ؟ السؤال الثاني : اولا لماذا حرم الله الصيد على المحرمين في مكه؟؟؟ ومكه صحراء لايوجد بها حيوانات؟؟ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللهُ مِنْهُ وَاللهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ ) من سورة المائدة- آية 95 )؟ السؤال الثالث مامعنى واجعل افئدة من الناس تهوي اليهم.؟ وارزق اهله من الثمرات.؟ ( رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْـمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ) من سورة إبراهيم- آية (37) . ؟
آحمد صبحي منصور

إجابة السؤال الأول :

1 ـ فى عصرنا أصبح نادرا جدا لجوء الأبوين الى قتل أطفالهم ، ربما فى حالة إجهاض الجنين المكتمل الذى تم نفخ النفس فيه . وهناك حالات عن إلقاء الأطفال حديثى الولادة ليموتوا خوف الفضيحة . وتظل هذه حالات فردية ، ولكنها موجودة لا يمكن إنكارها . ووجود حالات فردية لا بد أن يأتى لها تشريع . وهذا ما حدث فى حالات إستثناء التحريم فى نكاح من سبق أن نكحها الأب وتحريم الجمع بين الأختين فى الزواج ، كانت هناك حالات فردية قبل نزول آيات المحرمات : (  وَلا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنْ النِّسَاءِ إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتاً وَسَاءَ سَبِيلاً (22) ، ( وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً (23) ) النساء )

2 ـ على أنه وقت نزول القرآن الكريم كان شائعا وأد البنات ، وقتل الأطفال خوف الفقر بسبب صعوبة الحياة خصوصا فى الأعراب . وجاء فى القرآن الكريم عن وأد البنات وكراهيتهم لانجاب البنات :

2 / 1 : (  وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9) التكوير  )

2 / 2 : (  وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَى مِنْ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (59) النحل )

2 / 3 : (  وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ (17) الزخرف  )

3 ـ أما عن قتل الأولاد خشية الفقر فبالإضافة الى ما جاء فى سورتى الأنعام والاسراء فقد جاء فى الوصايا العشر فى سورة الانعام : ( قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151)    

إجابة السؤال الثانى :

من قال إنه لا توجد حيوانا للصيد أو طيور للصيد فى مكة أو فى الصحراء ؟ الصيد كان ولا يزال معروفا هناك . والشعر الجاهلى جاء فيه هذا . ويكفى قوله جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمْ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنْ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنْ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (94) المائدة ) يعنى وجود حيوانات قريبة تأتى لهم إختبارا لهم . وبعدها قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنْ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْياً بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَاماً لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ (95) أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعاً لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُماً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (96)  المائدة )

إجابة السؤال الثالث :

1 ـ ( فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ ): تهوى اليهم أى تحب القدوم اليهم الى درجة السفر من كل فجّ عميق .

2 ـ ( وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ )، هذا لأن مكة فى منطقة جبلية أى : ( بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ  ). بالتالى يحتاج من فيها الى أن تأتى لهم الثمرات من الخارج . وهذا ما حدث حين إستثمرت قريش الحج الى البيت الحرام بالايلاف ، وهو عقد تحالفات مع الأعراب المتقاتلين بعدم التعرض لقوافلها بين اليمن والشام ، وعدم الهجوم على مكة ، وهذا مقابل أن تجعل أصنامهم داخل الحرم تحت حمايتها ، أى إتخذت قريش من أصنامهم رهينة . بهذا عاشت قريش فى أمن ورخاء بينما تقاتل الأعراب وعاشوا فى خوف وجوع . وحين نزل القرآن الكريم بتحريم الأصنام إعتبرته قريش تهديدا ، مع معرفتهم بأنه هدى . نتدبر قوله جل وعلا :

2 / 1 : ( وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعْ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (57) القصص )

2 / 2 :( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ (67)  العنكبوت )

2 / 3 : ( لإِيلافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4) قريش )

اجمالي القراءات 1655