أكملت ..أتممت

آحمد صبحي منصور في الجمعة ٢٣ - فبراير - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
السؤال : الايه الكريمه : ( اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا )...من قائل هذه الايه ..هل لله جلا وعلا ام علي لسان رسول الله وهي تخصه ....وهل الدين كان ناقص من قبل ..والنعم كانت ناقصه ...والاسلام هو الاسلام من ايام ادم حتي عيسي ....؟
آحمد صبحي منصور

الاجابة

هذا قوله جل وعلا ، وهو الذى اكمل دينه باكتمال القران الكريم نزولا ، وبالتالى فلا مكان لأى إضافة بعد هذا ، خصوصا بعد ان حفظ الله جل وعلا كتابه. وكل الكتب الالهية نزلت بالاسلام ، ونزل القرآن الكريم مصدقا لها ، بل فيه آيات من صحف ابراهيم موسى عليهما السلام ، مذكورة فى أواخر سورتى ( النجم ) ، ( الأعلى ). وكتبنا فى هذا كثيرا .

ونعطى تفصيلا عن القرآن الكريم :

1 ـ نزل القرآن الكريم كتابا تمت كتابته فى قلب النبى محمد عليه السلام حين إلتقى بجبريل ليلة الاسراء التى هى ليلة القدر ، ثم كان نزول القرآن مقروءا على مراحل الى أن إكتمل . وفصلنا هذا فى كتابنا عن ليلة الاسراء هى ليلة القدر. وفى سورة مكية يقول جل وعلا عن الكتاب ( القرآنى ) وإنزاله وتمامه : ( أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمْ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُمْتَرِينَ (114) وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115) الانعام ). ويلاحظ رقم الآية 114 وهو عدد سور القرآن الكريم ( الكتاب القرآنى ).

2 ـ مصطلح ( النعمة ) جاء بمعنى القرآن الكريم .

2 / 1 : وهذا فى السور المكية .  قال جل وعلا عن القرآن الكريم :

2 / 1 / 1: ( مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2)  القلم )

2 / 1 / 2 : ( فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ (29)   الطور )

2 / 1 / 3  : ( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11) الضحى )

2 / 1  / 4  : ( أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ (72) النحل )

2 / 1 / 5 : ( أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ (67)   العنكبوت )

2 / 1 / 6 : ( فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (82) يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمْ الْكَافِرُونَ (83) النحل ).

وفى السور المدنية . قال جل وعلا عن القرآن الكريم :

2 /  2/ 1 : ( وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ  ) (150) البقرة )

2 / 2 / 2 : ( وَلا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُواً وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (231) البقرة )

2 / 2 / 3 :( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً ) (3) المائدة ).

3 : لمحة أخيرة عن قوله جل وعلا :( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً ) (3)  المائدة )

3 / 1 : هذه الاية الكريمة فيها إكتمال القرآن الكريم بإعتباره الاسلام ، وإتمام النعمة وهى القرآن الكريم الذى إرتضاه ربنا جل وعلا لنا دينا .

3 / 2 : ومن التكريم لمن يؤمن بالقرآن الكريم أن يكون الخطاب مباشرا لهم من رب العزة جل وعلا . أرجو تدبر قوله جل وعلا : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً ) (3)  المائدة ).

3 / 3 : محروم من هذا التكريم من لا يؤمن بالقرآن الكريم وحده حديثا ، ومن يؤمن بأن القرآن الكريم ناقص غير مكتمل ، ويحتاج الى أحاديثهم الشيطانية لتكمله ولتبينه ولتكون حكما عليه ، ولتبدل أحكامه وتشريعاته وتلغيها وتبطلها .  هذا أفظع ظلم لرب العزة جل وعلا . ولنا مقال فى توضيح هذا عنوانه ( القاموس القرآنى : فمن أظلم .. ومن أظلم ). نرجو الرجوع اليه .

اجمالي القراءات 1726